كيف تستغل “القوى المضادة” بقيادة الإمارات “الديمقراطية” بمحاربة مكاسب الثورة بتونس؟

تونس – خليج | يجمع سياسيون وخبراء ومراقبون وكل ذو رأي في تونس أن الديمقراطية كانت أعظم ما انتزعه الشعب بتونس خلال ثورته عام 2011.

لكن يرى البعض أن هذه الديمقراطية تم استغلالها بشكل خبيث من قوى الثورة المضادة لمحاربة مكاسب الثورة وتغيراتها.

وأبرز هذه القوى الحزب الدستوري الحر المدعوم من الإمارات، والذي تأسس عام 2013.

ويهدف لجمع أنصار حزب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وإعادة صفوفهم في مسعى للسيطرة على الحكم من جديد.

ويرى مراقبون أن حصول تونس على علامة “حرة” من بين الدول العربية، وتمتع المواطنين بحقوق سياسية وحريات مدنية غير مسبوقة لا يعكس الواقع الحالي بتونس في جوانب عديدة.

وأشار الأمين العام لحزب التيار الشعبي، زهير حمدي، إلى وجود تراجع وردّة عن بعض مكاسب الثورة، وفق موقع المراقب التونسي .

ويعد أبرز أسباب هذا التراجع هو وجود قوى الثورة المضادة، التي تعمد على إخفاق كافة محاولات النهوض بتونس بتعليمات إماراتية.

وتحاول هذه القوى تحريك الشارع التونسي وتضليله من خلال تنظيم تظاهرات يتخللها أحداث عنف. من أجل إفقاد قوى الأمن السيطرة، وإيصال السياسيين إلى نفق مسدود ومظلم.

وقالت عبير موسي زعيمة الحزب الدستوري الحر، إنها ضد كافة دعوات ومبادرات الحوار الوطني، وشددت على نهج الإقصاء.

من جانبه اعتبر المتحدث الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية رمضان بن عمر تصنيف تونس الحرة الأولى عربيًا دليلًا على أن الثورة التونسية حققت خطوات ثابتة في اتجاه الحرية والممارسة الديمقراطية.

وأضاف: “لكن هذه الخطوات تشوبها تعثرات كثيرة ومحاولات للنكوث والارتداد تفاقمت هذه السنة”.

وذكر أنها برزت من خلال ما تعرض له الشباب الذي خرج للاحتجاج سواء من أجل مطالب اقتصادية واجتماعية أو لمطالب تتعلق بالحريات الفردية”.

ونبّه بن عمر إلى وجود العديد من الإشكاليات التي تعيق مسار الانتقال الديمقراطي في تونس وتكبل الحريات.

وأبرز هذه الإشكاليات هو التدخل الإماراتي المستمر في شؤون تونس.

وذكرت أنه يهدف بشكل مباشر لمحاربة ديمقراطية تونس وإنجازات ثورتها، وتقويض استقرارها.

معلومات وأدلة

وقال رئيس الكتلة الديمقراطية في مجلس النواب محمد بن عمار إنه يملك معلومات وأدلة تؤكد تلقي موسي تمويلات ضخمة من رجال أعمال، فضلاً عن دعم الإمارات لها بشكل خارج عن القانون.

جاء ذلك خلال لقاء تلفزيوني على قناة التاسعة، في برنامج وحش الشاشة مع الإعلامي سمير الوافي.

لكن مصادر مطلعة لموقع “المراقب التونسي” عن زيارة سرية ستنظمها عبير موسي الأسبوع المقبل إلى دولة الإمارات للاجتماع بمسؤولين إماراتيين.

وأفادت المصادر الموثوقة أن عبير موسي، ستجتمع برجالات المخابرات الإماراتية لاطلاعهم على الأوضاع التونسية.

وأشارت إلى أنها ستبحث ومستجدات الأزمات السياسية التي تعصف بتونس .

ومثل ذلك أزمة التحوير الوزاري، والخلافات بين رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس الحكومة هشام المشيشي.

وأوضحت المصادر أن موسي مصحوبة بقيادات من حزبها الذي يضم أنصار حزب الرئيس السابق زين العابدين بن علي. لن تسافر إلى الإمارات بشكل مباشر.

وذكرت أنها ستهبط إلى دولة عربية بدواعي المشاركة في مؤتمر نسوي أولاً من أجل عدم لفت انتباه السلطات التونسية على تحركاتها.

وبيّنت المصادر أن موسي تتلقى تعليمات بشكل مستمر من رجال المخابرات الإماراتية ترسم لها مخططات محدثة لقيادة الثورة المضادة في تونس.

وأكدت أنها تهدف لإنهاء كافة ما انتجته الثورة التونسية، وأبرزها الديمقراطية.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.