صراع سوريا الداخلي يعقد جهود واشنطن لتخفيف علاقات الأسد مع إيران

كانت إدارة بايدن وحلفاؤها العرب في دول الخليج قبل التصعيد المفاجئ للحرب الأهلية السورية الأسبوع الماضي، تعمل بشكل هادئ على استكشاف إمكانية التوصل إلى اتفاق مع دمشق.

وكان الهدف هو وقف تدفق الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله في لبنان مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية على النظام السوري، وفقًا لمصادر مطلعة على المفاوضات.

وجرت هذه المحادثات عبر قنوات خلفية بالتنسيق مع دول خليجية معتدلة، لكنها تعرضت لانتكاسة كبيرة بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته المعارضة السورية، وسيطرتها على مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في البلاد.

وكان الهجوم بمثابة مؤشر على التحولات السريعة التي يشهدها الشرق الأوسط، بعد الهجمات الإسرائيلية على حزب الله وحماس ووكلاء إيران الآخرين.

وقد أعرب مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، عن قلق واشنطن من تصاعد نشاط المعارضة السورية، خاصةً أن أبرز فصائلها، “هيئة تحرير الشام”، هي مجموعة منبثقة عن تنظيم القاعدة، ومع ذلك، أكد سوليفان أن الولايات المتحدة “لا تبكي” على الضغوط التي تواجهها حكومة الأسد المدعومة من روسيا وإيران وحزب الله.

وفي الوقت نفسه، شجعت دول عربية معتدلة سوريا على الابتعاد عن إيران، في ظل التغيرات التي حدثت بعد هزيمة حزب الله في لبنان.

وكانت الخطة تقوم على فرضية أن الأسد قد يكون مستعدًا للحد من علاقاته مع طهران إذا تم تخفيف العقوبات الأمريكية، وكان من بين المقترحات طرد حزب الله من سوريا أو على الأقل وقف تدفق الأسلحة الإيرانية إليه.

وفي سياق متصل، شنّت المعارضة السورية هجومًا أطلقت عليه اسم “ردع العدوان”، مستفيدة من زيادة القصف السوري على مواقعها في إدلب، وسرعان ما انهار الجيش السوري أمام الهجوم الذي امتد إلى حلب.

وتوقع عدد من المصادر العربية أن الأسد كان في موسكو، في ذلك الوقت، للتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن هذه الصفقة عندما وقع الهجوم.

وكان الاتفاق الذي كان قيد النقاش يهدف إلى منع شحن الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله، وكان سيعزز وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحزب الله، ومن دون دعم الأسلحة الإيرانية، كانت تهديدات حزب الله لإسرائيل والجيش اللبناني ستصبح أقل خطرًا.

ومع تزايد حدة الصراع في سوريا، بات من الواضح أن الأسد أصبح أكثر اعتمادًا على إيران، ووفي الوقت الذي يخوض فيه معركة دموية لاستعادة السيطرة على حلب، يظل الشرق الأوسط ساحة للتوترات المستمرة، حيث يبدو أن نهاية كل حرب تفتح الطريق لبداية صراع جديد.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.