تستعد كندا لمواجهة زيادة محتملة في أعداد المهاجرين القادمين إلى حدودها الجنوبية، وذلك بعد أن أكد الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، مجددًا عزيمته على تنفيذ أكبر عملية ترحيل جماعي في تاريخ الولايات المتحدة.
في تصريحاته الأخيرة، قال ترامب لوسائل الإعلام إنه “لا خيار آخر” سوى البدء في إزالة نحو 11 مليون شخص غير موثقين في البلاد.
وخلال فترة رئاسة ترامب الأولى، شهدت كندا تدفقًا كبيرًا من المهاجرين، خاصة من هايتي، بعد أن أنهى ترامب حالة الحماية المؤقتة لمواطني هايتي، بعد هذا القرار، لجأ العديد من الهايتيين إلى كندا، حيث استخدموا طريق “روكسهام رود” الذي يعد نقطة عبور ريفية للمهاجرين الراغبين في الوصول إلى كندا، ومع ذلك، تم إغلاق هذا المعبر في عام 2023 بعد تعديل الاتفاقية المعروفة باسم “اتفاقية الدول الثالثة الآمنة”، التي توسعت لتشمل الحدود البرية بالكامل.
وقالت شرطة الخيالة الملكية الكندية (RCMP) إنها وضعت خططًا للتعامل مع الزيادة المحتملة في أعداد المهاجرين، والتي كانت قيد الإعداد لعدة أشهر.
وأكد المتحدث باسم الشرطة أن لديهم “الأدوات والرؤى” اللازمة لمواجهة الزيادة المتوقعة، بما في ذلك سيناريو يتضمن عبور مئات الأشخاص يوميًا.
إذا قام المهاجرون الذين يعبرون الحدود بتقديم طلبات لجوء، فلن تتمكن الشرطة من إرجاعهم إلى الولايات المتحدة، فبدلاً من ذلك، ستدخل طلباتهم في نظام يواجه بالفعل تراكمًا يصل إلى 250,000 حالة، مع متوسط مدة معالجة الطلبات تصل إلى 44 شهرًا.
وتواجه كندا تحديات كبيرة، خاصة مع إغلاق نقاط العبور الرسمية، حيث يتخوف الخبراء من أن الأسر اليائسة قد تلجأ إلى طرق أكثر خطورة عبر الحدود الممتدة على 5,500 ميل، في العديد من المواقع، يمكن أن تكون التضاريس والطقس قاتلة، على سبيل المثال، في يناير 2022، توفيت عائلة مكونة من أربعة أفراد، بما في ذلك طفل، أثناء محاولتهم عبور الحدود بسبب البرد القارس والعواصف القوية.
كما تم العثور على جثث ثمانية أشخاص، بينهم طفلان ووالديهما، على ضفاف نهر سانت لورانس بالقرب من مجتمع موهاك، وهي منطقة تمتد بين كيبك وأونتاريو ونيويورك.
وعلى الرغم من أن هاتين الحالتين تتعلقان بمجموعات تحاول الانتقال من كندا إلى الولايات المتحدة، إلا أن المهاجرين الذين يسعون للذهاب إلى الشمال يواجهون نفس التحديات، التي ستزداد صعوبة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث تتدنى درجات الحرارة إلى ما دون الصفر وتغمر الثلوج الطرق.
في كيبك، وهي المقاطعة التي استوعبت معظم عبور المهاجرين، حذر السياسيون الحكومة الفيدرالية من أنها غير مستعدة لتكرار ما حدث خلال إدارة ترامب السابقة.
قال إيف فرانسوا بلانشيت، زعيم حزب الكتلة الكيبيكية، إن أوتاوا “ترفض الاعتراف بوضع واضح وخطير للغاية” وأن هناك حاجة إلى مزيد من الموارد لتوقع المسارات الجديدة التي يستخدمها المهربون.
كما أشار رئيس وزراء كيبك، فرانسوا لوغو، إلى أنه لا يعتقد أن المقاطعة تمتلك القدرة على استيعاب عدد كبير من الوافدين الجدد، مضيفًا أنه على الرغم من أن أمن الحدود هو من اختصاص الحكومة الفيدرالية، فإن حكومته قد ترسل ضباطًا خاصين لمراقبة المعابر.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، قالت نائبة رئيس الوزراء، كريستيا فريلاند، إن حكومتها “تعترف تمامًا بأهمية أمان الحدود وبالتحكم في حدودنا، ومن يدخل كندا ومن لا يدخلها”، هذه التصريحات تشير إلى وعي الحكومة الكندية بالتحديات القادمة والاستعداد لمواجهتها.
ومع اقتراب فصل الشتاء وزيادة الضغوط من الولايات المتحدة، يبقى الوضع في كندا غير مستقر، يمكن أن تؤدي التهديدات من ترامب بشأن الترحيل الجماعي إلى تفاقم أزمة الهجرة، مما يستدعي استجابة سريعة وفعالة من الحكومة الكندية.
ويتعين على كندا أن تتبنى استراتيجيات مرنة للتعامل مع هذه التحديات، مع الحفاظ على التزامها بحقوق الإنسان وحماية المهاجرين الذين يسعون إلى الأمان.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=68977