جدة–خليج24| نشرت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية تقريرا يسلط الضوء على المقابل الذي سيدفعه ولي عهد السعودية محمد بن سلمان إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن لقاء زيارته المرتقبة إلى المملكة.
وقالت الوكالة واسعة الانتشار إن تعامل إدارة بايدن مع السعودية لا يعني استرضائهم.
وأشارت إلى أنه إذا رغبت واشنطن بإعادة تأكيد التزامها بأمن الرياض فيجب على القادة السعوديين الانسحاب من مغازلة الروس والصينيين.
وذكرت الوكالة أن على السعودية وقف شراء الأسلحة من الصين، وتقليص التعاون المتزايد بشأن تكنولوجيا الصواريخ الباليستية وتخصيب اليورانيوم.
وبينت الوكالة أن بايدن سيضغط على ابن سلمان لمتابعة تحركاته الأولية لتوسيع العلاقات مع “إسرائيل”.
ثمن زيارة بايدن
وأوضحت أن “على قادة السعودية الاستعداد لتطوير خارطة طريق واضحة للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، كما فعلت البحرين والإمارات”.
وقالت “بلومبرغ” إنه “يجب على الرياض الانخراط في تعاون عسكري واستخباراتي أكثر انفتاحاً مع إسرائيل”.
ونبهت إلى أنه سيكون ملحًا عمل السعودية على دمج الدفاعات الجوية في جميع أنحاء المنطقة وإجراء المزيد من التدريبات العسكرية المشتركة.
وبينت أن بايدن سيضغط على السعودية للعمل بشكل مكثف مع الأمم المتحدة لتحويل وقف إطلاق النار في اليمن إلى تسوية سلمية دائمة.
كما سيدفع باتجاه إطلاق سراح نشطاء حقوق الإنسان الذين اعتقلتهم السلطات السعودية، ورفع قيود السفر عن الذين أطلق سراحهم.
وقال موقع هافنغتون بوست الأمريكية إن زيارة الرئيس جو بايدن إلى السعودية تعد نصرا مؤزرا لها ولحاكمها الفعلي محمد بن سلمان.
بايدن يفرج عن معتقلي السعودية
وذكر الموقع في تقرير أن ذلك إزاء تهديدات بايدن بمحاسبتها قبل انتخابه على إثر جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول.
وأوضح أن الزيارة ستعود بالقليل على أمريكا أو بايدن نفسه، بينما سيكون هناك فوائد جمة ستجنيها الرياض.
ونبه الموقع أن خطة بايدن ستعود على السعوديين بفوائد جمة، إلا أن الفرصة ضئيلة بأن تحقق الكثير للرئيس أو للولايات المتحدة.
وذكر أن نفوذ السعوديين محدود جدًا حين يتعلق الأمر بالقضية الكبرى التي تشغل الولايات المتحدة، ألا وهي التضخم.
ورجح ألا تنجح الزيارة بكبح اهتمام السعوديين بتنمية العلاقات الودية مع كل من روسيا والصين.
وذكر أن هذا هو الاهتمام الذي ما لبث يدق ناقوس الخطر بواشنطن.
وقال الموقع إن “زيارة بايدن محفوفة بالمخاطر وأشك في أنها ستؤتي أكلها”.
فيما قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن زيارة بايدن إلى السعودية باتت مثيرة للجدل داخل واشنطن.
وكشفت الصحيفة عن رد فعل عكسي محتمل قد يخاطر بتصعيده بعض الديمقراطيين.
وقالت إنه من غير الواضح إلى أي مدى سيكون بايدن على استعداد لتعزيز العلاقة الأمنية مع السعودية.
ضغوط باين على بن سلمان
وأشارت إلى أنه و”حتى لو التقى الرجلين، فلن يكون الأمر مثل مفتاح تقلبه ويكون كل شيء على ما يرام”.
وأكدت الصحيفة أنه حتى الآن تشير الدلائل من الرياض وأبو ظبي أنهما ليسا مستعدين بعد لقطع العلاقات مع روسيا، رغم محاولات الغرب لعزلها.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إن مجلس الشيوخ الأمريكي قلق من أن زيارة بايدن لن تخفض أسعار الغاز بشكل هادف.
وذكرت الصحيفة الشهيرة أن النواب الديمقراطيين أثاروا مخاوفهم من قراره بالسفر إلى السعودية، معترضين على سجل حقوق الإنسان في البلاد،
وكشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية عن سبب زيارة بايدن إلى السعودية، الذي تقول الرياض أنها بمسعى لإقناعها بزيادة النفط.
وقالت الصحيفة إن الزيارة لدفع الاتصالات بين الرياض و”تل أبيب”، وليس فقط إقناعها بزيادة إنتاج النفط.
يذكر أن بايدن رد على أسئلة صحفيين بشأن زيارة السعودية: بأنه “لا.. ليس بعد”.
ونفى انتظاره التزامًا سعوديًا بشأن أزمة الطاقة العالمية، إذ قال: “لا، لا، الالتزام من جانب السعوديين غير مرتبط بأي شيء له علاقة بالطاقة”.
وقال: “هذا يرتبط باجتماع أوسع بكثير سيحدث بالسعودية؛ لهذا السبب سأصل لهناك. وهذا يرتبط بأمنهم القومي – للإسرائيليين. يوجد لدي خطة وهي ترتبط بقضايا أكبر بكثير من الطاقة”
ورأت الصحيفة أن خطة بايدن تتعلق بالخطة الإقليمية التي أُفيد عنها بشكل غير رسمي بشأن تقدم تطبيع علاقات “إسرائيل” والسعودية.
وأشارت إلى أن ذلك بموجب اتفاق نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية مع السماح للطائرات الاسرائيلية التحليق فوق الأجواء السعودية”.
واعتبرت 13 منظمة حقوقية دولية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للسعودية ضوء أخضرًا ورعاية للقمع.
ودعت واشنطن السعي علنا لنيل التزامات حقوقية وإصلاحية.
وبعثت المنظمات رسالة إلى بايدن تؤكد أن زيارته المرتقبة للقاء وليّ العهد محمد بن سلمان تُشجّع على ارتكاب انتهاكات وتغذّي ثقافة الإفلات من العقاب.
وذكرت أن إدارة بايدن مطالبة بتحصيل التزامات واضحة وملموسة بشأن حقوق الإنسان من السعودية قبيل إتمام الزيارة.
وأشارت المنظمات إلى أنها تشمل الحملة الشعواء التي تشنها الحكومة على حريّة التجمع السلمي، وتكوين الجمعيات، والتعبير.
وقالت إنه قبل أي زيارة على بايدن مقابلة حقوقيين سعوديين وضمان إطلاق سراح المعارضين.
ودعت لرفع منع السفر التعسفي على الحقوقيين وغيرهم، ومنهم أمريكيون.
ويقود الملك سلمان (86 عاما) المملكة منذ عام 2015 عقب وفاة شقيقه الملك عبدالله.
اقرأ أيضا/ فضيحة.. لماذا دخل الملك سلمان للمشفى أثناء زيارة جونسون للسعودية؟
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=47579
التعليقات مغلقة.