بعد تخلي الإمارات.. حميدتي في قطر لطلب دعم ووساطة الدوحة مع إثيوبيا

الدوحة- خليج 24| وصل نائب رئيس مجلس السيادة في السودان اليوم السبت إلى عاصمة قطر على رأس وفد رفيع المستوى.

والتقى حمدتي بعيد وصوله بنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وسيلتقي الوفد السوداني خلال زيارته لقطر التي ستستمر حتى بعد غد الإثنين كبار المسؤولين القطريين.

ويضم الوفد وزير الخارجية عمر قمر الدين، ومدير المخابرات الفريق جمال عبد المجيد، ومسؤولين آخرين.

ومن المتوقع أن يعقد جلسة مباحثات ثنائية مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

وهذه أول زيارة رفيعة المستوى تجرى بين السودان وقطر منذ عزل الرئيس السابق عمر البشير في أبريل 2019.

وكشفت مصادر دبلوماسية لصحيفة “القدس العربي” أن حميدتي يتطلع خلال زيارته إلى طلب وساطة ودعم قطر بين السودان وإثيوبيا.

وأوضحت أنه يتطلع خلال زيارته تفعيل مسار الحوار الوطني السوداني وتعزيز العلاقات بين السودان وقطر.

وأشارت المصادر إلى أن حميدتي سيلتقي خلال زيارته فعاليات سودانية وشخصيات وطنية.

وبينت أن لقاءاته هذه تأتي ضمن جهود تبذل لتوسيع الحوار بين مختلف الفرقاء السياسيين في السودان.

وذكرت المصادر أن حميدتي قدم خلال اللقاء مع وزير خارجية قطر عرضا عن الوضع في السودان والتحديات التي يواجهها البلد.

وذلك على ضوء الخلافات الحالية مع إثيوبيا، ومسار المصالحة الوطنية.

كما تطرق-بحسب المصادر الدبلوماسية- إلى الوضع في الخرطوم وتلمس من القطريين تفهما للمخاوف التي أبدتها الخرطوم.

ونبهت إلى أن طرح حميدتي للملف يأتي انطلاقًا من الدور المحوري الذي لعبته الدوحة في مسار إحلال السلام في دارفور.

وأشارت المصادر إلى جهود ودعم قطر لتنمية إقليم دارفور انطلاقًا من قناعتها أن تطور وضعه الاقتصادي سيكون أحسن حل للمشاكل.

وتوقعت أن تكون الزيارة مثمرة نظرًا للثقل الذي تملكه الدوحة ونيتها تقديم الدعم للأشقاء السودانيين.

محمد دحلان مع أبُي أحمد في إثيوبيا.. ما دلالة الصورة؟

وقبل مغادرته إلى الدوحة كتب حميدتي مغردا “أنه متوجه إلى دولة قطر الشقيقة”.

التي قال إنه “تجمعنا بها أواصر الأخوة والمصالح المشتركة”.

وتأتي هذه الزيارة ضمن حملة تقوم بها السودان لتوضيح موقفها للدول العربية والإفريقية حول مفاوضات سد النهضة.

وأعلن مجلس السيادة في السودان منتصف يناير/كانون الثاني الجاري أن الحملة تأتي لتوضيح التوتر الحدودي مع إثيوبيا.

وتأتي زيارة الوفد السوداني للدوحة في الوقت الذي تخلت فيه الإمارات عن دعمهما للخرطوم والقاهرة في ملف سد النهضة.

ولم يقتصر موقف الإمارات من الملف بالوقوف على الحياد، حيث تقدم دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا لإثيوبيا.

ويأخذ المسؤولون المصريون والسودانيون على أبو ظبي أنها لم تستغل علاقاتها مع إثيوبيا لإنهاء أزمة الملف.

ولم يتوقف دعم الإمارات لإثيوبيا فمن الاستثمارات الاقتصادية إلى الجانب السياسي حتى دعمها عسكريًا بحربها الداخلية.

وللإمارات استثمارات بـ90 مشروعًا منها 33 عاملا و23 قيد الإنجاز بقطاعات متنوعة.

وبحسب وسائل إعلام إماراتية حظيت 36 شركة إماراتية على التراخيص اللازمة للعمل في إثيوبيا.

صحيفة إسرائيلية تستعرض خلافات مصر والإمارات: قمة العلا عمقتها

وتؤكد تقارير غربية أن موقف أبو ظبي الداعم لأديس أبابا لا يتناسب مع طبيعة وعمق العلاقة المصرية الإماراتية.

يذكر أن اتهامات عديدة توجه إلى الإمارات بممارسة دور “مشبوه” في القرن الأفريقي الذي يعتبر بمثابة امتداد للعمق الاستراتيجي لمصر.

وقال مراقبون إن اندفاع أبو ظبي لمزيد من النفوذ الكبير لمحاربة خصومها الإقليميين –الدوحة وأنقرة- في المنطقة.

وأشاروا إلى أن ذلك ساهم باندلاع الأزمة الخليجية والحصار على قطر في يونيو/حزيران 2017.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.