عقب تصعيد الحوثيين.. السعودية تكثف مناوراتها البحرية المشتركة.. فهل تنجح بحماية نفسها؟

الرياض- خليج 24| عقب تصعيد مسلحو الحوثي في اليمن هجماتهم البحرية، أعلنت المملكة العربية السعودية بدء مناورة بحرية مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية في أسطولها الغربي.

وأوضحت السعودية أن المناورة ستستمر لمدة 10 أيام بهدف “ضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر”، بحسب إعلانها.

وشهدت مياه البحر الأحمر مؤخرا محاولات مكثفة من الحوثيين لتنفيذ هجمات بحرية.

وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن مناورة التمرين البحري الثنائي (المدافع الأزرق – 21) انطلقت.

وبينت أن المناورات تجري بين القوات البحرية السعودية ونظيرتها الأمريكية في الأسطول الغربي.

ونبهت إلى أنها تهدف ل”تعزيز العلاقات والتعاون العسكري ورفع مستوى الاستعداد القتالي”.

كما تهدف المناورات للجاهزية والإسهام في تطوير القدرات الأمنية بحماية وسلامة البحار والممرات المائية الإقليمية والدولية.

وذلك لضمان حرية الملاحة البحرية في البحر الأحمر، بحسب إعلان السعودية.

ومؤخرا، نفذت السعودية مناورات بحرية مشتركة عدة مع دول منها الولايات المتحدة والهند والسودان.

في حين كانت آخر هذه المناورات مع باكستان في 9 أكتوبر الجاري.

وأعلنت أنها كانت بهدف “تعزيز ودعم الاستراتيجية العسكرية للقوات البحرية بجميع مسارح عملياتها بالبحر الأحمر والخليج العربي وببحر العرب”.

ومؤخرا، كثف مسلحو جماعة الحوثي في اليمن من محاولتهم تنفيذ هجمات عبر البحر ضد السعودية.

وقبل أيام، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن “تدمير زورقين مفخخين يتبعان المليشيا الحوثية وإحباط تنفيذ عمليتي هجوم وشيك”.

وشدد التحالف الذي تقوده السعودية على “استمرار التهديد المليشيا لخطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر”.

وذكر أن “انتهاك مليشيا الحوثية لاتفاق ستوكهولم بإطلاق العمليات العدائية من محافظة الحديدة”.

ومؤخرا صعد الحوثيون من محاولاتهم شن هجمات بحرية ضد السعودية بواسطة زوارق مفخخة.

وقبل 10 أيام أعلن التحالف عن مهاجمته 3 زوارق مفخخة كانت يخطط الحوثيون لشن هجمات بواسطتها.

كما يعلن التحالف بشكل أسبوعي مؤخرا عن إحباطه هجمات ومحاولة تنفيذ هجمات للحوثيين عبر البحر.

أيضا يأتي التصعيد البحري للحوثيين، عقب إعلان السعودية تنفيذ مناورة عسكرية بعنوان “نسيم البحر 13″ مع باكستان.

وتشمل تنفيذ رماية بالذخيرة الحية والصواريخ وبمشاركة القوات الجوية السعودية لأول مرة.

ونفذت المناورة بمياه بحر العرب قبالة السواحل الباكستانية واستمرت 10 أيام.

و”شاركت القوات الجوية الملكية السعودية لأول مرة في سلسلة تمارين نسيم البحر”.

ومن وقت لآخر تشهد المنطقة حالة توتر، إذ تتهم واشنطن وعواصم خليجية، خاصة الرياض، طهران باستهداف سفن ومنشآت نفطية خليجية وتهديد الملاحة البحرية.

أيضا يأتي تصعيد الحوثيين عبر البحري عقب ما كشفه موقع “خليج 24” عن تطورات الجهود لإنهاء حرب اليمن.

وكانت مصادر مطلعة على جهود المبعوثين الأمريكي والأممي لملف حرب اليمن كشفت عن فشلهما في الوصول إلى تصورات مبدئية لإنهاء حرب اليمن وإنقاذ السعودية من المستنقع الذي وقعت به منذ 7 أعوام.

وأكدت المصادر لموقع “خليج 24” قبل أسابيع أنه في خضم الجهود المكثفة التي يبذلها المبعوثان فإنه لا إمكانية للوصول إلى حل قريب.

وأشارت إلى أن الحوثيون يتمسكون بمطالبهم وشروطهم في ظل التطورات المتلاحقة على الأرض في اليمن.

إضافة إلى أن الحوثيين يعتبرون أنفسهم “غير مستعجلين” لإنهاء الحرب بسبب التطورات الإقليمية والدولية.

وأكدت المصادر أن الحوثيين تشددوا أخيرا في مطالبهم وشروطهم عقب استجداء السعودية لإيران بالعمل لإنهاء حرب اليمن.

وكان مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني كشف قبل أسبوعين عن استجداء السعودية لإيران لإنقاذها من مستنقع الحرب.

لكن المصادر اتهمت الحوثيين بانتهاج سلوك عدواني وابتزازي مع السعودية.

كما اتهمت الحوثيين بأنهم غير جادين في السلام، ومستمرون في التصعيد العسكري واستهداف المدنيين والنازحين.

وذكرت المصادر أن المبعوثين الأمريكي والأممي فشلا في الوصول إلى مقاربة بين الحوثيين والسعودية.

وقبل شهرين تمكن الوساطة في الوصول إلى مسودة اتفاق بين الجانبين، لكن تطورات ميدانية وسياسية حالت دون استكمالها.

الأكثر أهمية- ما كشفته المصادر- بأن القيادة السعودية باتت في حيرة من أمرها في ملف اليمن.

ونبهت إلى أن توجيهات صدرت إلى السفارات في الخارج للضغط على الدول الغربية للسعي لإنقاذها من مستنقع اليمن.

في السياق، كشفت صحيفة أمريكية بارزة النقاب عن أن السعودية كانت ترغب في الحصول على دعم دبلوماسي وعسكري من أمريكا.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إن رغبة الرياض اصطدمت بإحباط من جميع الأطراف.

وأكدت أن ذلك دفع السعودية إلى استجداء جماعة أنصار الله “الحوثيين” للقبول بوقف إطلاق النار في اليمن، لكنه مطلب لم يلبه الحوثيون بعد.

بدوره، قال مركز الأبحاث الأمريكي ريسبونسبل ستيتكرافت إن السعودية وبعد 6 سنوات من الحرب في اليمن باتت تدرك أنها وقعت في مستنقع نتيجة “سوء تقدير”.

وأكد المركز في تقرير أن هناك أمل ضئيل في أن تهزم أي قوة داخل اليمن أو خارجه جماعة أنصار الله “الحوثيين” عسكريًا.

وشدد على أن السعودية تورطت في سوء التقدير منذ أن قررت إطلاق “عملية عاصفة الحزم” في مارس/آذار 2015.

وأكد المركز أن حكومات ومحللون قللوا من قدرات الحوثيين، رغم قتالهم لمنافسين مجهزين جيدًا طيلة عقدين من الزمن

وقال إنه “ما كان يفترض أن يكون نجاحًا سريعًا ضد عدو ضعيف وسيئ التجهيز، تحول إلى مستنقع منذ 6 سنوات”.

وأشار إلى أنه وبدلاً من هزيمة الحوثيين، دفعتهم حرب السعودية للتطور إلى قوة قتالية أكثر كفاءة وقدرة.

وأكد المركز أن الحرب تقترب من النهاية بسرعة.

وذكر أن هجمات الحوثيين تظهر أنهم يواصلون تطوير صواريخ وطائرات بدون طيار أكثر دقة وذات مدى أطول بدعم إيران.

وقالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إن الواقع على الأرض في اليمن يقول بأن استعداد السعودية الأخير للتفاوض على وقف إطلاق النار يعكس موقفهم الضعيف.

وأكدت الصحيفة واسعة الانتشار أن جماعة أنصار الله (الحوثيين) نجحوا في هزيمة الرياض.

واتهمت ولي عهد السعودية محمد بن سلمان بأنه سبب كل هزيمة تتكبدها المملكة خاصة في اليمن .

وكانت “فورين بوليسي” الأمريكية قالت إن ابن سلمان يرغب بالخروج من اليمن عقب سنوات من ترأسها لحرب مدمرة عليه.

وأكدت الصحيفة أن ولي العهد بات يدرك بأن الحرب “خاسرة”.

وتساءلت: “لكن كيف سيفعل ذلك ابن سلمان من دون الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب!؟”.

يذكر أن أكثر من 80 منظمة أمريكية رسالة إلى الرئيس الجديد جو بايدن حول الحرب المتواصلة على اليمن للعام السادس على التوالي.

لكن تطالب هذه المنظمات بايدين بإعطاء الأولوية لرغبته المعلنة بإنهاء الدعم الأمريكي للحرب الكارثية التي تقودها السعودية على اليمن.

ودعت المنظمات بايدن لتحديد الإجراءات التي يتوجب القيام بها من خلال السلطات التنفيذية والكونغرس لوقف الحرب على اليمن.

وأوضح موقع “كود بينك” الذي نشر نص الرسالة أن بايدن سيواجه معارضة من أولئك الذين يريدون إبقاء الولايات المتحدة متورطة بالحرب.

وأضاف أنه لهذا السبب من المهم للغاية إظهار أن هناك جمهورًا واسعًا يطالب بإنهاء المشاركة في هذه الحرب الكارثية.

وأكدت المنظمات أنها تشعر بالقلق إزاء الأزمة الخطيرة بصنعاء.

الأكثر أهمية – كما تراه- إنهاء المشاركة الأمريكية بهذه الحرب بشكل عاجل.

لذلك سيؤدي قرار كهذا إلى وقف الحرب المستمرة منذ أكثر من 6 أعوام، كما شددت المنظمات الأمريكية.

وقدر تقرير صادر عن منظمة إنقاذ الطفولة لعام 2018 أن 85 ألف طفل يمني قد ماتوا جوعًا.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.