فوهة الوعبة السعودية ضمن أفضل العجائب الجيولوجية في العالم

حصلت فوهة الوعبة في المملكة العربية السعودية، وهي إحدى عجائب الدنيا الجيولوجية المذهلة، على مكانة بين أفضل 100 موقع للتراث الجيولوجي في العالم لعام 2024.

ويسلط الاعتراف من قبل الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية واليونسكو الضوء على الأهمية الاستثنائية للحفرة ليس فقط داخل المملكة، بل على مستوى العالم.

فوهة الوعبة، المعروفة أيضًا باسم مقالة طامية، هي فوهة بركانية – نوع من المواقع البركانية تشكلت بواسطة ثوران مائي، وهو انفجار بخاري عنيف ناتج عن تفاعل الصهارة مع المياه الجوفية.

وتتميز الحفرة الواقعة في هضبة حرة كشب البازلتية على بعد حوالي 270 كيلومترًا شمال شرق جدة، بحجمها الهائل وجمالها.

وقد تشكلت قبل نحو 1.1 مليون سنة، ويبلغ قطرها نحو 2.3 كيلومتر وعمقها 250 متراً، ما يجعلها أكبر وأعمق فوهة بركانية في السعودية. وعمقها وقطرها أكبر بكثير من متوسط ​​الفوهات البركانية، وتتميز ببحيرة مالحة ضحلة تشكلت من تراكم مياه الأمطار.

وتعتبر الحفرة جزءاً من حقل بركاني أكبر يضم 175 مخروطاً بركانياً يعود تاريخها إلى ملايين السنين وتمتد على مساحة تقدر بنحو 6 آلاف كيلومتر مربع، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

تقدم المواقع الجيولوجية مثل فوهة الوعبة رؤى قيمة حول تاريخ الأرض وعملياتها. ومن خلال تسليط الضوء على مثل هذه المعالم، فإننا نعمل على تعزيز الوعي العام ودعم تقدم البحث الجيولوجي.

أكد المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية طارق أبا الخيل، أهمية فوهة الوعبة على المستوى العالمي.

وقال إنه “من المتوقع أن يعزز إدراج فوهة الوعبة ضمن قائمة أفضل 100 موقع للتراث الجيولوجي مكانتها كوجهة رئيسية للدراسة العلمية والسياحة. ويؤكد هذا التمييز على ميزاتها الجيولوجية الاستثنائية ويؤكد أهميتها على المستويين المحلي والعالمي.”

وأضاف الخيل أنه تم اختيار الحفرة من بين 174 موقعاً مرشحاً في 64 دولة، من بينها السعودية والولايات المتحدة وإيطاليا وكندا ونيوزيلندا والصين وأيسلندا ومصر وفنلندا.

يغطي قاع فوهة الوعبة بلورات فوسفات الصوديوم البيضاء، وفي حين كان يُعتقد في السابق أن الفوهة تشكلت بفعل نيزك بسبب شكلها الدائري وجوانبها المرتفعة، إلا أن الجيولوجيين يتفقون الآن على أنها فوهة بركانية.

وقال الخبير الجيولوجي ورئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية للجيولوجيين السعوديين الدكتور عبدالعزيز بن لعبون: إن التعريف بالظواهر الطبيعية مثل فوهة الوعبة عبر وسائل الإعلام وتسليط الضوء على أهميتها العلمية أمر ضروري لتعزيز مكانتها العالمية ودفع البحث الجيولوجي.

“إن هذا التقدير لا يسلط الضوء على أهمية الحفرة فحسب، بل يدعم أيضًا التطور الأوسع للعلوم الجيولوجية في المملكة العربية السعودية.”

وأضاف لابون أن الحفرة لها عدة جوانب فريدة وتتميز بخصائص جيولوجية رائعة، منها عمقها الذي يجعلها أعمق حفرة في المملكة، وقطرها الذي يصل إلى 2000 متر، كما تتميز المنطقة المحيطة بالحفرة بوجود العيون الطبيعية والأشجار وبساتين النخيل، ما يجعلها موقعاً جيولوجياً نادراً ومميزاً، فضلاً عن أن موقعها في الحقل البركاني يزيد من تفردها”.

يوجد في السعودية ما لا يقل عن 23 حقلاً بركانياً تشكلت قبل ملايين السنين، وتغطي مساحة تقدر بنحو 90 ألف كيلومتر مربع، أو حوالي 5% من مساحة المملكة.

وتتنوع الانفجارات في هذه الحقول، لكن ما يميز فوهة الوعبة هو تشكلها في بيئة مائية، وهي سمة من سمات فوهات المار. ويقول لبون: “الفوهة هي مسرح للخيال، وغالبًا ما ترتبط بالفولكلور المحلي، بما في ذلك حكايات عاشقة تدعى تمية، والتي وفقًا للأسطورة، طار من هذه الحفرة نحو جبل القطان في نجد”.

وأضاف “تقدم المواقع الجيولوجية مثل فوهة الوعبة رؤى قيمة حول تاريخ الأرض وعملياتها. ومن خلال تسليط الضوء على مثل هذه المعالم، فإننا نعمل على تعزيز الوعي العام ودعم تقدم البحث الجيولوجي.”

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.