باريس – خليج 24| قالت صحيفة “فرانس أواست” الفرنسية إن الحملة المغرضة التي تشنها وسائل إعلام غربية ضد دولة قطر لاستضافتها كأس العالم 2022 مبالغ فيها بقصد مهاجمتها.
وأكد الصحيفة في تقرير أن الحملة جاءت دون مبررات واضحة وفيها كم كبير من المبالغة والإجحاف في حق الدوحة.
وذكرت أن تكييف الهواء بالملاعب كخطر بيئي، ما لم يُقَل عنها أن كهرباء ملاعب قطر الثمانية وفرت من محطة الطاقة الشمسية الخرسعة (800 ميغاوات).
وأشارت إلى أن “سيسمح لـ قطر لتكون أول دولة منظمة قادرة على تطبيق مبدأ الحياد الكربوني في كأس العالم”.
وبينت الصحيفة أن رقم6500 حالة وفاة بمواقع بناء ملاعب كأس العالم مجرد إسقاط إحصائي، وهو تقدير سيئ إلى حد ما.
وقالت إنه وفي الواقع، يبدو أن الرقم يغطي فترة 10 سنوات وسيتعلق بجميع مواقع البناء السابقة والحالية وليس هذا فقط بالملاعب التي تمثل 2 ٪ فقط من إجمالي مواقع البناء!”.
ونبهت إلى أن منظمة العمل الدولية نفسها لا تؤكد الرقم، فهي تذكر عددًا من وفيات المهاجرين في قطر يبلغ 2000 سنويًا.
لكن لا تعرف كيفية تحديد السبب، ولا عدد الوفيات في مواقع البناء.
على سبيل المقارنة، يقع حادث في فرنسا كل دقيقتين بمواقع البناء: 88360 حادثًا بقطاع البناء عام 2019.
في 5 سنوات، مات أكثر من 1000 شخص في مواقع البناء في فرنسا.
وأكدت أنه من غير المنصف أن تتحدث عن حقوق العمال في قطر، دون ذكر الإصلاحات المهمة لقطر بتحديد الحد الأدنى للأجور وإلغاء الكفالة.
وقال التقرير: “أولئك الذين يدققون ويبحثون في قطر بنظاراتهم المكبرة المشوهة عن حقوق العمال، ما رأيهم في ظروف العمل المخزية في فرنسا”.
وأضاف: “يعاني منها عشرات الآلاف من العمال الأجانب غير المسجلين بظل صمت وتواطؤ مع كبار رؤساء صناعة البناء أو الخدمات؟”.
وختم: “التنديد مهم.. نعم عندما يقتضي الأمر والحقائق لا جدال فيها”.
لكن “الإساءة باستخدام الحقيقة لغرض وحيد هو نقد الحدث الدولي أمر لا يطاق”.
وقال المدير العام لمنظمة العمل الدولية جيلبرت هونجبو إن دولة قطر “ضحية” المعايير المزدوجة في الحملة الإعلامية الغربية الذي تصاعدت قبيل استضافتها لكأس العالم 2022.
وأكد هونجبو لوكالة الصحافة الفرنسية أن الدوحة أحرزت تقدمًا كبيرًا في ملف الإصلاحات العمالية السنوات الماضية ما يعتبر دافعا للاقتداء بها من الدول الأخرى.
وأثنى على التطور الكبير الذي أحرزته قطر بقطاع وبيئة العمل، ويمكن استخلاص عديد دروس إصلاحات العمل للبلدان الأخرى.
وأشار إلى “العمليات مع منظمة العمل الدولية”.
وأكد هونجبو أهمية المضي قدما بتنفيذ الإصلاحات ضمن أولويات حددتها منظمته.
وبين أن الاستثمار المستمر في جمع البيانات وتحليلها سيسهل رصد التغييرات وتحديد الثغرات ودعم التحسين المستمر.
ونبه إلى استعداد منظمته للعمل مع الحكومات والعمال وأصحاب العمل وأي شركاء آخرين في قطر، وفي جميع البلدان لمساعدتنا لتحقيق الهدف.
ويزور هونجبو دولة قطر منذ يومين، ويناقش مع مسؤولين، التقدم المحرز والخطوات المستقبلية بشأن التعاون الفني بين دولة قطر ومنظمة العمل الدولية.
وبين أن برنامج التعاون التقني الموقع بين المنظمة وقطر منذ عام 2017 قاد لحزمة واسعة من الإصلاحات العمالية.
وأشار إلى أن من ضمنها تغييرات طرأت على نظام “الكفالة” تعفي العمال من ضرورة الحصول على إذن صاحب العمل لتغيير وظائفهم أو مغادرة البلاد.
وذكر أنها تضمنت إصلاحات أخرى اعتماد حد أدنى للأجور لجميع العمال، ومنصة عبر الإنترنت للشكاوى العمالية، ومحاكم عمالية.
وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن قطر تتصدر دول مجلس التعاون الخليجي في مجال حقوق الإنسان.
وأكد بوريل خلال كلمة له أمام البرلمان الأوروبي إن الدوحة بات رصيدها متقدمًا على نحو ملحوظ بمجال حقوق العمال على مدى سنوات مضب.
وأثنى على إصلاحات وتشريعات قطر كأول دولة خليجية تلغي نظام الكفالة، وتبنت قانونًا جديدًا يضع حدًا أدنى غير تمييزي لأجور العاملين”.
وبين المسؤول الأوروبي أن قطر تتبوأ الصدارة بشأن ضمان رقابة صارمة على مشاريع البنية التحتية لبطولة كأس العالم 2022، وعديد المشاريع الأخرى.
وذكر أن “تنظيم قطر لكأس العالم 2022 سرع وتيرة إصلاح نظام العمل لديها”.
ودعا بوريل إلى “ضرورة الاستمرار في تشجيعها؛ لتحقيق مزيد من التقدم المرتبط بهذا المجال”.
وشدد على استعداد الاتحاد لدعم ومساعدة قطر بمجال حقوق الإنسان التي كانت دائمًا منفتحة ومرحِّبة بالتعاون بهذا المضمار.
ووصفت رئيسة اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي ماريا أرينا خطوات الدوحة على صعيد تصويب أوضاع العمالة لديها بأنها ملموسة ومتقدمة.
وذكرت أرينا في بيان أن عديد منظمات حقوق الإنسان تحدثت عن تصويب أوضاع العمالة لدى الدوحة خلال السنوات القليلة الماضية.
وأشارت إلى أن ذلك شمل مشاريع بناء وتجهيز منشآت بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
وعرجت أرينا بحديثها على بترحيب منظمة العمل الدولية بتقدم قطر بملف التشريعات العمالية رغم وجود تحديات.
وبينت أن قطر حققت خطوات ملموسة ونفذت مبادرات بقطاع العمل لاقت إشادة المنظمات الدولية.
وخاصة إلغاء نظام الكفالة ومنح الحرية للعمال بتغيير جهة العمل.
فيما قالت منظمة العمل الدولية إن دولة قطر سنت سلسلة تشريعات وقوانين وأنظمة لتحسين بيئة العمل.
كان أفضلها مؤخرا بإلغاء نظام الكفالة، وتغيير جهة العمل لـ350 ألف عامل.
وذكر رئيس مكتب المنظمة في الدوحة ماكس تونيون أن إصلاحات قطر العمالية المعتمدة أكثر من عظيمة.
وأشار إلى أن 86 بالمئة من العمال أكدوا وفقاً لاستبيان بحثي، أن الإصلاحات العمالية عادت بأثر إيجابي على حياتهم.
وذكر أن 98% من العمال داخل قطر وخارجها أشادوا بإصلاحات تطوير البيئة التشريعية، وتحديثات قوانين بيئة العمل وقرارات وزارتها وآليات التنفيذ.
وأظهر استطلاع أجرته المنظمة بتقرير سلط الضوء على أهم الإنجازات والإصلاحات العمالية، مع العمال تأكيدهم تلقي رواتبهم في الوقت المحدد.
وبين التقرير أن 86% منهم أكدوا أن إصلاحات العمل في قطر أثرت إيجابيا عليهم، وأن 98% تلقوا رواتبهم بموعدها.
وأشار إلى أن 280 ألف عامل زادت أجورهم الأساسية تنفيذا للحد الأدنى للأجور غير التمييزي.
وبلغت الشركات المسجلة في نظام حماية الأجور 67128 شركة لنهاية أغسطس 2022، مع إجراء 23384 زيارة تفتيشية لمواقع العمل وسكنهم.
وأشاد التقرير بتجربة الحوار والتعاون أثناء التحضير لكأس العالم مع وزارة العمل والفيفا واتحادات كرة القدم.
وأثنى على إنشاء نظام وطني للإبلاغ عن الحوادث والإصابات سيعمل بكامل طاقته منتصف العام المقبل.
وأكد التقرير الشراكة القوية بين وزارة العمل ومنظمة العمل الدولية والنقابات والاتحادات العمالية الدولية.
وأثنى على تطوير برنامج التعاون التقني بين المنظمة ووزارة العمل؛ وزيادة الوعي حول التوظيف العادل في السنوات الأخيرة.
ونبه إلى زيارات ميدانية لنقابات العمال الافريقية والأسيوية إلى قطر.
وكذلك الإشادة بجهود رفع قدرات العاملين وخاصة قطاع الضيافة والفنادق.
وثمنت العمل الدولية استضافة دولة قطر للمؤتمر الخامس للدول الأقل نموا العام المقبل 2023.
وأعلن الاتحاد الدولي لنقابات العمال عن “تحوّل نوعي” أجرته دولة قطر على شروط عمل المهاجرين منذ منحها عام 2010 حقّ استضافة مونديال 2022.
وقالت الأمينة العام للاتحاد شاران بورو لوكالة “فرانس برس” قبل 46 يومًا من بطولة كأس العالم لكرة القدم، إن الدوحة “تحوّلت على مدى 10 سنوات”.
وذكرت أن التحول تضمن إصلاح قوانين وتحسين الأجور وظروف العيش، داعية دول خليجية أخرى للحذو حذو الإمارة الغنية بالغاز.
وأوضحت بورو أنه و”بأقل من 10 سنوات تحوّلت علاقة الاتحاد الذي يقول إنه يمثل مئتَي مليون عامل، وقطر من “ألدّ عدوّين” لـ”صديقين قريبين”.
وقالت: “قلنا عام 2015 إنه لا ينبغي إقامة بطولة كأس العالم إذا لم يكن هناك حقوق عمّال”.
واستدركت: “يمكنني القول اليوم صراحةً أن نصيحتي للمشجّعين هي اذهبوا لبطولة كأس العالم واستمتعوا.. الأجواء ستكون رائعة لكن أبقوا أعينكم مفتوحةً”.
وأكملت بورو: “سيكون هناك مراقبون لحقوق الإنسان. ففي حال شهدتم على استغلال أو أمور أخرى مقلقة، بلغوا عنها”.
وأشادت بورو بالقانون القطري لحماية العمال من الإجهاد الحراري، معتبرةً أنه “أحد أفضل قوانين الإجهاد الحراري في العالم”.
وأشارت إلى أنه لا يزال يتعيّن على قطر بذل مزيد من الجهود خصوصًا في مجال “تنفيذ القوانين الجديدة والعمّال المنزليين”.
وختمت بورو: “هناك من لا يسمعون عن التغيير الذي حصل والتقدم المذهل الذي أُحرز”.
يذكر أن الاتحاد الدولي لنقابات العمال كان يمثل رأس حربة الجهود لتحسين شروط عمل المهاجرين في قطر قبل سنوات.
ووصف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” جياني إنفانتينو بطولة كأس العالم قطر 2022″ بأنها “استثنائية”، مؤكدًا أن الدوحة أصلحت كل الملاحظات الدولية.
وقال إنفانتينو بجلسة “العد التنازلي لأعظم حدث على وجه الأرض” ضمن فعاليات منتدى قطر الاقتصادي إن مونديال قطر سيقام على أرضية 8 ملاعب.
وذكر أنها ستنظم وفق أعلى طراز وبأحدث التقنيات، بما يختلف عن باقي البطولات السابقة بتميزه واستثنائيته.
وبين جياني أن المباريات ستعقد في مسافات متقاربة فيما بينها، ما سيتيح إمكانية مشاهدة مباراتين إلى 3 يوميًا.
ورجح زيارة قطر ما يزيد عن 3 ملايين مشجع، ومتابعة نصف سكان الكرة الأرضية لها.
إقرأ أيضا| جدول مواعيد مباريات مجموعات كأس العالم 2022 في قطر
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=56582
التعليقات مغلقة.