الرياض – خليج 24| نشر نشطاء مقاطع فيديو للكاتب والمحلل السعودي توفيق الخليفة تظهر تناقضا واضحا في رأيه بشأن الرئيس الأمريكي جو بايدن وزيارته إلى الشرق الأوسط مؤخرًا.
وقال هؤلاء إن الخليفة الذي ينتهز كل فرصة للدفاع بـ”غباء” عن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان وتلميع صورته وقع بشرك محددات أمن الدولة السعودي.
فقد ظهر الخليفة يقول إن “الحزب الديموقراطي قاتل ولا يمكن له أن يعلمنا ألا نقتل”.
وأضاف: “بايدن خسر ملفاته ويحاول حزبه الانتقام من الدول المستقرة”.
لكن ذاته الخليفة ظهر للحديث عن أن زيارة بايدن يوم تاريخي للعلاقة السعودية الأمريكية.
ووصف لقاء بايدن- ابن سلمان بأنه أهم لقاء بعد لقاء روزفلت مع الملك عبدالعزيز.
وانتشرت على نطاق واسع صور عديدة تبين كيف تتعامل السعودية مع قادة العالم “على نحو مختلف” بوضع سجاد مختلفة الألوان لحظة وصولهم.
وأظهرت أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين حظيا بترحيب أكثر من جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وتبرر ذلك بحصولهم على سجاد أحمر وليس بنفسجيًا، إذ سار ترمب على السجادة الحمراء إبان زيارته للسعودية عام 2017.
سجاد أحمر زيارة ترمب
وثار الجدل عقب اختتام بايدن رحلة استغرقت 4 أيام لإسرائيل والسعودية، كأول رحلة له للشرق الأوسط منذ توليه منصبه.
وذكر مغردون أن هذا الادعاء مع ذلك، مضلل. فقد غيرت المملكة لون سجادها الاحتفالي من الأحمر إلى البنفسجي في عام 2021.
واعتمدت المنشورات المضللة على صور لـ”ترمب”، و”بوتين” سبقت تغيير سياسة السجاد.
سياسة السجاد في السعودية
واختارت السعودية “البنفسجي” لونًا لسجاد مراسم استقبال ضيوفها الرسميين من رؤساء ووزراء وسفراء، ومُمثلي الدول الشقيقة والصديقة ومختلف المناسبات الرسمية.
ويتماهى “البنفسجي” مع لون صحاري المملكة وهِضابها بالربيع عندما تتزيّن بلون زهرة الخزامى، ونباتات أخرى مثل العيهلان والريحان.
وتُشكّل مجموعها غطاءً طبيعياً بلون بنفسجي، يعكس ترحيبَ أرضها بعابريها، وكرمها الذي يتماثل مع كرم أهلها، بلون الطبيعة المِعطاءة تعيش في أزهى حالاتها.
وربطت السعودية تغيير لون السجاد برؤية المملكة لعام 2030.
لون السجاد ورؤية السعودية 2030
وربطت ذلك “بالتجدد المستمر، والاعتزاز المتنامي بجذور التاريخ والهوية والحضارة، والاحتفاء بمدلولات الثقافة التي تتجسّد في الأرض والإنسان والزمن”.
فيما قال موقع “ميدل آيست آي” البريطاني إن زيارة بايدن إلى الشرق الأوسط فاشلة قبل أن تبدأ، لكن لدى واشنطن عديد الخيارات للتعامل مع الحكام المستبدين فيها.
وأكد الموقع الشهير أن السجادة الحمراء في السعودية قد تخفي عاصفة مقبلة، إذ يصبح الناس أكثر وعيًا بحقوقهم كمواطنين وليس كرعايا.
وأشار إلى أنه لن يتوقف الانهيار في السعودية عند الكثبان الرملية بالربع الخالي، بل سيتردد صداه في جميع أنحاء العالم.
وذكر الموقع أن الخطوة الأولى ستكون بعدم تأييد ابن سلمان أو نسيان جرائمه كقتله الوحشي لجمال خاشقجي، وحصار اليمن.
ونبه إلى أنه يجب أن يصر بايدن على الاجتماع مع الملك بدلاً من ابنه.
وقال: “عليه دفع ابن سلمان لإدخال إصلاحات سياسية صغيرة كمجلس استشاري منتخب، لوضع ضوابط على استبداده على الأقل”.
فيما قالت صحيفة Boston Globe الأمريكية إنه لا يزال يتعين على بايدن معاقبة السعودية وابن سلمان.
وأكدت الصحيفة في تقرير لها أنه وحتى زيارة الرئيس الأمريكي لتحسين العلاقة يجب ألا تكون على حساب حقوق الإنسان.
عاصفة السجاد الأحمر
وأشارت إلى أن هناك الآن فرصة لأمريكا؛ بإيقاف أحد أكثر حلفائها قمعًا عن تجاهل أسوأ انتهاكاتها لحقوق الإنسان.
وذكرت الصحيفة أن السعودية المعروفة بكونها أحد أكثر الأنظمة قمعية بالعالم، اختارت استفزاز أمريكا بعلاقات وثيقة مع روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.
وأوضحت أنه لطالما كانت علاقة أمريكا والسعودية إستراتيجية غير مريحة؛ مدعومة بالنفط، والعلاقات العسكرية، وقدر كبير من النفاق.
فيما قالت صحيفة “واشنطن بوست“ الأمريكية إن بايدن يخاطر بإثارة غضب عديد الأمريكيين برحلته إلى السعودية التي وصفها بـ”المنبوذة”.
وذكرت الصحيفة أن الزيارة للرياض الغنية بالنفط، تأتي بوقت تسببت الحرب الروسية في أوكرانيا لاضطراب أسعار الطاقة.
وأشارت إلى توقعات بأن النفط هو السبب الحقيقي لزيارة بايدن.
لكن الرئيس الأمريكي نفى، وقال “الهدف الحقيقي القمة الأوسع للزعماء العرب بالسعودية، كاجتماع يرى أنه يعزز مصالح الأمن القومي لإسرائيل”.
فيما قالت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية إن زيارة بايدن للسعودية أثارت جدلا واسعا في أوساط السياسة الخارجية، مع إعلان صريح لمسؤولين ديمقراطيين كبار عن رفضها.
وقالت المجلة واسعة الانتشار إن مستوى الجدل بشأن الزيارة غير مسبوق.
وأشارت إلى أنّ الرؤساء الأميركيين التقوا بالقادة السعوديين بطريقة روتينية منذ السبعينيات، وبشكل أقل قبل ذلك.
وذكرت المجلة أن ذلك مرده لوعود بايدن بحملته الانتخابية عام 2020 بـ”تدفيع السعودية الثمن”.
جاء ذلك عقب جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018.
وبعدها بسنوات اتهمت وكالة الاستخبارات المركزية ولي العهد محمد بن سلمان نفسه بالوقوف وراء الجريمة.
ونقلت عن عضو الكونغرس الديمقراطي آدم شيف قوله: “لن أقوم بأي شيء معه حتى تحدث السعودية تغييرات جذرية بمسائل حقوق الإنسان”.
اقرأ أيضا/ فضيحة.. لماذا دخل الملك سلمان للمشفى أثناء زيارة جونسون للسعودية؟
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=49467
التعليقات مغلقة.