تم إنشاء محافظة الإمام تركي بن عبدالله الملكية في شمال السعودية في عام 2018 بهدف الحفاظ على بيئة طبيعية مزدهرة وتعزيز اقتصاد محلي مستدام خالٍ من الرعي المفرط والصيد غير المنظم.
وبالإضافة إلى ذلك، تركز السلطة المسؤولة عن تنمية المحمية على تحسين جودة الحياة للسكان المحليين، مع الحفاظ على التنوع البيولوجي ودمج المجتمع المحلي كمساهم رئيسي في تحقيق أهداف البيئة والتنمية.
وتسعى السلطة إلى إشراك سكان المنطقة من خلال برامج تعليمية وورش عمل ومشاريع تعاون لحماية البيئة وتعزيز سبل العيش المستدامة. تتعاون السلطة مع مؤسسات تعليمية وتنموية مثل جامعة حائل وجامعة الحدود الشمالية وصندوق تنمية الموارد البشرية لتقديم دورات تدريبية متخصصة تهدف إلى تزويد المجتمع بالمهارات اللازمة لدعم أهداف البيئة والتنمية.
ومنذ تأسيس المحمية، تم زرع 700,000 شجرة، مما ساهم في زيادة مؤشر فرق النباتات الطبيعي من 2% إلى 8% خلال السنوات الأربع الماضية، وهو مؤشر يستخدم لقياس صحة النباتات وكثافتها.
ويتيح المشروع للمجتمعات المحلية إمكانية الرعي في مناطق محددة في المحمية عبر تصاريح خاصة، مما يساعد في الحفاظ على التوازن البيئي ومنع النمو المفرط للنباتات، والذي قد يؤدي إلى نشوب حرائق غابات، كما توفر المحمية فرصًا للصيد المستدام في مناطق محددة من الشمال، وهو ما يعزز الاقتصاد المحلي دون التأثير على النظام البيئي.
السلطة المعنية تؤكد أن هذه السياسات تساعد على دعم المجتمعات المحلية اقتصاديًا، حيث يمكن للرعاة تجنب تكلفة شراء الأعلاف، مما يوفر عليهم ما بين 100 مليون إلى 120 مليون ريال سنويًا.
المحمية هي موطن للعديد من الحيوانات البرية مثل المها العربي والغزلان الرملية والنعام العربي وتؤكد السلطات على أهمية تقنين الصيد بما يتماشى مع قوانين المملكة، التي تمنع بشكل صارم صيد الأنواع المهددة بالانقراض.
ومن خلال اعتماد نموذج الصيد المستدام، توفر المحمية مصدرًا قانونيًا وآمنًا للممارسين المهتمين بالصيد، مما يقلل الضغط على الأنواع البرية ويحافظ على التنوع البيولوجي.
وتبني محمية الإمام تركي بن عبدالله نموذجًا متكاملًا يجمع بين الاستدامة البيئية و دعم المجتمع المحلي، مما يعزز التوازن بين الحفاظ على الطبيعة وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70017