“ف.تايمز”: السعودية وضعت مسمارًا في نعش أوبك تم بناؤه فعلًا

 

الرياض – خليج 24| قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن السعودية وروسيا تتحركان لقلب نظام الطاقة العالمي مرة أخرى، ما أزعج الولايات المتحدة ودول الغرب.

وأكدت الصحيفة الواسعة الانتشار أن ذلك يمثل خرقًا جديدًا وربما خطيرًا بين الدول المنتجة والمستهلكة، خاصة بين أمريكا والسعودية.

وأشارت إلى أن السعودية في دعمها لطلب روسيا لتخفيضات الإنتاج؛ فإنها تضع أوبك بدور من شأنه تسريع زوالها.

ونبهت الصحيفة إلى أن تصرفات أوبك كـ”مسمار في نعش تم بناؤه بالفعل”.

وقال موقع US News الأمريكي إن القرار الدراماتيكي لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك+” بقيادة السعودية؛ يُنذر ببداية وقوعها في مشاكل سياسية مع واشنطن.

وأشار الموقع إلى أن البيت الأبيض يفكر في أشكال جديدة من العقاب للمملكة وروسيا، لتنسيقهما خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا.

كما قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن تحرك السعودية لخفض إنتاج النفط جزء من صراع أوسع للسيطرة على سوق النفط العالمية.

لكن ولي عهدها محمد بن سلمان يخاطر بالإفراط باستخدام قوة النفط السياسية.

وذكرت الصحيفة الشهيرة أن قرار أوبك+ بخفض انتاج النفط يمثل تصعيدًا حادًا في معركة النفط بين أمريكا والسعودية.

وأشارت إلى أن ذلك ما جعل إدارة بايدن تنظر بإحياء ما يسمى بتشريع NOPEC، الذي قد يستهدف أوبك للتواطؤ من أجل رفع أسعار النفط.

وأكد الصحيفة البريطانية أن التحرك العدواني لرفع أسعار النفط الخام يضع السعودية في مسار تصادمي مع أمريكا.

ونبهت إلى أنه مع تصاعد التوترات السعودية الأمريكية، ستكون هناك تداعيات على المدى الطويل في تفكك تحالف واشنطن والرياض.

وبينت الصحيفة أن البيت الأبيض يتهم أوبك+ “بالانحياز” إلى روسيا وإلحاق الضرر بالنظام المالي العالمي.

فيما قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن اتفاق مجموعة الدول المصدرة للنفط أوبك+ على خفض إنتاج النفط للمرة الأولى منذ عام؛ يأتي وسط مخاوف كبيرة.

وذكرت الصحيفة أن المجموعة الدولية لديها مخاوف من ركود عالمي، واحتمالية عودة النفط الإيراني للسوق حالة عودة الاتفاق النووي.

وبينت أن خطوة أوبك تُظهر كيف يهيمن على قراراتها المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي على سوق النفط العالمية.

وأشارت إلى أنه شهدت أسعار النفط انخفاضاً بنسبة 25% في الأشهر الثلاثة الماضية.

ونبهت الصحيفة إلى أن اتفاق لمجموعة الدول السبع الغربية بقيادة أمريكا، لتأسيس تحالف يسعى لفرض حد أقصى لسعر النفط الروسي.

وقالت إنه “إذا تم تنفيذ الاتفاقية بنجاح؛ سيكون ذلك تحدياً خطيراً لقدرة أوبك على تحديد أسعار النفط عالمياً، واستخدامها سياسيًا”.

فيما كشف موقع “ياهو فاينانس” الاقتصادي العالمي عن سبب فتح “أوبك+” لصنابير النفط على أوسع نطاق، عقب تعنت لأشهر.

وقال الموقع إن أوبك+ استجابت بعد أشهر من التعنت بلغت ذروتها عقب غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي.

وأشار إلى أن الاستجابة جاءت نتاج ضغوط كبيرة من أمريكا والغرب على السعودية.

يذكر أن السعودية وأعضاء أوبك استعدوا سابقًا لسد فجوة السوق الناتجة عن انخفاض الإنتاج الروسي.

وقبل أيام، عقبت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية على حديث وزير الطاقة في السعودية عبد العزيز بن سلمان بأن الرياض تأمل بالتوصل إلى اتفاق مع أوبك+.

وقال إن على العالم تقدير قيمة تحالف منتجي النفط.

وذكرت الصحيفة في تقرير أن ملاحظات الأمير عبد العزيز هي إشارة أساسية لدعم روسيا من المملكة التي تعد الحليف التقليدي لأمريكا.

وأشارت إلى أن السعودية تشير بأنها ستقف إلى جانب روسيا كعضو في مجموعة أوبك+.

وبنيت الصحيفة أن ذلك رغم تشديد العقوبات الغربية على موسكو، وحظر الاتحاد الأوروبي المحتمل على واردات النفط الروسية.

فيما قالت وكالة “رويترز” للأنباء إن لجنة بمجلس الشيوخ الأمريكي أقرت مشروع قانون NOPEC الذي من شأنه أن يعرّض الدول أعضاء “أوبك” وشركائها للمساءلة.

وذكرت الوكالة أن القانون يحاسب الدول الأعضاء بأوبك بموجب قوانين مكافحة الاحتكار لتنسيقها خفضًا في الإمدادات ورفع أسعار النفط عالميًا.

وبينت أنه مشروع قانون -لا لتكتلات إنتاج وتصدير النفط- والمعروف باختصاره NOPEC.

وأشارت الوكالة الدولية إلى أنه يهدف لحماية المستهلكين والشركات في أمريكا من الارتفاعات المتعمدة في أسعار الوقود.

وقالت إذا تم تمرير قانون NOPEC فسيكون للمدعي العام الأمريكي القدرة على مقاضاة أوبك أو أعضائها، مثل السعودية بمحكمة فيدرالية أمريكية.

ونبهت إلى أنه يمكنه مقاضاة منتجين آخرين مثل روسيا التي تعمل عبر أوبك+ لتقليل إنتاج النفط”.

وتنظر اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي الأسبوع المقبل في مشروع قانون NOPEC.

ويتيح رفع دعاوى قضائية ضد مجموعة منتجي النفط “أوبك”.

ويمنح مشروع قانون NOPEC الخيار للنائب العام الأمريكي بمقاضاة الدول المنتجة للنفط، بموجب قوانين مكافحة الاحتكار.

وسيوجه القانون ضد الدول المنتجة للنفط التي تضم “أوبك” ودولًا متحالفة بينها السعودية تهمة التآمر لرفع أسعار النفط.

وستحدد جلسة للنظر في مشروع القانون الذي يرعاه النائب الجمهوري تشاك غراسلي، والنائبة الديمقراطية إيمي كلوبوشار وغيرهما.

يذكر أن اللجنة القضائية في مجلس النواب الأمريكي أقرت نسخة مماثلة في عام 2021.

يشار إلى أن الكونغرس الأمريكي يفشل منذ 22 عامًا في إقرار مشروع قانون NOPEC.

مشروع مقاضاة أوبك

لكن مراقبون أكدوا أن هذه المرة ستشهد تمريره بسهولة، إثر غزو روسيا لأوكرانيا، ورفض السعودية زيادة إنتاج النفط.

وصعدت أسعار خام برنت لتكسر حاجز 106 دولارات للبرميل عقب إظهار وثيقة رسمية روسية أن إنتاج موسكو للنفط قد يهبط 17%، بـ2022.

وقابلت السعودية، أكبر منتج في أوبك، ضغوط واشنطن لرفع إنتاج النفط لمستويات تدريجية أعلى خارج إطار مجموعة أوبك+ التي تضم روسيا، بالرفض.

فيما كشفت مجلة أمريكية أن ابن سلمان يسعى للانتقام من الرئيس الأمريكي جو بايدن باستخدام عصا رفض زيادة إنتاج النفط الخام.

مشروع قانون NOPEC

وقالت مجلة فورين بوليسي في تقرير “الرياض ليست متعجلة بتلبية طلبات واشنطن ولندن بزيادة إنتاج النفط، وتتذرع بالتزاماتها باتفاقية (أوبك +)”.

وذكرت أن ابن سلمان يرى في ملف النفط فرصة للانتقام من بايدن بسبب ما يعد إهانات غير مبررة وموقفًا غير ودي منه.

عصا النفط

وبينت المجلة أن ولي العهد غاضب من بايدن الذي وصف السعودية بحملته الانتخابية بأنها دولة منبوذة إثر اغتيالها الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وقالت: “يعتقد السعوديون أن البيت الأبيض يتجاهل مخاوفهم بشأن إمكانية استئناف الاتفاق النووي الإيراني”.

وأشارت المجلة إلى أنه “يرفض أيضًا اتخاذ إجراءات ضد جماعة الحوثيين اليمنية بعد شنها هجمات على سفنهم ومدنهم”.

دولة منبوذة

وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن المواجهة بين بايدن وابن سلمان أكثر تعقيدًا من موضوع النفط.

وذكرت الصحيفة أن ابن سلمان يشعر بالازدراء إثر رفض بايدن التعامل معه منذ أن تولى منصبه.

وبينت أن اغتيال جمال خاشقجي والحرب على اليمن وسجن الناشطين الحقوقيين ومقاطعة قطر، كلها عوامل جعلته منبوذًا من إدارة بايدن.

عداء بايدن ابن سلمان

وأوضحت أن موقف جو بايدن المتشدد تجاه روسيا نال استحسانًا لكن مع حقيقة أن أخطر صدمة نفطية منذ عقود أصبحت الآن حقيقة واقعة.

وذكرت الصحيفة أن محاولة الرئيس الأمريكي لتخفيف رد الفعل السلبي لا تزال تواجه مقاومة من الحليفين الذين يحتاجهم بشدة.

فلم يوافق الزعيم الفعلي للسعودية ونظيره في الإمارات محمد بن زايد على مكالمة هاتفية مع أقوى رجل في الغرب.

وأوضحت أنه سيناريو لم يكن من الممكن تصوره خلال الإدارات السابقة.

ملف النفط

ونبهت إلى أن الأولوية المباشرة لبايدن هي مساعدتهما بممارسة أقصى قدر من الضغط الاقتصادي على روسيا من خلال زيادة إنتاجهما النفطي.

وقالت الصحيفة إن كل عاصمة هي مورد رئيسي للنفط مع قدرة فائضة من شأنها تخفيف التأثير على المستهلكين الأمريكيين عبر أسعار الوقود.

ونوهت إلى أن ذلك قبيل انتخابات التجديد النصفي في تشرين الثاني (نوفمبر) التي تهدد سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس.

وبينت أن ذلك في ظل انخفاض العلاقات بين القوى النفطية في الشرق الأوسط وواشنطن إلى أدنى مستوياتها في العصر الحديث.

خلافات إدارة بايدن مع السعودية

وأكدت الصحيفة أن الحسابات قد تعيد ترتيب النظام الإقليمي على أساس شروط تفضل الرياض وأبو ظبي.

ولقد أوضح الزعيمان أنهما لن يقبلوا بأقل من ذلك، وأنهما مستعدان لاستخراج الثمن، وفق الغارديان.

وشددت على أن المواجهة تنطوي على ما هو أكثر بكثير من النفط.

وقالت الصحيفة: “في الرياض، يشعر ابن سلمان بالازدراء بسبب رفض بايدن التعامل معه منذ أن تولى منصبه”.

لماذا يكره بايدن ابن سلمان

وأضافت أن مقتل خاشقجي على يد مساعدي ابن سلمان، وحرب اليمن، وسجن حقوقيين ومقاطعة قطر ، كلها عوامل جعلت منه منبوذًا منها.

وذكرت أنه “تكاد الخلافات مع أبو ظبي قاسية. لقد فوجئت أمريكا تحديدا بامتناع الإمارات المتكرر عن التصويت في مجلس الأمن الأممي”.

لكن السعودية والإمارات غضبتا من إزالة إدارة بايدن للحوثيين المدعومين من إيران من قائمة الإرهاب العالمية.

 

 

إقرأ أيضا| “الغارديان”: عداء بايدن وابن سلمان أكثر تعقيدًا من ملف النفط

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.