كواليس النقاشات داخل البيت الأبيض لمعاقبة ابن سلمان

واشنطن- خليج 24| كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية كواليس النقاشات داخل البيت الأبيض لمعاقبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عقب نشر تقرير الاستخبارات عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وأكدت الصحيفة أن النقاشات أكدت على تحول في السياسية الأمريكية تجاه المملكة العربية السعودية، وضرورة معاقبة ابن سلمان.

وأوضحت أنه رغم تأكيد المسؤولين أن ابن سلمان لا يحمل تأشيرة دخول للولايات المتحدة ولن تمنح له واحدة في القريب العاجل.

لكن المسألة ستفتح وتثير المشاكل عندما يصبح ملكا بعد رحيل والده البالغ من العمر 85 عاما، بحسب “واشنطن بوست”.

وقال مسؤول اشترط عدم ذكر اسمه وشرح النقاشات السرية: “بعد النظر لهذا الوضع عن كثب، وعلى مدى الخمسة أسابيع الماضية”.

وأضافت “كانت النتيجة المجمع عليها هي أن هناك طرقا أكثر فعالية للتعامل مع القضايا المستقبلية”.

وأوضح المسؤول أن “الهدف هو إعادة ضبط وليس تمزيق”.

وأردف ”كنا واضحين مع السعوديين أن هذه علاقة تاريخية امتدت 75 عاما”.

وتابع المسؤول “لكن على الواقع في الولايات المتحدة وواشنطن، فقد خسر السعوديون الأحزاب الأمريكية ولهذا نريد إعادة ضبط أساس الشراكة”.

ولفتت الصحيفة إلى أن كبار مستشاري بايدن بدأوا وحتى قبل تنصيبه بفحص الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق ما وعد به أثناء حملته الانتخابية.

وذلك بمعاقبة المملكة العربية السعودية بعد تعهده بجعلها دولة “منبوذة” وجريمة قتل خاشقجي التي يتهم ابن سلمان بإصدار أمرها.

غير أن “واشنطن بوست” أشارت إلى أن النقاش أخذ بالاعتبار تحقيق وعد بايدن دون تدمير العلاقات التاريخية بين الولايات المتحدة والسعودية.

وأشارت إلى مطالبات أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لاستهداف مباشر لابن سلمان.

وأكد هؤلاء النواب أن ما تم الإعلان عنه من قبل إدارة بايدن غير كاف.

وكشفت أن أعضاء الكونغرس اتفقوا على تعريف السعودية بـ”اللاعب السيئ”.

وذكرت أنه بناء على ذلك شكلت الإدارة الجديدة فريقا قبل أسابيع، وضم مسؤولين بارزين من مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية والخزانة والدفاع.

وذلك لمناقشة ما يجب اتخاذه من تحركات خاصة ضد ابن سلمان.

وتوصلت المخابرات الأمريكية (سي آي إيه) سريعا إلى أن من أمر بالعملية هو ابن سلمان.

وأكدت أن هذا أغضب غالبية أعضاء الكونغرس الذين يطالبون بإعادة ترتيب العلاقات الأمريكية- السعودية.

ويطالب أعضاء الكونغرس والحد من ميول ابن سلمان الديكتاتورية.

ونبهت “واشنطن بوست” إلى أن الجزء الأول وهو الأسهل كان الإعلان عن “إعادة ضبط” في العلاقات مع السعوديين.

وبينت أنه من أجل ملء الفراغات في السياسة المنشودة، قام الفريق بالتواصل مع المملكة.

وأوضحت أنه بالنسبة للمسؤولين البارزين في الإدارة الأمريكية فانتقاد تصرفات السعودية أمر حتمي.

لكن هذا التوقع لم يأخذ بعين الاعتبار-بحسب “واشنطن بوست”- التدهور السريع والتغير في الموقف من العائلة المالكة السعودية.

ونقلت عدد من كبار المسؤولين في إدارة بايدن أنهم لم يتوقعوا وصول الأمور إلى هذا الوضع مع السعودية.

وأوضح هؤلاء أن سياسة بايدن تختلف عن سياسة الرئيس السابق، الذي عامل السعودية ووريث العرش الطموح بقفازات ناعمة.

ولفتوا إلى أن ابن سلمان تحايل على الجهود في الكونغرس لمعاقبة المملكة على الحرب القاسية في اليمن، ومعاملتها لمن ترى أنهم أعداء سواء كانوا في الداخل والخارج.

غير أن بايدن بدء ولايته بإلغاء صفقات الأسلحة التي قد تستخدم في الحرب باليمن، ووضعت الصفقات الأخرى محل الإعداد تحت المراجعة.

وأشارت الصحيفة إلى تعيينه تيم ليندركينغ الذي عمل سابقا لإدارة ملف العلاقات الأمريكية- السعودية، كمبعوث خاص لليمن والعمل على وقف الحرب فيها.

ولفتت إلى أن ليندركينغ طلب من السعوديين التعاون معه لإنجاز هذه المهمة.

كما انتقدت إدارة بايدن سجن المملكة للناشطين، خاصة النساء والمواطنين من أصحاب الجنسية الأمريكية- السعودية.

غير أن ما صدم السعوديين هو تأكيد بايدن على تلقي مكالمة التهنئة من الملك سلمان وأنه لن يتحدث مع ولي العهد.

وكشفت “واشنطن بوست” إلى أن أغلب المسؤولين في الإدارة الأمريكية ارتاحوا من رد السعوديين على الاتصالات الخاصة الأولى.

وبين هؤلاء أنه تم في هذه الاتصالات تمرير القرارات التي اتخذت ضد المملكة وابن سلمان.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.