صراع الإمارات والسعودية على السودان يصل ل”كسر عظم”.. أيام حساسة وحاسمة بانتظاره

الخرطوم- خليج 24| دخلت مرحلة الصراع بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة للسيطرة على دولة السودان مرحلة كسر عظم.

وتنتظر السودان أيام حساسة وحاسمة مع نزول فريقي السعودية والإمارات إلى الشارع ووصول الخلاف بينهما إلى مرحلة التحدي.

في حين، يدعو كل منهما يدعو لمطلب معاكس للآخر وذلك بتحريض من السعودية والإمارات لكل منهما.

ويرى البعض أن الحكومة العسكرية هي المخرج لما تواجهه البلاد من أزمات.

فيما يرى آخرون أن السلطة يجب أن تكون مدنية.

بدورها، جددت قوى إعلان الحرية والتغيير في البلاد دعمها لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك وحذرت من “انقلاب زاحف”.

وجاء ذلك في مؤتمر صحفي حاول فيه متظاهرون داعمون للجيش تعطيله يوم أمس.

وتأتي التطورات وتصاعد صراع السعودية والإمارات على السودان بالوقت الذي تشهد فيه الخرطوم تحركات دبلوماسية حثيثة.

والتقى المبعوث الأميركي لمنطقة القرن الإفريقي، جيفري فيلتمان، السبت مسؤولين سودانيين.

الأكثر أهمية، التحذيرات من خروج الأمور عن السيطرة في ظل “حالة الاستقطاب السياسي الحاد”.

ويحاول طرفا السعودية والإمارات استمالة الشارع السوداني لتحقيق مصالحهما.

وتصاعدت المخاوف من “انعطاف الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية بالبلاد إلى ما لا يحمد عقباه في الوضع السياسي الراهن”.

وقبل شهر، قال التليفزيون الرسمي السوداني صباح إن مجموعة انقلابية تسعى إلى السيطرة على الأوضاع في الخرطوم، كمحاولة انقلابية في البلاد.

وكشفت مصادر سودانية لموقع “خليج 24” أن الإمارات والسعودية تقفان خلف المحاولة الإنقلابية.

ودعا عضو مجلس السيادة السوداني محمد الفكي سليمان جميع السودانيين للدفاع عن السودان.

وكتب عبر حسابه بموقع “فيسبوك”: “هبوا للدفاع عن السعودية وحماية الانتقال”.

إلا أنه عاد وغرد مجددًا وقال إن ” الأمور تحت السيطرة والثورة منتصرة”

يذكر أن القوات المسلحة السودانية نفت ما يتردد عدم صحة بشأن “محاولة انقلابية”.

وقالت: “تناقلت وسائط أخبارا مفبركة مفادها أن القوات المسلحة رصدت محاولة انقلابية أشارت فيها لضلوع جهات باستخدام عناصرنا”.

وتحاول دولة الإمارات العربية المتحدة مجددا العبث في الساحة الداخلية في السودان والعمل على زيادة بعثرة أوراق البلاد التي تعيش أزمة كبيرة.

وأعلن نائب رئيس مجلس السيادة بالسودان محمد حمدان دقلو “حميدتي” عن نية الإمارات تنفيذ مشروع كبير في البلاد.

وذكر “حميدتي” أن هذا المشروع من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وفق ما أعلن.

كما رحب بوفد دولة الإمارات برئاسة محمد حاجي الخوري المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.

من جانبه، علق المفكر السوداني عثمان تاج السر على إعلان حميدتي عبر حسابه على موقع “تويتر” قائلا

“لم يسبق أن أفصح أحد بارتهانه للخارج كما يفعل #حميدتي وما حديثه عن دعم #الامارات إلا غطاء لتقويض الحكومة و تقوية الميليشيا”.

وأضاف “السؤال ما هو المقابل الذي يقدمه حميدتي خارج مؤسسات الحكومة؟ هنا مربط الفرس”.

والأسبوع الماضي، اتهم مسؤول بارز في السودان دولة الإمارات باستغلال بلاده بهدف تصفية حسابات في الإقليم.

وكشف عضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان محمد الفكي سليمان عن منصات خارجية تديرها 3 دول تستغل البلاد لتصفية حسابات.

وأكد المسؤول البارز في السودان أن هذه الدول بينها الإمارات تدير المنصات الخارجية لاستغلال بلاده في تصفية حسابات في الإقليم.

لذلك شدد على “ضرورة إدارة نقاشات شفافة ومعرفة من يستغل البلاد لتصفية أجندة سياسية محددة”.

وفي يونيو الماضي، اعتقلت الأجهزة الأمنية في السودان خلايا إرهابية تابعة لدولة الإمارات، وفق ما أعلنته مصادر سودانية وإماراتية متطابقة.

وذكرت المصادر لموقع “إمارات ليكس” أن الخلايا تضم 12 شخصا يتبعون لتنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” ينقسمون لمجموعتين.

وبينت أن أبو ظبي تحركت فورًا عبر طلب رسمي صدر عن النائب العام للسودان لتسليمهم عناصر الخلايا الموقوفين.

وأوضحت المصادر أن التحرك خشية كشف تفاصيل تمويل وتوجيه أبو ظبي للخلايا الإرهابية المعتقلة وإعلانها على الملأ.

لكن الصحف السودانية نشرت خبرًا مفاده أن بتوقيف 9 إرهابيين في الخرطوم.

وذكرت أن أعضاء الخلية ينتمون لتنظيم القاعدة من جنسيات مختلفة.

وبينت الصحف أن وكيل النيابة في السودان كشف أنهم أوقفوا الإرهابيين بالتعاون مع الأجهزة المختصة.

وأوضحت أن منهم حملة جوازات سورية من أصل تونسي وتشادين أحدهما متهم بالتخطيط للهجوم على سياح سوسة بتونس.

لكن قال وكيل النيابة إنهم تلقوا طلبا من النائب العام الإماراتي لتسليمهم متهمين يتبعون لتنظيم القاعدة، وفق الصحف.

بينما قال قيادي رفيع بدائرة مكافحة الإرهاب بهيئة المخابرات المضادة بجهاز المخابرات العامة السودانية إن الخلايا عبارة عن مجموعتين تتحركان بشكل منفصل.

وأكد أن المجموعتين تتبعان لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتضم الأولى (6) عناصر والثانية تضم (6) عناصر متنوعة.

وأوضح القيادي أن الخلية الأولى جميع الأعضاء فيها يمنيين دخلوا السودان كسياح على مجموعتين متفرقتين.

وقال إنه لا تتوفر معلومات حول أسباب طلب الامارات تسليمها بعض العناصر وسط شبهات قوية بارتباط أبوظبي بهم.

لكن أكد القيادي تحويل الملف للنيابة لابتداء إجراءات قانونية في مواجهتهم وصولاً لمحاكمتهم إذا لم تصدر تعليمات أخرى بتسليمهم لدول تطلبهم.

وأشارت إلى أنهم معتقلون بطرف المخابرات العامة.

وبعث سفير الإمارات في الخرطوم حمد محمد حميد الجنيبي طلبا عاجلا إلى أبوظبي بإنهاء فترته ونقله.

وقال مصدر إماراتي إن الجنيبي طلب من دولته إنهاء فترة عمله ونقله من السودان.

وأشار إلى أنه استلم مهامه بمايو 2015 ويعمل سفيرًا غير مقيم لبلاده لدى دولة تشاد.

لكن سبق له العمل في الخرطوم كنائب لرئيس البعثة (2001-2003).

وأكد المصدر وجود علاقة غير معروفة تربطه بدعم الخلايا الإرهابية المعتقلة وتسهيل دخولها ومهمتها للسودان.

لكن رجح أن السفير الإماراتي يحاول الخروج قبل إثبات عليه أي تهمة بهدف عدم إلغاء الحصانة الدبلوماسية أو طرده.

وأفاد المسؤول بأن 3 من اليمنيين المعتقلين ضمن عناصر الخلايا من مدينة (المكلا) التي يسيطر عليها الإماراتيون.

وذكر أن اثنين من المعتقلين عملا بدبي لـ4 سنوات ولهما ارتباط وثيق بالسلطات الإماراتية التي جندتهما للعمل الخارجي خدمة لمؤامراتها.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.