قطر توقع اتفاقية بقيمة 1.3 مليار دولار في مجال التكنولوجيا المالية مع المملكة المتحدة

وقعت دولة قطر اتفاقية هامة بقيمة 1.3 مليار دولار مع المملكة المتحدة، وذلك خلال زيارة رسمية يقوم بها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى لندن.

وتأتي هذه الخطوة في إطار تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات التكنولوجيا المالية والتمويل الأخضر، مما يعكس التزام قطر بتوسيع استثماراتها في الاقتصاد البريطاني.

وستُعقد مراسم توقيع الاتفاقية في داونينغ ستريت، حيث ستستضيف وزيرة المالية البريطانية ريتشيل ريفز ووزيرة الاقتصاد توليب صديق الوفد القطري.

ومن المتوقع أن تشهد الفعالية حضور ممثلين من العديد من المؤسسات المالية الكبرى مثل سيتي بنك، وستاندرد تشارترد، وبنك الريان، وبنك قطر الوطني.

وتؤكد وزارة المالية البريطانية أن هذه الاتفاقية ستدعم الاستثمارات والنمو في كلا البلدين، وتعزز التعاون في الخدمات المالية، وتقوي الروابط بين المملكة المتحدة وقطر والمناطق الأوسع.

وتأتي هذه الاتفاقية في سياق زيارة الشيخ تميم، حيث يلتقي برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي يسعى إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع قطر. ووفقًا للمتحدث الرسمي باسم ستارمر، فإن المملكة المتحدة تأمل أن تسفر زيارة الشيخ تميم عن “فوائد ملموسة” في مجالات الأمن والاقتصاد.

وبالإضافة إلى الاتفاقية المتعلقة بالتكنولوجيا المالية، أعلنت قطر والمملكة المتحدة عن استثمار بقيمة 1.3 مليار دولار في تقنيات المناخ في المملكة المتحدة.

ومن المتوقع أن يساهم هذا التعاون في خلق آلاف الوظائف عالية المهارة على مدار فترة المشروع، كما سيتم إطلاق مراكز تكنولوجية رائدة في كلا البلدين لتسريع تطوير التقنيات الصديقة للبيئة.

وكجزء من الاتفاقية، ستقوم قطر بتمويل برامج تكنولوجية لشركة رولز رويس البريطانية بهدف تحسين كفاءة الطاقة، وتعزيز الوقود المستدام، وتقليل انبعاثات الكربون. كما ستشمل الاستثمارات شركات ناشئة بريطانية وقطرية في مجال الطاقة الخضراء.

وعبر الشيخ تميم عن فخره باختيار قطر للمملكة المتحدة كمكان لهذه الشراكة العالمية، مؤكدًا أن هذا المشروع سيبدأ بالتزام أولي بقيمة مليار جنيه إسترليني.

كما أضاف ستارمر أن المملكة المتحدة وقطر ستسعيان إلى تعزيز الروابط لاستغلال الإمكانيات الكبيرة في مجال علم الجينوم والذكاء الصناعي، مما سيساهم في تحسين الرعاية الصحية وزيادة كفاءة الخدمات العامة.

وتعتبر قطر واحدة من أكبر المستثمرين في المملكة المتحدة، حيث تقدر استثماراتها بنحو 40 مليار جنيه إسترليني، مع تعهد الدوحة باستثمار 19.5 مليار جنيه إسترليني إضافية بحلول عام 2027. تعكس هذه الاستثمارات رغبة قطر في تعزيز وجودها الاقتصادي في بريطانيا، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مختلف القطاعات.

وتُعتبر زيارة الشيخ تميم إلى المملكة المتحدة تاريخية، حيث إنها الزيارة الرسمية الأولى لأي قائد عربي في عهد الملك تشارلز الثالث، وهي الثالثة في تاريخ قطر الحديث.

وشهدت الزيارة استقبالاً حافلاً من قبل الأمير والملكة كاميلّا، حيث استقبلوا الشيخ تميم وزوجته الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني في قصر باكنغهام.

وتتطلع قطر إلى تعزيز استثماراتها في مجالات متعددة، بما في ذلك البنية التحتية، والعلوم، والتكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والدفاع والتعليم.

كما دعا الشيخ تميم إلى مزيد من العمل لتحقيق السلام في كل من غزة وأوكرانيا، مشيرًا إلى جهود قطر في التوسط للإفراج عن الرهائن وتحقيق التفاهمات.

وتؤكد هذه الاتفاقيات والزيارات على أهمية التعاون الدولي في تعزيز النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة، مما يعكس رؤية قطر الطموحة في تعزيز مكانتها كداعم رئيسي للاستثمار والتعاون الدولي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.