قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن قوات الدعم السريع استعادت زمام المبادرة في الحرب السودانية عبر هجمات مفاجئة بالطائرات المسيّرة استهدفت مدينة بورتسودان، رغم خسارتها الميدانية في الخرطوم وعدد من مناطق وسط البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن المدينة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر، والتي كانت تعتبر مقراً آمناً للسلطة العسكرية بقيادة عبد الفتاح البرهان، تعرضت لسلسلة هجمات دقيقة بطائرات دون طيار يعتقد أنها من طرازات صينية وإماراتية الصنع.
وبحسب التقرير، تم توثيق استخدام طائرات من طراز “CH-95” و”FH-95” القادرة على حمل صواريخ موجهة، استُخدمت في قصف منشآت حيوية منها مطار المدينة، وفندق يرتاده أجانب، ومحطة كهرباء أدت إصابتها إلى انقطاع التيار عن بورتسودان ومحيطها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الضربات جاءت رداً على غارة جوية نفذها الجيش السوداني مطلع مايو على مطار نيالا، أدت إلى تدمير طائرة شحن يُعتقد أنها كانت تنقل أسلحة لقوات الدعم السريع، وأسفرت عن مقتل مستشارين أجانب.
ووفق محللين تحدثوا للصحيفة، فإن طبيعة الهجمات ودقتها تُظهر أن قوات الدعم السريع تلقت دعماً تقنياً من أطراف خارجية لتشغيل هذا النوع من الطائرات، التي تحتاج إلى أنظمة توجيه متقدمة بالأقمار الصناعية.
في هذا السياق، ألقى الجيش السوداني باللوم على دولة الإمارات، متهماً إياها بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة والمسيّرات، وهو ما تنفيه أبوظبي بشدة وتعتبره “ادعاءات غير مدعومة بالأدلة”. لكن تصاعد المؤشرات على تورطها دفع الخرطوم الأسبوع الماضي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات، واعتبارها “دولة معادية”، وفق تعبير البرهان.
الصحيفة أشارت أيضاً إلى أن منظمة العفو الدولية وثّقت وجود أسلحة صينية الصنع في مواقع الهجمات الأخيرة، بينها صواريخ موجهة ومدافع متقدمة، ورجّحت أن تكون قد أُعيد تصديرها من الإمارات إلى السودان في خرق محتمل لحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك التطور بأنه “مثير للقلق”، مؤكداً أن قوات الدعم السريع لم تكن لتتمكن من امتلاك هذه القدرات من دون دعم خارجي واسع.
وأضاف حمدوك: “كانت القوات المسلحة السودانية تتمتع بتفوق جوي، والآن تقلص هذا التفوق كثيراً. لم يعد هناك مكان آمن في البلاد، وهذا يضاعف الحاجة لإنهاء هذا النزاع”.
وبينما كانت بورتسودان تعد نقطة ارتكاز للجيش السوداني منذ انسحاب قوات الدعم السريع من الخرطوم، تشير الهجمات الأخيرة إلى أن الجبهة قد اتسعت مجددًا، وأن الحرب دخلت مرحلة أكثر خطورة مع دخول الطائرات المسيّرة بقوة إلى المعركة من الجانبين.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=71625