قطر تعلن عن إعادة فتح سفارتها في دمشق بعد أكثر من عقد من الإغلاق

أعلنت قطر اليوم الأربعاء عن إعادة فتح سفارتها في دمشق، بعد أن كانت قد أغلقتها منذ أكثر من عقد من الزمان في أعقاب اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011، حين سحبت سفيرها بسبب الهجمات على مبنى السفارة.

وأوضح ماجد الأنصاري، مستشار الحكومة الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية، أن السفارة ستفتح “قريبًا” بهدف تعزيز “التنسيق مع الأطراف المعنية وتسهيل وصول المساعدات”.

وخلال النزاع السوري، دعمت قطر المعارضة السورية وقطعت علاقاتها مع النظام السوري بقيادة بشار الأسد، وفي خطوة لافتة، أعلنت قطر أنها قد أسست قناة تواصل مع “هيئة تحرير الشام” (HTS)، وهي جماعة تضم فصائل كانت تنتمي سابقًا إلى جبهة النصرة، التي كانت مرتبطة بالقاعدة.

كما أشار مسؤول قطري إلى أن دبلوماسيين قطريين قد أجروا محادثات مع HTS بهدف قيادة المناقشات الدولية مع هذه الجماعة، وهي جماعة تصنفها الأمم المتحدة ودول مثل الولايات المتحدة وروسيا كتنظيم إرهابي.

وفي الوقت ذاته، تم التوصل إلى اتفاق خلال اجتماع في الدوحة يوم السبت بين دبلوماسيين من قطر وتركيا وإيران وروسيا، حيث تم التأكيد على أن قطر هي الأنسب للاتصال مع هيئة تحرير الشام، وذلك لأنها لم تقم بتطبيع علاقاتها مع نظام الأسد. كما تم التأكيد على ضرورة العمل من أجل استقرار الوضع في سوريا ومنع الجماعات المتطرفة مثل “داعش” من اكتساب موطئ قدم في البلاد.

ومن جهة أخرى، يبرز ملف “هيئة تحرير الشام” كأحد أكثر القضايا تعقيدًا في الملف السوري. تعتبر الهيئة إحدى الجماعات الأكثر نفوذاً في الشمال السوري، وتحمل مواقف متشددة تتعلق بالولاء لتنظيم القاعدة سابقًا. هذا يجعل من التعامل معها أمرًا شائكًا على المستوى الدولي.

ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن قطر قد تكون في وضع جيد للعب دور الوسيط، خصوصًا بعد أن نجحت في إقامة قنوات تواصل مع مختلف الأطراف في النزاع السوري.

هذا التحرك يظهر دور قطر كلاعب دبلوماسي فعّال في الأزمة السورية، خاصة في التعامل مع الجماعات المؤثرة مثل “هيئة تحرير الشام”.

ومن المتوقع أن تساهم هذه الخطوة في تحقيق استقرار أكبر في المنطقة، من خلال تعزيز الاتصالات والمفاوضات بين الأطراف المعنية والعمل على منع تطرف الجماعات الإرهابية واكتسابها مزيدًا من النفوذ في سوريا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.