تسببت العواصف الماطرة في اقتلاع وتدمير العديد من خيام النازحين في قطاع غزة، مما زاد من معاناة الفلسطينيين الذين يعانون من حصار إسرائيلي خانق يمنع دخول المساعدات الإنسانية.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن ما لا يقل عن 100 خيمة تعرضت لأضرار كبيرة بسبب الأمطار الغزيرة في خان يونس ليلة الثلاثاء.
وأشار سعيد لستة، المقيم في شمال غزة والذي تم تهجيره أكثر من ست مرات منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر الماضي، إلى أن “الوضع صعب للغاية”، مضيفًا: “هذه الخيام لا يمكنها تحمل الحرارة في الصيف، ولا الصمود أمام البرد في الشتاء، ولا تحمي من الأمطار.” وأضاف أن الرياح العاتية يمكن أن تقتلع حتى أقوى الخيام، ما يضاعف من معاناة الأطفال وكبار السن وسط الظروف الصعبة للنزوح والحرب.
وأعرب لستة عن أمله في أن يوقف العالم هذه الحرب “الإبادة” ويسمح لكل شخص بالعودة إلى منزله ليشعر بالراحة في مكانه، قائلاً: “لقد عانينا بما فيه الكفاية.”
ومن جانبه، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، أنها تلقت مئات المكالمات من نازحين فلسطينيين يطلبون المساعدة لإنقاذ أطفالهم وسط الفيضانات التي غمرت الخيام والملاجئ.
وقال الدفاع المدني في بيان له: “نناشد ضمير العالم أن يسارع لإنقاذ هذه العائلات ومساعدتها في الانتقال إلى ملاجئ ملائمة تحميهم من مياه الأمطار، وخاصة النازحين في المخيمات في وسط غزة ورفح وخان يونس وديير البلح.”
ووفقًا لمركز الإعلام الحكومي الفلسطيني، فإن غالبية 1.9 مليون نازح في غزة الذين يعيشون في ملاجئ يواجهون “ظروفًا تهدد حياتهم بسبب البرد القارس والأمطار الغزيرة”، وقال المكتب الإعلامي في آخر تقرير له: “حتى الآن، تسببت قضمة البرد في وفاة ستة مواليد وأحد الأطباء.”
وتفاقمت آثار الطقس القاسي على الفلسطينيين في غزة بسبب نقص المساعدات الإنسانية والنزوح القسري وزيادة انعدام الأمن الغذائي، ومنذ بدء الحرب، فرضت إسرائيل حصارًا على غزة، مما منع دخول المواد الأساسية مثل الطعام والماء والكهرباء والأدوية والخيام.
وحذر المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، من أن الأطفال في غزة يموتون بسبب الطقس البارد ونقص المأوى والاحتياجات الأساسية مثل البطانيات والفرش والمستلزمات الشتوية، وقال لازاريني يجب أن يدخل الإمدادات الأساسية على الفور، بما في ذلك المستلزمات الشتوية.”
وأضاف إن ما لا يقل عن 745 شخصًا قتلوا في ملاجئ تديرها الأونروا، وأصيب 2,200 آخرون منذ بداية الحرب. ودعا إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مؤكدًا ضرورة رفع “الحصار على غزة لإدخال الإمدادات الإنسانية الأساسية بما في ذلك مستلزمات الشتاء.”
وأوضحت رنين غصام أبو عيسى، فتاة فلسطينية نازحة في الـ16 من عمرها، أنها لا تعرف كيف يمكن لأطفالها الصغار البقاء على قيد الحياة في هذه الظروف، وقالت: “إنهم يتجمدون… ويشعرون بالجوع، وفوق ذلك يعانون من الحرب والجوع… هذا غير عادل.”
وأضافت أن إخوتها قضوا الليل يعانون من الإسهال والقيء وسط الأمطار. وتساءلت: “نحن الكبار يمكننا تحمل هذا، ولكن ماذا عن الأطفال؟ ماذا نقول لهم؟”
ومن جانب آخر، تزداد حدة الأزمة الغذائية التي سببها الحصار الإسرائيلي. تشير تقارير من تصنيف الأمن الغذائي (IPC) إلى أن جميع سكان قطاع غزة، البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون شخص، يعانون من مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
ويُصنف أكثر من 1.1 مليون شخص تحت مستوى الأمن الغذائي الكارثي (المرحلة 5)، وهو أخطر مستوى من انعدام الأمن الغذائي.
وقال أحمد أبو مصطفى، فلسطيني نازح منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، إن الخيام، التي تصنع أساسًا من النايلون، تضررت بسبب الحرارة الشديدة في الصيف، مما جعلها أقل قدرة على تحمل البرد والفيضانات في الشتاء، وأضاف: “عندما هربنا من منازلنا، لم نأخذ أي شيء معنا ظنًا منا أنه سيكون لبضعة أيام فقط، وسنعود قريبًا.”
وقال أبو مصطفى إنهم لا يملكون حتى ملابس للأطفال. وأضاف: “ربما يكون الأمر أسهل بالنسبة لنا ككبار لأننا نستطيع تحمل البرد، ولكن الأطفال يجدون الأمر صعبًا للغاية.”
وأعرب محمد أبو مسعود، الذي يعيش في خيمة نزوح منذ أكثر من عام، عن استيائه من أن ملاجئهم “لا تعدو كونها أكياسًا بلاستيكية”، موضحًا أن “الأمطار تتسرب إلى الخيام من كل الاتجاهات.” وأضاف: “نحتاج إلى خيام أفضل وأقوى لتحمينا من البرد القارس.”
وقال أبو مسعود: “لنسمح بدخول المساعدات، ولنتوقف عن هذه الحرب في أقرب وقت ممكن لأن البرد والشتاء يزيدان من معاناة السكان واحتياجهم للمستلزمات الأساسية.”
وسط هذه الظروف القاسية، يستمر الحصار الإسرائيلي في زيادة معاناة الفلسطينيين في غزة، مما يفاقم الأزمات الإنسانية التي تواجههم.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69962