الرياض- خليج 24| أكدت منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN) أنه يجب على السلطات السعودية الكشف عن مكان وجود الأمير سلمان آل سعود المعروف باسم غزالان ووالده الأمير عبد العزيز والإفراج عنهما فوراً.
وأوضحت المنظمة أن الأمير سلمان (38 عاما) ووالده اعتقلا دون تهمة منذ يناير/كانون الثاني 2018.
في حين اختفيا بعد ذلك منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بحسب المنظمة.
وكشفت معلومات جديدة حول اعتقال الرجلين والتورط المباشر لسعود القحطاني المستشار السابق المقرب لولي العهد محمد بن سلمان في اعتقالهما.
وذكر عبد الله العودة مدير الأبحاث لمنطقة الخليج بمنظمة (DAWN): “لم يتخل ولي العهد محمد بن سلمان عن أي من تكتيكاته الوحشية”.
وأوضح أنه “بما في ذلك الإخفاء الفاضح لخصومه من العائلة الحاكمة مثل الأميرين سلمان وعبد العزيز، منذ انتخاب بايدن”.
وقال العودة “يتضح من خلال الاختطافات وسوء المعاملة التي يتعرض لها هؤلاء الأشخاص أن ابن سلمان يعتقد أنه محصن تمامًا.
وذلك “من أي مطالب بالمساءلة من قبل إدارة بايدن، بالنظر إلى تطميناتها المتكررة بدعمه”.
وبينت المنظمة أن قوة أمنية سعودية خاصة تسمى “كتيبة السيف الأجرب” التي أنشأها ابن سلمان بقيادة القحطاني اعتقلت الأمير ووالده.
وبينت أن عملية اعتقال الأمير سلمان كانت في 4 يناير/كانون الثاني 2018.
في حين تم اعتقال والده الأمير عبد العزيز في 5 يناير/كانون الثاني 2018.
ولفتت إلى أن عملية الاعتقال كانت كجزء من حملة تطهير واسعة النطاق يقودها ابن سلمان.
واستهدفت هذه الحملة-بحسب المنظمة- أفراد العائلة المالكة البارزين ووزراء الحكومة ورجال الأعمال.
وفقًا لمصدر مقرب من العائلة، قام أفراد من الكتيبة بقيادة القحطاني بضرب الأمير سلمان إلى أن فقد وعيه أثناء الاعتقال.
ثم نقل لفندق “ريتز كارلتون” سيئ السمعة، والذي كان يتم استخدامه حينها كسجن غير رسمي يديره ابن سلمان وقواته الأمنية.
وأضافت المنظمة “ظل الأمير سلمان في فندق الريتز كارلتون لمدة أسبوعين تقريبًا حتى نقله ضباط أمن الدولة إلى سجن الحائر”.
ولفتت إلى أن عملية نقله تمت في منتصف يناير/كانون الثاني 2018.
وهناك احتجزته سلطات السجن بمعزل عن العالم الخارجي، دون السماح له بالتواصل مع أسرته.
أو إجراء مكالمات هاتفية طيلة الأشهر الثمانية الأولى لاعتقاله في سجن الحائر.
وذكرت المنظمة أنه في شهر مارس/آذار 2019 تقريبًا نقلتهما السلطات السعودية إلى قصر الضيافة، وهو فيلا خاصة بالرياض.
ونوهت إلى أن هذا استمر حتى إخفاؤهما في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، ولا يُعرف مكانهما الحالي.
ونبهت إلى تقرير حقوق الإنسان السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية في 30 مارس 2021 لقضيتي الأمير سلمان والأمير عبد العزيز.
وذكر أنه “لم يتم استجواب الأمير ووالده أو توجيه اتهامات لهما أبدًا منذ بدء احتجازهما قبل أكثر من عامين ونصف”.
وأكدت منظمة (DAWN) أنها وثقت الانتهاكات بحق هذين الشخصين.
واستخلصت معلومات جديدة حول اعتقالهما وظروف احتجازهما وهويات وأدوار السعوديين الذين شاركوا بالانتهاكات بحقهما.
وكشفت أن من بين هؤلاء الأفراد، الذين يمثلون الأدوات الهامة في آلة القمع السعودية، مسؤولون سعوديون بارزون.
ولفتت إلى أن هؤلاء ظهروا بمعرض الجناة الخاص بمنظمة (DAWN)، بما في ذلك: سعود القحطاني والنائب العام سعود المعجب.
وأكدت أن النائب العام سعى لتبرير اعتقال الأميرين مدعيًا ب6 يناير 2018 أن قوات الأمن اعتقلت الأمير سلمان بقصر بالرياض.
وقال إنه اعتقل خلال “تجمهر” مع أفراد من العائلة المالكة لمطالبة الدولة بدفع فواتير الكهرباء والمياه.
في حين قالت مصادر مقربة من عائلة الأمير سلمان لمنظمة (DAWN) إن ادعاء النائب العام كاذب.
وذكرت أن النائب العام اختلق تلك القصة للاستهلاك المحلي في محاولة لتشويهه.
لذلك أكدت على فشل النائب العام في توجيه أي اتهام للأمير سلمان على أساس التجمهر أو لأي سبب آخر.
كما فشل في التحقيق في الضرب العنيف للأمير سلمان من قبل قوات الأمن بقيادة القحطاني.
أيضا فشل-بحسب المنظمة- في توفير الإجراءات القانونية الواجبة للأمير سلمان أو الأمير عبد العزيز أو منحهما الحق بتعيين محامي.
كما فشل في إبلاغ أسرتيهما بمكان وجودها منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020.
وأكدت أن هذا انتهاك للقانون السعودي المحلي والدولي لحقوق الإنسان.
بما في ذلك نظام الإجراءات الجزائية السعودي والميثاق العربي لحقوق الإنسان والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وكان الأمير سلمان التقى في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2016 بعضو الكونغرس الأمريكي آدم شيف.
إلى جانب أحد الداعمين للحزب الديمقراطي آندي خواجة، في بيفرلي هيلز، كاليفورنيا.
وفي اليوم نفسه، قالت مصادر مقربة من عائلته لمنظمة (DAWN) إن عائلته تلقت اتصالا هاتفيا من خالد بن عبد الرحمن العيسى رئيس الديوان الملكي السعودي آنذاك يأمره بالعودة للمملكة.
وأثار اللقاء بآدم شيف والاجتماعات الأخرى التي عقدها الأمير سلمان مع مسؤولين أجانب تدقيق ولي العهد ودائرته الداخلية.
وبحسب مصدر ورد في صحيفة “واشنطن بوست” فإن اعتقال واحتجاز الأمير نابع بشكل أكبر من غيرة ولي العهد من الأمير.
وأضاف “فهو نسخة أكثر عالمية من ولي العهد الذي تلقى تعليمه في السعودية وهو طويل القامة وله سمعة دولية”.
ولفت إلى أنه يتحدث ثلاثة لغات بطلاقة وحاصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة السوربون.
وبحسب عبد الله العودة “فاعتقال واحتجاز الأمير سلمان والأمير عبد العزيز نتج على الأرجح عن انزعاج ولي العهد من اتصالاته بمسؤولين حكوميين أميركيين”.
كما اعتبر ذلك منافسة من قبل الأمير سلمان، بالنظر إلى إنجازاته ومكانته.
وأضاف “هذه هي المملكة العربية السعودية الجديدة تحت حكم ولي العهد: من لا يحبه، يضربه ويخفيه”.
في حين حاول العديد من المسؤولين الأجانب التدخل للدفاع عن الأمير.
وفي 4 فبراير/شباط 2021، أرسل البرلماني الأوروبي مارك تارابيلا رسالة حصلت منظمة (DAWN) على نسخة منها إلى عضو الكونغرس شيف يحثه على الضغط على الحكومة السعودية للإفراج عن الأميرين.
وقال تارابيلا في الرسالة “هذا هو الوقت المناسب للتعاون وتقديم الحلول السياسية والدبلوماسية من أجل تحقيق العدالة”.
وأوضح أن ذلك يكون من خلال وضع حد للاعتقال التعسفي لسلمان بن عبد العزيز بن سلمان آل سعود ووالده.
في حين قال رائد جرار مدير قسم المناصرة بمنظمة (DAWN) “وعد فريق بايدن خلال الحملة الرئاسية بمحاسبة الحكومة السعودية على انتهاكاتها لحقوق الإنسان”.
وأضاف “لإثبات أن تلك الوعود لم تكن فارغة”.
وختم “على إدارة بايدن مطالبة السعودية بكشف مكان وجود الأمير سلمان والأمير عبد العزيز وتوجيه اتهام رسمي لهما أو إطلاق سراحهما”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=27860
التعليقات مغلقة.