لندن – خليج 24| أظهرت طلبات “حرية تداول المعلومات” أن تمويل بريطانيا إلى السعودية والبحرين تضاعف في 2022 عبر صندوق 70 مليون جنيه إسترليني، رغم انتقادات نواب لاذعة لافتقار معاملاته إلى الشفافية.
ورفع تمويل “صندوق الخليج الاستراتيجي” إلى السعودية من 813605 جنيه إسترليني إلى 1.8 مليون جنيه إسترليني.
وقال مكتب الشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية (FCDO) إنه زاد من 710.028 جنيه إسترليني إلى 1.8 مليون جنيه إسترليني للبحرين، في 2021-2022.
ولم يكشف عن سبب مضاعفة التمويل أو المجالات المنفقة فيها، رغم أن الدولتين الخليجيتين تعتبران حليفتين مقربتين من المملكة المتحدة.
لكن تواجهان انتقادات متزايدة إثر سجله السعودية والبحرين المروع ضد حقوق الإنسان والقمع الذي تتعامل به الأنظمة مع حرية الرأي والتعبير.
وقال مكتب الشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية لموقع “ميدل آيست آي”: “تعمل المملكة المتحدة مع شركاء بأنحاء العالم لتحسين سجلهم الحقوقي بما فيها الخليج”.
وأضاف: “يخضع أي تعاون عبر صندوق الخليج الاستراتيجي لتقييم دقيق للمخاطر لضمان أن جميع الأعمال تفي بالتزاماتنا وقيمنا الحقوقية”.
لكن برندان أوهارا، النائب عن الحزب الوطني الأسكتلندي قال إنه “اندهش من زيادة التمويل للدولتين، نظرًا للمخاوف السابقة التي أثارتها مجموعته حول استخدام الأموال بانتهاكات حقوق الإنسان”.
وكرر أوهارا دعوته لتعليق عمل الصندوق، مشيراً أن اللجنة المختارة يجب أن تجري تحقيقا في نشاطات الصندوق بصورة عاجلة.
وأضاف: “حقيقة أن لندن اختارت إنفاق ملايين الجنيهات الإضافية من أموال دافعي الضرائب على مشاريع في الخليج خلال أزمة غلاء المعيشة أمر غير منطقي”.
وذكر أنه سيثر برسالة لوزير الخارجية مخاوفه بشأن زيادة التمويل، وللمطالبة بتفصيل أين وإلى من تم تخصيص هذه الأموال.”
واجه صندوق الخليج الاستراتيجي، الذي يدعم مشاريع في 6 دول خليجية، انتقادات وتساؤلات من نواب حثوا الحكومة على تقديم تفاصيل حوله ودعوا لتعليقه.
فيما قالت صحيفة “سيتي أ م” التجارية الإنجليزية إن السعودية بلد استبدادي يسجن الحقوقيين والمعارضين لفترات طويلة ويعدم فيه المتهمين بأعداد كبيرة بأوامر ولي العهد محمد بن سلمان.
وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أقام َعلاقة ودودة مع ابن سلمان، تعكس الشراكة التجارية المربحة للندن مع الرياض.
وبينت أن مبيعات الأسلحة البريطانيَة إلى السعودية المستخدمة بحرب اليمن منذ 2015 بلغ إجماليها 20 مليار جنيه إسترليني.
وأشارت إلى أن المملكة المتحدة تلقت في المقابل استثمارات أجنبية ثمينة تمثل وصمة عار أخلاقية لا تمحى.
ووصف الصحيفة الشراكة بين السعودية والمملكة المتحدة بأنها مثيرة للاشمئزاز.
ومع تفاقم أزمة الطاقة واقتراب فصل الشتاء القارس والبارد بأوروبا باتت السعودية أكبر مصدر للنفط الخام، صديقة أكثر فائدة من أي وقت مضى.
وأكدت الصحيفة أن تحالف لندن فقط مع الدول التي نتفق معها بجميع الأمور سيكون أمرًا غير عملي وسخيف.
ونبهت أن الاعتقاد بإفلات لندن من إمدادها بأسلحة تعزز ابن سلمان دون عواقب تتجاوز تخصيبنا، قد يثبت أنه خطأ آخر.
ودعت لضرورة إعادة رئيس الوزراء الجديد تقييم علاقتهم مع السعودية بهدوء.
وختمت: “قد يكون إدارة ظهورنا للبلد بمثابة إيذاء للذات لكن هناك مجال بحقوق الإنسان واليمن لنصبح شريكًا أكثر تطلبًا مما نحن عليه الآن”.
كما انتقدت صحيفة “ميرور” البريطانية زيارة جونسون للسعودية، للقاء ابن سلمان.
ووصفت الصحيفة الشهيرة عبر غلافها لقاء جونسون بابن سلمان بأنها – صفقة مع شيطان آخر.
وقالت إن بوريس يتوجه إلى السعودية لمطالبة النظام السعودي الوحشي بزيادة إنتاج النفط.
وأشارت “ميرور” إلى أن ذلك لأن أزمة الطاقة تغذي فضائع الرئيس الأمريكي فلاديمير بوتين في أوكرانيا.
وسيطلب بوريس من السعودية إدانة العدوان الروسي على أوكرانيا خلال محادثات بوقت لاحق هذا الأسبوع.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ردا على إذا ما كان “جونسون” سيطلب إدانة تصرفات الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” بأوكرانيا: “بالتأكيد”.
وأضاف: “نريد قطعا توسيع التحالف المناهض لأفعال بوتين”.
وتعرضت كييف هدفا لضربات روسية مكثفة مع اشتداد القتال بضواحي العاصمة المحاطة بالكامل من القوات الروسية.
وفرض حظر تجوّل في كييف لمدة 36 ساعة اعتبارًا من مساء الثلاثاء.
جونسون يضغط على بن سلمان
وفرضت أمريكا عقوبات جديدة على روسيا تستهدف 15 فردا وكيانا واحدا وعقوبات إضافية على رئيس بيلاروس وعلى قريب له.
وردت موسكو بعقوبات على الرئيس الأمريكي “جو بايدن” ووزير خارجيته “بلينكن”، وكبار مستشاريه.
وكشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن السعودية لم تصدر أي بيان يتعلق بإدانة غزو روسيا لأوكرانيا.
وعزت الصحيفة ذلك لأن الرئيس فلاديمير بوتين أول من احتضن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان بعد أن أصبح منبوذًا لدوره لاغتيال جمال خاشقجي.
وقالت إن السعودية تتشارك مع روسيا قرارات منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك+”.
السعودية تدين غزو روسيا
وأشارت إلى أن السعودية والإمارات سارتا إلى جانب أمريكا على مدى العقود الماضية.
لكن -وبحسب الصحيفة- فإن موقفهما الأخير من الصراع الروسي الأوكراني يبرز كيف ينتهجان سياسات خارجية تتقارب مع خصوم واشنطن -موسكو وبكين-“.
وكشفت مصادر سعودية مطلعة عن أن ابن سلمان أمر بدعم غزو روسيا العسكري على أوكرانيا، والمستمر منذ 4 أيام.
وقالت المصادر لموقع “خليج 24” إن ولي العهد استدعى وزير الإعلام ورئيس الاستخبارات العامة وطلب منهم تأييد الحملة على روسيا.
وأشارت إلى أن ابن سلمان ينظر إلى الصراع الدائر حاليا على أعتاب كييف بأنه “مصلحة تامة” له، ومستفيدة على عدة أصعدة أبرزها النفط.
بن سلمان غزو روسيا
وأوضحت المصادر أنه أكد لمستشاريه أن آثار الغزو الروسي لن يكون له آثار ممتدة على المنطقة، وسيحقق مكاسب وأرباح عالية.
وذكرت أن ابن سلمان يريد استغلال هذه الأزمة من أجل كسر شوكة الرئيس الأمريكي جو بايدن ودفعه للقاء مشترك بينهما.
وطلب الأمير المتهور من المسؤولين – منع أي كلمة تهاجم الغزو الروسي لأوكرانيا- وتوعد بفرض عقوبات قاسية على المخالفين.
الحرب الاوكرانية الروسية
ووجه إلى ضرورة توفير مساحات واسعة على شاشات التلفزة والصحف السعودية دعما للخطوة الروسية، التي وصفها بأنها “شجاعة”.
في سياق آخر، حاولت السعودية طمأنة مواطنيها بشأن إمدادات ومخزونات السلع الغذائية لديها ومدى توفرها إثر تفاقم الأزمة الروسية الأوكرانية.
وقال وزير البيئة والمياه والزراعة عبدالرحمن الفضلي إن الرياض عززت مخزونات السلع الغذائية الأساسية لحفظ استقرار المعروض.
المخزون الغذائي في السعودية
وأكد أن سلاسل إمداد السلع الزراعية والحيوانية والغذائية آمنة وموثوقة ومستمرة في حجم الإنتاج المحلي لعديد السلع الأساسية.
وأشار الفضلي إلى تحقيق نسب اكتفاء مرتفعة للعديد منها وتعدد مناشئ الاستيراد عالميًا لسلع تستورد منها.
وقال: “الأمر المستبعد حدوث أي ندرة في المعروض نتيجة للأزمة”.
اسعار المواد الغذائية في السعودية
وذكر الفضلي أن لجنة وفرة الغذاء انعقدت بشكل مستمر لرصد وفرة المعروض من السلع الغذائية، ومتابعة سلاسل الإمداد العالمية والمحلية.
وبين أن المخزونات المحلية من السلع الغذائية الأساسية متوفرة ومنها (القمح، والأرز، والسكر، وزيوت الطعام، ولحوم الدواجن، واللحوم الحمراء، والأسماك).
وكذلك البيض، والحليب ومشتقاته، والخضروات والفواكه، والتمور، والشعير، والذرة الصفراء، وفول الصويا، والأعلاف الخضراء.
وأوضح الوزير السعودي أن “جميعها عند المستويات الآمنة، وأنه لا مخاوف من حدوث أي نقص بالكميات المعروضة”.
ويستمر الجيش الروسي منذ فبراير المنصرم هجومه العسكري على الأراضي الأوكرانية.
إذ تدور معارك عنيفة في كييف التي تتعرض لقصف صاروخي واسع.
وطلب الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” من الجيش الأوكراني الاستيلاء على السلطة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=51161
التعليقات مغلقة.