ف. تايمز: الظروف المعيشية بالسعودية أكثر صعوبة وازدراء الشباب لواقعهم يتصاعد

 

الرياض – خليج 24| قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إنه لم يستطع بعض الشباب السعوديين من إخفاء ازدرائهم للواقع الاقتصادي في المملكة العربية السعودية.

وعزت الصحيفة ذلك إلى أن الظروف المعيشية بات أكثر صعوبة، فالحكومة خفضت دعم الكهرباء والوقود، وزادت ضريبة القيمة 3 مرات، ما رفع تكلفة المعيشة.

وبينت أن المملكة تمر بفترة حرجة في عهد السعودية بن سلمان، وباتت المخاطر كبيرة، لأن قاعدة الشباب التي تدعمه أصبحت تطالبه بالمزيد من الوظائف.

وأوضحت الصحيفة أنه يكمن الخطر على ابن سلمان بأن المواطنين الأكثر فقراً والأقل تعليماً، يعانون من الفجوة الاقتصادية.

وأشارت إلى أن ذلك خاصة الشباب الذين يعيشون خارج المدن الكبرى، فقد تخلفوا عن الركب، لأنهم يتنافسون على وظائف أغلبها في العاصمة.

وبينت الصحيفة البريطانية أن اغلب الوظائف في السعودية تتجمع حول الحد الأدنى للأجور وهو 4000 ريال شهريًا، وكثيرون يشكون من أنها غير كافية.

ونبهت إلى أنه وحتى أن بعضهم يعمل في وظيفتين، وفقًا لورقة عمل نشرها مركز هارفارد للتنمية الدولية.

فيمت قال موقع دولي شهير إن نسبة كبيرة من الشباب في السعودية “متعلمين”، لكن غير مستغلين بشكل كافٍ ضمن موارد البلد الخليجي الغني.

وأوضح موقع “Brink News” أن نسبة البطالة في السعودية أكثر من 11٪، وهي في ارتفاع مستمر.

وذكر أن عدد كبير من الشباب يصل الآن إلى سن العمل، وإذا شعروا بأنه ليس لديهم أمل أو فرصة، فإن استقرار السعودية سيكون في خطر.

وكشف تقرير لوكالة “فرانس برس” العالمية للأنباء عن الأحوال التي وصل إليها الشباب في المملكة العربية السعودية نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة والبطالة في عهد ولي العهد محمد بن سلمان.

وأكدت الوكالة في تقريرها أن هذا أثر بشكل كبير على فرص زواج الشباب في السعودية.

لذلك توجهوا مؤخرا إلى زواج المسيار الذي يلاقي رواجا كبيرا في السعودية مؤخرا.

وأوضحت “فرانس برس” أن المسيار هو زواج بلا قيود تقليدية يتم غالبا في السر.

وذكرت أنه “يتم بوتيرة متسارعة في المجتمع السعودي رغم معارضة البعض”.

ولفتت “فرانس برس” إلى أنه يلقى روجا “خصوصا لدى الرجال غير القادرين على تحمل تكاليف حفلات الزفاف الباهظة”.

ويتم الأمر بعقد علاقة مؤقتة تتنازل فيها الزوجة عن بعض حقوق الزواج التقليدية مثل السكن مع الزوج وتحمّله المصاريف.

وبينت أن هذا الزواج مسموح به قانونيا منذ عقود في المملكة العربية السعودية.

وأجرت “فرانس برس” مقابلات مع نحو 12 من وسطاء الزواج وأزواج مسيار من بينهم عرسان مرتبطون في زيجات تقليدية بالفعل.

ونوهت إلى أن هذه “الظاهرة”- كما وصفتها تتم بأجواء مغلفة بالسرية والخجل رغم انتشارها ورواجها.

وبحسب “فرانس برس” فتُظهر الشهادات أنّ زواج المسيار يُنظر إليه على أنهّ “طريق وسطي” بين الزواج التقليدي وحياة العزوبية.

لذا فإنه يتيح للرجال تعدد الزيجات بدون ضغوط إعالة أسرة ثانية، كما هو شائع في السعودية.

وأضافت “رغم احتمال تعرضهن للإساءة، يروق المسيار لبعض النساء الساعيات إلى تفادي التوقعات الذكورية من الزواج التقليدي”.

وكذلك الرجال غير المتزوجين الذين يسعون للحصول على غطاء ديني لعلاقاتهم الجنسية التي يحظرها الإسلام خارج إطار الزواج.

ونقلت عن موظف حكومي في السعودية لديه علاقة زواج مسيار مع أرملة سعودية ثلاثينية منذ أكثر من سنتين قوله.

إنّ “زواج المسيار يقدّم لي الراحة والحرية والرفقة وهو أيضا حلال”، وفق قوله.

وذكر أن لديه 3 أبناء من زواج تقليدي آخر وأنه يزور زوجته المسيار في منزلها في العاصمة الرياض “حينما” يرغب.

وكشف هذا الموظف أن له صديق وهو سعودي الجنسية تزوج مسيار 11 مرة.

وقال عنه “يطلّق ويتزوّج أخرى، ثم يطلّق ويتزوّج أخرى”، حسبما قال.

وكشف التقرير عن قيام سعوديين ووافدين أجانب بالبحث عبر تطبيقات المواعدة ومواقع الزواج عن شريكات يردن زواج مسيار.

وبحسب صيدلي مصري في الرياض ل”فرانس برس” فإن زواج “المسيار أرخص، فليس هناك مهر أو التزامات تجاه الزوجة”.

ويكشف أنه بدأ البحث عن سيدة تقبل الزواج منه بالمسيار بعدما أعاد زوجته وابنه إلى القاهرة العام الماضي بسبب كورونا.

وقال “الابتعاد عن زوجتي أمر صعب وكنت أبحث عن زواج مسيار من خلال وسطاء الزواج على تطبيق انستغرام.

ولفت إلى أن هؤلاء يتقاضون ما يصل إلى 5000 ريال سعودي (نحو 1333 دولار أمريكي).

ووفق الصيدلي “أعطيتهم تفضيلاتي من الوزن والحجم ولون البشرة”.

لكن لم أجد ضالتي حتى الآن، بحسب المصري المقيم في السعودية.

في حين أفاد صديق مقرّب لامرأة سورية في الرياض ل”فرانس برس” أنّها دخلت بعلاقة زواج مسيار سرا.

وذكر أنّها تخشى أن يسعى طليقها وهو سعودي الجنسية قانونيا للحصول على حضانة ابنيها إذا اكتشف زواجها.

وتؤكد “فرانس برس” أنه من الصعب للغاية تقدير عدد هذه الزيجات.

وبدء زواج المسيار بالانتشار منذ عام 1996 حينما أفتى مفتي السعودية بأن زواج المسيار حلال.

 

إقرأ أيضا| “السعودية في خطر”.. موقع دولي: الشباب يشعرون بأنه لا أمل أو فرصة لديهم

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.