الرياض – خليج 24| باتت حسابات رئيس هيئة الترفيه في السعودية تركي آل الشيخ في مواقع التواصل الاجتماعي ملهاة للسعوديين، عبر طرح مسابقات لها جوائز كبيرة بدولة تعاني أرقامًا مروعة بمعدلات الفقر.
وينشر آل الشيخ الذي يعرف بأنه صبي ولي العهد محمد بن سلمان ويده لتطبيق التغييرات الجديدة فيها، أسئلة متنوعة بجوائز كبرى.
ويعنون الأمير تركي أسئلته بـ”مسابقة أبو ناصر” في السعودية، وتبلغ جائزة الفائز 30 ألف ريال.
وكانت آخر تغريداته: “إحدى خيول المؤسس أهداها للملك جورج السادس عام 1937م عند تتويجه ملكا للمملكة المتحدة.. فما اسمها؟”.
وأضاف: “اقتباس-متابعة-الهاشتاغ اختيار الفائز عشوائيا الساعة 12 منتصف الليل للفوز بـ30 ألف ﷼”.
وأعلن عن الفائز بتغريده ثانية بعدها بساعات وكتب: “مبروك فزت بسؤال اليوم.. تواصلي معي”.
واستهبل تركي آل الشيخ على السعوديين بنشر سؤال “حفر اسمه في عقول شباب وشابات الوطن وكان قائدهم للعبور للمستقبل”.
وتابع في تزلف لولي العهد “يمتاز ببعد النظر والشجاعة والكرم والوفاء والتفكير خارج الصندوق .. من هو؟”.
فيما تفاعل آلاف السعوديين للإجابة على سؤال آل الشيخ.
وسرعان ما برز هاشتاغ محمد بن سلمان عقب طرحه السؤال الذي اختاره بعناية وهو مساء الخميس.
وكان رئيس هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية تركي آل شيخ قد أعلن عن مسابقة خلال شهر رمضان بجائزة يومية 20 ألف ريال.
والمسابقة عبارة عن سؤال وشروط الاشتراك بها هي الإجابة عنه مع اقتباس التغريدة ومتابعة الحساب بالإضافة إلى الهاشتاغ.
وتأتي هذه المسابقة في محاولة من آل الشيخ لتعزيز حسابه على موقع “تويتر” بوضع هذه الاشتراطات.
لكن يكشف حجم التفاعل مع التغريده الحال الذي وصل إليه المواطن السعودي بسبب حكم ابن سلمان.
وتحدثت تقارير أجنبية مؤخرا عن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشيها السعوديون.
ولفتت إلى أن ابن سلمان بذر الكثير من الأموال من أجل إظهار نجاح رؤيته.
وأكدت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية قبل أيام أن تحديات صعبة ومتاعب مالية تواجه ولي عهد السعودية للاستمرار في “رؤية 2030” التي أطلقها.
وذكرت الوكالة في تقرير لها أنه رغم أن السعودية حصّلت مكاسب مالية معتبرة قدّرت بنحو من 12 مليار دولار.
وأوضحت الوكالة ان السعودية حصلت على هذه المبالغ من خلال بيع حصص في خطوط أنابيب النفط.
إلا أن البلاد قد تواجه-بحسب بلومبيرغ- متاعب مالية نظرًا لعدم تمكنها من إقناع شركات استثمار عالمية لعقد شراكات.
وأشارت إلى الرياض كانت تنوي عقد شراكات أكبر مع “بلاك روك” شركة الاستثمارات الأميركية و”سوفت بنك” المصرف الاستثمارات الياباني.
ولفتت إلى ان هذه الشركات لم تستثمر أكثر من السعودية بالقدر الذي كانت تأمله الحكومة.
إذ يفضل الأجانب- وفق بلومبيرغ- أصول الطاقة الغنية بالعائدات على السياحة والترفيه.
وعلقت الباحثة المقيمة في معهد أميركان إنتربرايز بواشنطن في حديث مع الوكالة على الأوضاع في المملكة.
وقالت “ربما كان بإمكان قطاعي الترفيه والسياحة أن يتمتعا بعام أفضل من الاستثمار الأجنبي المباشر في 2020 لولا الوباء”.
لكنها استدركت: “على الرغم من ذلك” فإن المستثمرين سيكونون مهتمين بالقطاع الأكبر والأكثر ربحية”.
وأوضحت أنه لا يزال يمثل الكثير من النفط والطاقة.
ووفق الوكالة فإنه “يُظهر بيع حصة خطوط أنابيب النفط لشركة “غلوبال إينرجي” الأسبوع الماضي التحديات التي يواجهها ولي العهد”.
وذلك في تنويع اقتصاد البلاد ضمن مشروعه “رؤية 2030”.
وقدت بلومبيرغ ان المملكة استطاعت في عام 2020 جذب نحو 5.5 مليار دولار من صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.
أي ما يعادل نحو 1 في المائة من ناتجها الاقتصادي، وفقًا للبيانات التي جمعتها بلومبيرغ.
لكن هدف الحكومة هو الوصول لنسبة 5.7 في المائة بحلول عام 2030.
وأضافت “من هنا تم التفكير في العرض المغري لفتح أجزاء من شركة أرامكو، عملاق الطاقة المملوك للدولة للمستثمرين الخواص”.
واعتبر جيم كرين الزميل في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس في هيوستن أن “هذا هو أبرز مثال على أن بن سلمان ومستشاريه يحاولون إيجاد طرق جديدة لإخراج الأموال من أرامكو دون تعطيل قدرتها التشغيلية”.
وذكر أنه “في الوقت الحالي تحتاج المملكة إلى السيولة النقدية وأرامكو تسيطر على الحنفية”.
غير أن العديد من المستثمرين العالميين أقاموا علاقات أوثق مع السعودية خلال السنوات الأخيرة.
لكن معظمهم يعتبرونها مصدرًا لرأس المال، أكثر من كونها وجهة استثمارية.
واستعرضت الوكالة الأسباب متعددة وتتراوح من عدم اتساق النظام القانوني السعودي.
إضافة إلى الركود الاقتصادي الذي تعيشه وسط جائحة فيروس كورونا المستجد وتراجع أسعار المحروقات.
ولفتت بلومبيرغ كذلك إلى اعتقال وسجن عشرات من رجال الأعمال السعوديين في فندق ريتز كارلتون بالرياض عام 2017.
إضافة إلى قتل الكاتب المعارض جمال خاشقجي في العام التالي.
وأكدت ان هذه الأفعال لم تساعد على الدفع بعجلة الاقتصاد كما كان يرمي لها ولي العهد.
وقدرت حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية الذي بلغ ذروته عامي 2008 و2012 بمتوسط يزيد عن 26 مليار $.
وأوضحت أن الاستثمار كان وقتها مدفوعًا في الغالب بمصافي التكرير الكبيرة ومشاريع البتروكيماويات.
وهذه تم تطويرها مع شركاء أجانب في وقت كان متوسط سعر النفط فيه أكثر من 90 دولارًا للبرميل.
الأكثر أهمية ما أكدته بلومبيرغ أنه رغم إجراءات السعودية لتحرير الاقتصاد وفتح للاستثمار في صناعات جديدة.
إلا أن الاستثمار الأجنبي المباشر لم يأت بالطريقة التي كان مخططًا.
وأشارت إلى توقيع الرياض قبل أسبوع اتفاقات مثمرة مع شركات التطوير.
للمزيد| شاهد| تركي آل الشيخ يستهبل على السعوديين وهذه أهداف مسابقته
لمتابعة صفحتنا عبر فيسبوك اضغط من هنا
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=29745
التعليقات مغلقة.