تستعد قطر لإبرام صفقة طائرات ضخمة مع شركة بوينغ الأمريكية خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط، والتي ستبدأ في 13 مايو.
وتأتي هذه الصفقة في وقت يتزايد فيه التركيز على تعزيز العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة ودول المنطقة، بما في ذلك قطر والسعودية والإمارات، في قطاعات حيوية مثل الطيران والدفاع والبنية التحتية.
وتستعد الخطوط الجوية القطرية لإعلان صفقة كبيرة تشمل شراء نحو 100 طائرة عريضة البدن من طراز بوينغ، مع خيار شراء عدد مماثل من الطائرات مستقبلاً.
ويُتوقع أن تكون هذه الصفقة واحدة من أبرز الإعلانات التجارية التي ستشهدها زيارة ترامب. وقد تكون قيمة هذه الصفقة وحدها مليارات الدولارات، فيما قد يصل مجموع الصفقات المتعلقة بالطيران والدفاع والتكنولوجيا والبنية التحتية إلى ما يقارب 3 تريليونات دولار. هذا الرقم يجاوز بكثير ما تم التوصل إليه من صفقات خلال زيارة ترامب الأولى للمنطقة في 2017.
وتسعى قطر لتعزيز أسطولها من طائرات بوينغ 787 دريملاينر، بينما تنظر في إضافة طائرات 777X. رغم أن الخطوط الجوية القطرية تركز بشكل رئيسي على بوينغ، فإن إيرباص لا تزال تسعى للحصول على حصة في السوق، مع احتمال إبرام اتفاق مع الشركة الأوروبية في وقت لاحق، ربما خلال معرض باريس للطيران في يونيو المقبل أو معرض دبي للطيران في نوفمبر.
وقد تكون الطائرة الخاصة للرئيس ترامب جزءًا من المشهد خلال الزيارة، حيث سبق لترامب أن استخدم طائرة بوينغ 747 الخاصة التي كانت مملوكة سابقًا لرئيس وزراء قطري، كحل مؤقت للطائرة الرئاسية “إير فورس وان” التي تأخر تسليمها. الطائرة الفاخرة كانت متمركزة في الدوحة لكنها موجودة الآن في سان أنطونيو، تكساس، مما يضيف بعدًا رمزيًا لهذه الزيارة.
ضغوط على بوينغ والمنافسة مع إيرباص
تواجه بوينغ ضغوطًا متزايدة في السوق العالمية، خاصة بعد تصعيد الرئيس ترامب للرسوم الجمركية على الصين، مما دفع شركات الطيران الصينية إلى تجنب شراء طائرات بوينغ. هذه التحولات قد تصب في مصلحة المنافس الأوروبي إيرباص، الذي يواصل توسيع حصته في السوق الصينية بفضل خط تجميع طائراته A320 في تيانجين.
في السعودية، تُجري شركة “طيران الرياض” الناشئة محادثات لشراء ما يصل إلى 50 طائرة عريضة البدن. ورغم أن الصفقات مع بوينغ قد تكون أكثر بروزًا، إلا أن إيرباص تتنافس بقوة في السوق السعودية أيضًا.
وخلال زيارة ترامب، سيكون هناك تركيز على تعزيز الاستثمارات الخليجية في الاقتصاد الأمريكي. يُتوقع أن تلتزم قطر، مثل السعودية والإمارات، باستثمارات ضخمة في قطاعات الطاقة والطيران والبنية التحتية.
في عام 2017، وقعت السعودية صفقة بقيمة 400 مليار دولار، بينما عرض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التزامًا باستثمار 600 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة. من جانبها، أعلنت الإمارات عن استثمار 1.4 تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي، بما يشمل مشروعات متعلقة بالذكاء الاصطناعي والطاقة والرقائق الإلكترونية.
مبيعات الأسلحة: جزء أساسي من الزيارة
من المتوقع أن يكون قطاع الدفاع جزءًا رئيسيًا من المحادثات والصفقات التجارية خلال زيارة ترامب. تشمل المشتريات المحتملة طائرات F-15EX من بوينغ، إضافة إلى صفقات أسلحة أخرى مع السعودية، مثل صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار تشمل صواريخ AIM-120C-8 وأنظمة توجيه. تمتلك الولايات المتحدة بالفعل حصة سوقية ضخمة تبلغ 43% من سوق الأسلحة العالمية، وتعد أكبر مصدر للأسلحة في العالم.
في الإمارات، ستكون جولة ترامب هي المحطة الأخيرة. تعد الإمارات من أكبر المشترين العالميين للطائرات بوينغ، وخاصة طائرات 777X.
وتخطط طيران الإمارات لشراء المزيد من هذه الطائرات، بالإضافة إلى سعي شركة فلاي دبي لشراء مئات الطائرات من طراز 737. ومن المتوقع أن تشمل الصفقات أيضًا محركات من جنرال إلكتريك المستخدمة في طائرات بوينغ.
ورغم أن الزيارة تتضمن إعلان صفقات جديدة مع دول الخليج، فإن بعض هذه الصفقات قد تكون مجرد اتفاقيات أولية أو إعلانات عن نشاطات قد تم الإعلان عنها مسبقًا. هذا يشير إلى أن الأرقام المعلنة قد تكون مبالغًا فيها في بعض الأحيان، أو أن بعض الاتفاقات قد لا تكون ملزمة بشكل كامل.
ومن خلال هذه الصفقات التجارية والسياسية، يسعى الرئيس ترامب إلى تعزيز علاقات الولايات المتحدة مع دول الخليج، في وقت حساس للغاية بالنسبة لقطاع الطيران والدفاع العالمي.
ورغم المنافسة الشديدة بين بوينغ وإيرباص، تظل بوينغ هي الرابح الأكبر في هذه الجولة، خاصة في ظل التزام قطر بزيادة حجم أسطولها من طائرات بوينغ. ومع ذلك، تظل التحديات الاقتصادية والتجارية التي تواجه الشركات الأمريكية، مثل الرسوم الجمركية والنزاعات التجارية مع الصين، تهدد بتغيير مسار هذه الصفقات في المستقبل.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=71489