كشف دور إسرائيلي في استهداف واشنطن خبير صواريخ حوثي

أفاد مسؤول أمريكي بأن مسؤولين إسرائيليين عبّروا في محادثات خاصة عن استيائهم من كشف محتوى رسالة كتبها عضو إدارة دونالد ترامب، والت وولتز، حيث أظهرت أن لإسرائيل دورًا في توفير معلومات استخبارية ساعدت في تعقب خبير صواريخ تابع لجماعة الحوثيين في اليمن.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن الحادثة تسلّط الضوء على حساسية بعض التسريبات الواردة في محادثات تطبيق “سيغنال”، ويثير تساؤلات حول ادعاء إدارة ترامب بعدم مشاركة أي معلومات سرية عبر التطبيق.

كتب وولتز: “الهدف الأول – أكبر خبير صواريخ لديهم – لدينا تأكيد بصري بأنه دخل إلى مبنى صديقة له، والمبنى الآن منهار”، دون أن يوضح مصدر المعلومات.

وتشير المحادثة التي دارت عبر “سيغنال” حول خطة الضربة الأمريكية ضد الحوثيين إلى أسلوب إدارة ترامب في صياغة سياستها، لكنها تمثل أيضًا اختبارًا كبيرًا لكيفية تعامل المسؤولين مع تداعيات هذه التسريبات.

ورغم أن وولتز لم يكشف عن مصادر المعلومات، فقد كتب في رسالة أخرى أن الولايات المتحدة تمتلك “عدة تأكيدات إيجابية”. وذكرت مصادر في وزارة الدفاع أن المعلومات الاستخبارية الخاصة بالأهداف جاءت أيضًا من طائرات مسيّرة أمريكية تحلق فوق اليمن.

وجاءت رسالة وولتز ردًا على سؤال من نائب الرئيس جي دي فانس بشأن نتائج الضربة، بعدما أبلغ مستشار الأمن القومي عنها في ذات المحادثة.

وقد تم تسريب هذه الرسائل من قبل مجلة Atlantic هذا الأسبوع، بعد أن أُضيف رئيس تحريرها، جيفري غولدبرغ، إلى مجموعة “سيغنال” بالخطأ، على ما يبدو.

في مؤتمر صحفي للبنتاغون بعد يومين من ضربات 15 مارس، قال الفريق الجوي ألكسوس غرينكيويتش إن الولايات المتحدة استهدفت أكثر من 30 موقعًا، منها مراكز قيادة وتحكم حوثية ومجمّع يتواجد فيه عدد من كبار خبراء الطائرات المسيّرة لدى الحوثيين. وأشار إلى سقوط عشرات القتلى العسكريين، لكنه لم يذكر خبير الصواريخ تحديدًا.

من المرجّح أن هوية الشخص الذي زوّد الولايات المتحدة بمعلومات لحظية من داخل اليمن تبقى محمية بعناية.

وعند سؤاله عمّا إذا كانت إسرائيل قد زوّدت الولايات المتحدة بمعلومات استخبارية للضربة المذكورة، أجاب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، بريان هيوز: “لم تُدرج أي معلومات سرية في المحادثة.”

وأضاف، مؤكدًا ما قاله وولتز ووزير الدفاع بيت هيغسث ومسؤولون آخرون: “الرسائل لم تتضمن مواقع، أو مصادر ووسائل، أو خطط حرب. وقد تم إبلاغ الشركاء الأجانب مسبقًا بأن الضربات وشيكة.”

وقد رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي وسفارة إسرائيل في واشنطن التعليق، كما لم يرد المتحدثون باسم الجيش الإسرائيلي، ووزارة الدفاع الأمريكية، ووكالة الاستخبارات المركزية، ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية على طلبات التعليق.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن إدارة بايدن كانت قد عملت في العام الماضي على تطوير خيارات لاستهداف قادة عسكريين وسياسيين حوثيين، وطلبت المساعدة من إسرائيل والسعودية، لكنها لم تُقدم على تنفيذ تلك الضربات، إلا أن هذه الجهود ساعدت إدارة ترامب في تحضير أهداف ضربات 15 مارس.

وقد أقر وولتز بتحمّله مسؤولية إنشاء مجموعة “سيغنال” وإضافة غولدبرغ بالخطأ، ودافع عنه الرئيس ترامب، واصفًا إياه بـ”رجل طيب ارتكب خطأ.” وشارك هيغسث أيضًا بمعلومات حساسة في المحادثة، من بينها توقيت إقلاع المقاتلات وتقديرات توقيت الهجوم.

ويحذر مسؤولون حاليون وسابقون من أن تسريب معلومات استخباراتية قد يعرّض مصادر أجنبية للخطر، ويجعل الدول الأخرى أكثر ترددًا في مشاركة معلومات حساسة. وقد قالت إدارة ترامب في الأسابيع الأخيرة إنها كثفت جهودها لمنع تسريبات المعلومات المصنفة.

وجاءت الضربات الأمريكية لردع الحوثيين عن مهاجمة السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، الذي كان أحد أكثر الممرات المائية ازدحامًا في العالم، ولمنعهم من مواصلة الهجمات الصاروخية على إسرائيل.

ومنذ ضربة 15 مارس، تنفّذ الولايات المتحدة هجمات يومية في اليمن. ويوم الخميس، أطلق الحوثيون صاروخين على الأقل نحو القدس، وقد تم اعتراضهما من قبل إسرائيل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.