ماذا سيفعل الحوثيون مع السعودية بقادم الأيام بعد توعدها بضربات “لم تعهدها من قبل”؟

الرياض- خليج 24| في تصريح يهدد بكسر قواعد الاشتباك بين المملكة العربية السعودية والحوثيين رغم دخول السنة السابعة لحرب في اليمن، توعد الحوثيون المملكة بضربات “لم تعهدها من قبل”.

وخلال الأسابيع والأشهر الأخيرة شن الحوثيون هجمات تعتبر الأعنف في عمق السعودية منذ اندلاع الحرب في اليمن.

لكن الحوثيين يبدوا انهم لم يكتفوا بذلك، بل توعدوا بضربات أكثر شدة وإيلاما للمملكة، التي تأثرت كثيرا بالضربات الأخيرة.

ويأتي تهديد الحوثيون بعد أيام قليلة من إعلان السعودية عن مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن.

وطالت الهجمات مؤخرًا مواقع هامة جدا في السعودية أبرزها قصر اليمامة في العاصمة الرياض.

كما طالت منشآت اقتصادية استراتيجية تابعة لشركة أرامكو النفطية السعودية.

وتسببت هذه الهجمات إضافة إلى أزمة جائحة كورونا بخسائر باهظة للشركة السعودية.

وتوعدت جماعة “أنصار الله” الحوثية في اليمن السعودية “بضربات قوية وموجعة لم تعهدها من قبل” على حد وصفها.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إن “العام السابع من العدوان سيشهد الإعلان عن منظومات صاروخية جديدة”.

وأضاف “أن عملية اليوم الوطني للصمود لن تكون سوى تدشينٍ للعام السابع في حال لم يتوقف العدوان ويُرفع الحصار”.

وذكر سريع أن “اليمن اليوم يحتل المرتبة الأولى على مستوى الجزيرة العربية من حيث نوعية ومديات الصواريخ محلية الصنع التي يمتلكها”.

وشدد على أنه “لا يوجد مقارنة بين القوة الصاروخية اليمنية قبل العدوان واليوم”.

ووفق سريع “العدوان استهدف مخازن الصواريخ البالستية حسب المعلومات المتوفرة لديه”.

وأردف “لكنه فوجئ بعدم اعتماد اليمن على ما كان لديه من مخزون وانتقاله إلى مرحلة التصنيع”.

لكن سريع حذر “قد نلجأ لتوجيه ضربات قوية وموجعة لم يعهدها النظام السعودي من قبل ما لم يوقف عدوانه وحصاره”.

وقال “الكرة الآن في ملعب النظام السعودي والعام السابع سيكون عام المفاجآت بالنسبة للعمليات العسكرية”.

وعلق أحد أمراء السعودية على إطلاق مملكته “مبادرة” لإنهاء الحرب في اليمن، معتبرا أن الكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة الأمريكية التي تدفع لإنهاء الحرب.

وقال الأمير في السعودية عبد الرحمن بن مساعد في سلسلة تغريدات على “تويتر” إن “المبادرة كشفت أن قرار الحوثيين مرهون بإيران مهما كانت الظروف على الساحة اليمنية”.

وأضاف “الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي رفعت الجماعة عن قائمة المنظمات الإرهابية”.

وكتب “أهم ما في المبادرة (السعودية) أنها ستكشف بوضوح أن الحوثيون ليسوا إلّا ورقة تفاوضية لإيران”.

وأردف “هم (الحوثيون) مرتهنون بالكامل لإيران أيًا كان الوضع على الأراضي اليمنية ولا يعنيهم صالح اليمن ومواطنيه”.

وتابع “ولا يهمهم أي خسائر أو أضرار تلحق بالشعب اليمني فبالتالي لا شك أنهم سيرفضون المبادرة”.

وبحسب الأمير عبد الرحمن “حتى لو أعلنت الرياض وقف إطلاق النار والغارات من جانب واحد سيرسل الحوثيون صواريخ بالستية وطيارات مسيرة للسعودية”.

وذكر أن هذه الصواريخ والطائرات “لاستهداف المدنيين وسيتصدى لذلك كالعادة بعون الله أبطالنا في الدفاع الجوي”.

مما سيعيد الوضع الى ما كان عليه قبل إطلاق المبادرة، وفق الأمير في السعودية.

وأخيرا كتب “بإطلاق السعودية لمبادرتها والتفاعل الدولي المرحب بها وبرفض الحوثيين لها – رفض إيران في واقع الأمر”.

فإن الكرة في ملعب الإدارة الأمريكية التي رفعت جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب مؤخرًا!، بحسب الأمير السعودي.

وشدد على أن السعودية فعلت ما عليها وأثبتت ما لم يكن يحتاج الى إثبات وهو أنها تحارب ميليشيا ايرانية على حدودها.

وفي وقت سابق اليوم، كشفت مصادر مقربة من الديوان الملكي في السعودية الأسباب الحقيقية التي تقف خلف إعلان المملكة “مبادرة” إنهاء الحرب في اليمن.

وأوضحت المصادر لـ”خليج 24″ أن أبرز الأسباب تصاعد الهجمات من اليمن على السعودية في الأسابيع الأخيرة بالصواريخ والطائرات المسيرة.

وبينت المصادر أن قناعة أصبحت راسخة لدى حكام الرياض بأنهم تورطوا في حرب اليمن، وأنه بات لا مفر من إنهائها.

الأكثر أهمية لدى حكام المملكة- بحسب المصادر- أن الرياض باتت لوحدها في هذه الحرب.

وبات حكام السعودية على قناعة تامة بأن الإمارات قامت بتوريد المملكة بهذه الحرب وقامت بالانسحاب منها بعد سنوات قليلة.

ولم تكتفي الإمارات- كما تذكر المصادر- بل باتت تعمل أخيرا ضد مصالح السعودية بشكل واضح، وهو ما أثار غضبا سعوديا.

ولفتت إلى أن معلومات مؤكدة عن تنسيق عالي المستوى بين الحوثيين والإمارات في اليمن لأجل مصالح الطرفين.

فيما يواصل الحوثيون استنزاف الرياض بكافة المجالات، والتي كان آخرها استهداف منشآت أرامكو النفطية.

وأكدت المصادر أنه رغم أن الإمارات لا تزال محسوبة على “التحالف العربي” في اليمن إلا أن الحوثيين أوقفوا أي هجمات عليها.

وكان الحوثيون أعلنوا عن آخر هجوم طال الإمارات عام 2019 حيث نفذ بطائرة مسيرة واستهدف مطار دبي.

وحتى قبل إعلان الإمارات انسحابها الشكلي من اليمن، فإنه نادراً ما استهدف الحوثيون الأراضي الإماراتية بهجماتهم.

ونبهت إلى أن هذا يؤكد تلاقي مصالح الإمارات والحوثيين.

وبينت المصادر أن غضبا متناميا لدى حكام السعودية تجاه تصرفات الإمارات مع المملكة والعمل ضدها مؤخرا.

وكان القيادي في جماعة الحوثي محمد علي الحوثي كشف قبل أيام عن سبب استثناء الإمارات من هجماتهم وتركيزها فقط على السعودية.

وقائل إن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أرسل رسالة إلى أبو ظبي نصحهم فيها بالتوقف عن حرب اليمن.

وذكر الحوثي أن الإمارات أعلنت انسحابها رسمياً من الحرب في اليمن، وعلى إثر ذلك توقف استهدافها.

الأكثر أهمية ما يغضب حكام السعودية هو ما كشفته التصريحات والتقارير والوثائق والإحصائيات حول علاقة الإمارات وإيران.

وأكدت المصادر أن السعودية تعتبر الإمارات حاليا في صف إيران ولا تتفهم أية مبررات لهذه العلاقة.

ونبهت إلى أن الإمارات لطالما عملت في الخفاء ضد جهود كبيرة ومضنية بذلتها السعودية ضد إيران ووقف تدخلاتها في المنطقة العربية.

أعلنت المملكة العربية السعودية عن “مبادرة” لإنهاء الحرب في اليمن.

وجاء إعلان “مبادرة إنهاء الأزمة في اليمن” على لسان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله.

وقال وزير خارجية السعودية إن “المبادرة تسعى لإنهاء الأزمة اليمنية، والتوصل لحل سياسي شامل”.

وتتضمن المبادرة- بحسب ابن فرحان- وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة.

وذكر وزير خارجية السعودية أن بلاده حريصة على ” أمن واستقرار اليمن، والمنطقة، والدعم الجاد للسلام وإنهاء الأزمة اليمنية”.

ولفت إلى أن المبادرة تتضمن إيداع الضرائب والإيرادات الجمركية للسفن والمشتقات النفطية من ميناء الحديدة.

وذلك في حساب مشترك بالبنك المركزي اليمني، وفقا لاتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة وفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية.

وتشمل المبادرة-بحسب وزير خارجية السعودية- بدء مشاورات بين الأطراف في اليمن بهدف التوصل إلى “حل سياسي برعاية الأمم المتحدة”.

وأكد أن هذا الحل يكون بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.

ولفت الوزير السعودي إلى أنه يأتي “في إطار دعم جهود المبعوث الأمم لليمن والمبعوث الأميركي لليمن”.

ودعا الفرحان “الحكومة اليمنية والحوثيين للقبول بالمبادرة”، خاصة وأنها تمنح الحوثيين الفرصة لتحكيم العقل.

واعتبر أنها فرصة لوقف نزيف الدم اليمني، ومعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية التي يعاني منها الشعب اليمني.

وأكد على حق السعودية الكامل في الدفاع عن أراضيها والمواطنين والمقيمين فيها “ضد الهجمات الممنهجة التي تقوم بها الميليشيات الحوثية، المدعومة من إيران” ضد أهداف مدنية.

وبين بن فرحان أن المبادرة ستدخل حيز التنفيذ بمجرد موافقة الحوثيين عليها.

غير أن رئيس مفاوضي الحوثيين علق لوكالة “رويترز” على مبادرة السعودية.

وقال إنها “جزء من الحرب، ويجب أن تنهي فورا الحصار الجوي والبحري على اليمن”.

ورأى أن المبادرة السعودية ” لا يوجد فيها أي شيء جديد”.

لكن المتحدث الحوثي أكد مواصلة الحديث مع السعودية وعمان والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام.

وشدد على رفض ما اعتبره “مقايضة” الملف الإنساني مقابل “أمور سياسية” مع الرياض.

وأعلنت الخارجية الأمريكية في بيان لها في وقت سابق اليوم أن وزيرها أنتوني لينكين ناقش مع نظيره السعودي ملف اليمن.

وذكرت أنهما ناقشا التعاون الوثيق لدعم جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث والمبعوث الأميركي تيموثي ليندركينغ، لإنهاء الصراع في اليمن.

وشددت الخارجية الأمريكية على ضرورة التزام جميع الأطراف في اليمن بوقف إطلاق النار وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.