استهدفت ضربات أمريكية منازل قادة جماعة أنصار الله “الحوثيين” في صنعاء وقتلت وأصابت 18 شخصاً في وقت قال الرئيس دونالد ترامب إن واشنطن ستُحمّل الجماعة “المسؤولية الكاملة” عن الهجمات التي شنّوها ضد السفن التجارية، في إطار الصراع المستمر منذ سنوات في اليمن.
وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال كشف أشخاص مطّلعون على الوضع أن من بين المواقع التي استهدفتها الغارات، منازل قادة الحوثيين المقيمين في العاصمة صنعاء.
ووفقًا لتقارير محلية، وقعت انفجارات يوم السبت في محيط العاصمة صنعاء. وأفاد مسؤول في وزارة الصحة التابعة للحوثيين أن ما لا يقل عن تسعة أشخاص قُتلوا، وأُصيب تسعة آخرون جراء الضربات. وقال متحدث باسم الوزارة عبر منصة “إكس”: “ندين بشدة جريمة استهداف المدنيين والمواقع المدنية، ونعتبرها جريمة حرب كاملة”.
ووصفت مصادر عسكرية أميركية الضربات التي نُفذت بأنها بداية لحملة طويلة الأمد تستهدف جماعة الحوثيين المسلحة. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس. ترومان” تقود حالياً العمليات العسكرية الأميركية في المنطقة.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية، المسؤولة عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، عبر “إكس”، أن العملية شملت “ضربات دقيقة استهدفت مواقع للحوثيين المدعومين من إيران في أنحاء اليمن، بهدف الدفاع عن المصالح الأميركية، وردع الأعداء، واستعادة حرية الملاحة”.
وكان الحوثيون قد بدأوا باستهداف السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر والمياه القريبة منه بعد الهجوم الذي قادته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، زاعمين أن عملياتهم تأتي دعماً للفلسطينيين. وقد أوقف الحوثيون هذه الهجمات في يناير الماضي بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس.
لكن في الأسابيع الأخيرة، تهدد الخلافات حول كيفية الانتقال للمرحلة التالية من وقف إطلاق النار بانهيار الاتفاق الهش. وجاءت العملية العسكرية الأميركية يوم السبت بعد إعلان الحوثيين، في وقت سابق من هذا الأسبوع، نيتهم استئناف الهجمات على السفن الإسرائيلية بسبب عدم استئناف تل أبيب إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وكتب محمد البخيتي، القيادي البارز والناطق باسم الحوثيين، على “إكس” بعد الضربات الأميركية: “الكيان الإسرائيلي لم يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار”، مضيفًا أن “التدخل الأميركي سيقابل برد”.
وأكد الرئيس ترامب أنه أمر بتنفيذ ضربات “حاسمة وقوية” على الحوثيين بعد إعلانهم عزمهم استئناف الهجمات على السفن العابرة للبحر الأحمر.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، لم تعد شركات الشحن الكبرى تثق بأن السفن تستطيع العبور بأمان عبر البحر الأحمر، إذ أعلنت عدة شركات في يناير الماضي أنها لن تعود إلى هذا الممر البحري الحيوي.
ورغم أن الحوثيين لم يستأنفوا الهجمات على السفن حتى الآن، إلا أنهم زعموا الأسبوع الماضي إسقاط طائرة أميركية من طراز MQ-9 Reaper كانت تحلق فوق البحر الأحمر، ما زاد من حدة التصعيد، ودفع الولايات المتحدة إلى شن الهجوم الأخير، بحسب مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية.
وأضاف المسؤولون أن قادة الجيش الأميركي التقوا مع ترامب هذا الأسبوع لمناقشة الخيارات العسكرية المتاحة.
وقال نوام رايدان، الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، والذي يتابع هجمات الحوثيين منذ بدايتها: “الحوثيون كانوا يستفزون للرد العسكري، وقد اصطفوا إلى جانب جماعات مثل حماس وحزب الله”. وأضاف: “هجماتهم لا تهدد دولة واحدة فقط، بل التجارة العالمية بأسرها”.
وكان الحوثيون قد بدأوا مهاجمة السفن، بما فيها السفن غير المرتبطة بإسرائيل، في نوفمبر 2023، مما أدى إلى تعطيل كبير في استخدام أحد أهم الممرات الملاحية التجارية في العالم.
وكانت آخر مرة هاجم فيها الحوثيون سفنًا تجارية تحمل العلم الأميركي في ديسمبر الماضي، حيث استهدفت إحدى السفن في البحر الأحمر وأخرى في خليج عدن. كما شهد ذلك الشهر آخر هجوم أميركي معلن ضد أهداف للحوثيين.
أما الحملة العسكرية السابقة بقيادة الولايات المتحدة، خلال إدارة الرئيس بايدن، فقد شملت أكثر من 200 غارة، وهدفت إلى إعادة فتح طرق الملاحة البحرية من خلال إضعاف الحوثيين.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70917