ليلة القدر.. فضلها ووقتها وعلاماتها

الرياض- خليج 24| تعد ليلة القدر ليلة مميزة تتكرر كل عام هجري في شهر رمضان المبارك.

وليلة القدر أحد ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، جاء ذكرها في القرآن الكريم و‌سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

لذلك فهي ذات أهمية وخصوصية كبيرة عند المسلمين، فالقرآن نزل في هذه الليلة، ولليلة فضلٌ عظيم.

وجاء في القرآن الكريم في سورة القدر: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ Aya-3.png La bracket.png وفيها تتنزل الملائكة، وتكون الليلة سلامٌ حتى مطلع الفجر، سورة القدر: Ra bracket.png تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ Aya-4.png سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ Aya-5.png La bracket.png

في حين، ثبت في السنة النبوية الحث على تحرّي هذه الليلة في العشر الأواخر، خصوصًا في الليالي الفردية منها.

 

معنى القدر

القدر في اللغة: مصدر: فإن القدر في اللغة اسم مصدر من قدر الشيء يقدره تقديراً.

وقيل إنه مصدر من قدر يقدر قدراً، عبارة عما قضاه الله وحكم به من الأمور.

وقيل: هو كون الشيء مساوياً لغيره من غير زيادة ولا نقصان، وقدّر الله هذا الأمر بقدره قدراً: إذ جعله على مقدار ما تدعو إليه الحكمة.

أما في الشرع فهو ما يقدره الله من القضاء ويحكم به من الأمور.

 

سبب تسمية ليلة القدر

فيما ذكر العلماء عدة أسماء لأسباب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم منها:

أولًا: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما نقول: فلان ذو قدر عظيم أي: ذو شرف.

ثانيًا: أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه.

 

معنى القدر: التعظيم أي أنها ليلة ذات قدر، لهذه الخصائص التي اختصت بها، أو أن الذي يحييها يصير ذا قدر.

كما قيل: القدر التضييق، ومعنى التضييق فيها: إخفاؤها عن العلم بتعيينها.

وقال الخليل بن أحمد: إنما سميت ليلة القدر؛ لإن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة، من (القدر) وهو التضييق، قال تعالى:(وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه)أي: ضيق عليه رزقه.

وأيضا قيل: القدر بمعنى القدَر – بفتح الدال – وذلك أنه يُقدّر فيها أحكام السنة كما قال تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم)؛ ولأن المقادير تُقدر وتكتب فيها.

 

ليلة القدر في القرآن والأحاديث النبوية

حيث ورت سورة خاصة فيها وفي تعظيمها.

كما روي عن عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري رقم 2020: ليلة القدر.

وقال رسول الله ﷺ :تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، حديث صحيح.

كما قال رسول اللهﷺ : من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.

وروي عن ام المؤمنين عائشة بنت أبي بكر في سنن الترمذي رقم 3513 قالت:”يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة، ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال : “قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني»’، حديث صحيح.

وعن عبد الله بن أنيس أنه قال: “يا رسول الله، أخبرني في أي ليلة تبتغى فيها ليلة القدر. فقال: “لولا أن يترك الناس الصلاة إلا تلك الليلة لأخبرتك”.

 

تعظيم ليلة القدر

ويؤمن المسلمون أن الله عظم أمرَ ليلة القدر فقال (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ( أي أن لهذه الليلة شأن عظيم.

وبين أنها خير من ألف شهر فقال :{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي أن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله خيرًا من العمل في ألف شهر.

ومن حصل له رؤية شيء من علامات ليلة القدر يقظة فقد حصل له رؤيتها، ومن أكثر علماتها لا يظهر إلا بعد أن تمضي

 

علامات ليلة القدر

أن تظهر الشمس صبيحتها لا شعاع لها، أو حمراء، أو أن ليلتها تكون معتدلة ليست باردة ولا حارة.

في حين، من اجتهد في القيام والطاعة وصادف تلك الليلة نال من عظيم بركاتها فضل ثواب العبادة تلك الليلة.

ويتم قيام هذه الليلة بالصلاة فيها إن كان عدد الركعات قليلاً أو كثيرًا، وإطالة الصلاة بالقراءة أفضل من تكثير السجود مع تقليل القراءة.

ومن يسَّر الله له أن يدعو بدعوة في وقت ساعة رؤيتها كان ذلك علامة الإجابة، فكم من أناس سعدوا من حصول مطالبهم التي دعوا الله بها في هذه الليلة.

وقال الله تعالى :{تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} ويروى عن رسول الله أنه قال :«إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كَبْكَبَة (أي جماعة) من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله فينزلون من لَدن غروب الشمس إلى طلوع الفجر» فينزلون بكل أمر قضاه الله في تلك السنة من أرزاق العباد وآجالهم إلى قابل.

 

علامات ليلة القدر

ذكر الشيخ ابن عثيمين أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة. فأما العلامات المقارنة فذكر منها:

أولا: قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة.

ثانيا: طمأنينة القلب.

ثالثا: انشراح الصدر من المسلم.

رابعا: الرياح تكون فيها ساكنة.

وأما العلامات اللاحقة فذكر منها أن الشمس تطلع في صبيحتها من غير شعاع، ودلل لذلك بحديث روي عن أبي بن كعب  في صحيح مسلم:

أنه قال: أخبرنا رسول الله ﷺ:أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.