الرياض – خليج 24| سلطت صحيفة “لوريون لوجور” الفرنسية في تقرير لها على محاولات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المستمرة بغية حشد دول الخليج ضد حزب الله اللبناني.
وقالت الصحيفة: “إنه لا شيء يمكن أن يتغيّر بعد لقاء ماكرون وابن سلمان على مستوى العلاقات بين لبنان والسعودية”.
وأشارت إلى أن المشكلة الرئيسة بالنسبة إلى السعودية تبقى هي حزب الله وسيطرته على البلاد.
ونبهت الصحيفة إلى أن هذا الأمر هو الرسالة الأساسية التي أراد ابن سلمان أن تصل لبيروت بجولته الأسبوع الماضي في عدة دول خليجية.
وبينت أنه بعد أيام قليلة من اللقاء زار ابن سلمان حلفاءه الخليجيين الذين سارعوا بأكتوبر الماضي -باستثناء قطر وسلطنة عمان.
وأشارت إلى السير على خطى الرياض باتخاذ إجراءات قاسية ضد لبنان عقب تصريحات وزير الإعلام السابق جورج قرداحي بشأن دورها بحرب اليمن.
وعلق تنظيم حزب الله اللبناني مجددا على الأزمة المتفاقمة مع المملكة العربية السعودية، عقب التصريحات الأمريكية.
وجدد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم تأكيده على دعم الحزب لوزير الإعلام جورج قرداحي.
وقال قاسم إن “السعودية هي التي يجب أن تعتذر للشعب اللبناني على افتعال الأزمة مع لبنان.
وذكر أن “السعودية قامت بكل الإجراءات السلبية من دون سبب وجيه، وخلافا لكل الأعراف الديبلوماسية”.
وأضاف “كما أنها قامت بذلك من دون احترام لوزارة الخارجية ولا لرئاسة الوزراء، ولا إعطاء علم”.
وأردف نائب الأمين العام لحزب الله “بل طرد السفير اللبناني في السعودية طردا”.
وشدد على أن “هذا كله يعتبر في خانة الإساءة من السعودية للعلاقات مع لبنان”.
واعتبر أن لبنان لم يرتكب شيئا، وليس مسؤولا عن شيء، وليس مطلوبا من المعتدى عليه ألا وهو لبنان أن يتنازل ويتذلل ويعتذر.
وتابع قاسم ” بل المطلوب من المعتدي التي هي السعودية أن تتراجع وتعتذر للشعب اللبناني، وهذه فضيحة إذا ارتكبتها.
وقبل يومين، وجهت الولايات المتحدة الأمريكية رسالة شديدة اللهجة إلى السعودية تتعلق بالأزمة التي افتعلتها مع لبنان.
وجاءت الدعوة الأمريكية إلى السعودية والدول الخليجية الأخرى على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس.
الأكثر أهمية أن الدعوة جاءت بعد لقاء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.
والتقى بيلنكن وميقاتي على هامش قمة “كوب 26” المناخية في غلاسكو.
وشدد برايس في رسالة إلى السعودية والدول الخليجية التي قطعت علاقتها بلبنان على ضرورة إعادة “إحياء العلاقات مع لبنان”.
كما أكد على ضرورة ترك القنوات الدبلوماسية مفتوحة مع بيروت وفتح حوار بين الجانبين.
وبين برايس أن الحوار مهم للشعب اللبناني لا للدبلوماسية فقط.
ولفت إلى أن “الشعب اللبناني عانى لمدة طويلة من سوء الإدارة والفساد والتضخم”.
وكان بلينكن أكد أن الولايات المتحدة ستقدم الدعم للبنان في سعيه للخروج من أزمة اقتصادية تاريخية.
وقبل أسبوع، استدعت السعودية سفيرها لدى بيروت وأمهلت السفير اللبناني في المملكة 48 ساعة لمغادرة البلاد.
كما اتبعت السعودية كلا من البحرين والكويت، في حين استدعت الإمارات دبلوماسييها.
وقبل أيام، أكد وزير خارجية لبنان عبد الله بوحبيب أن شروط السعودية لحل الأزمة عقب تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي مستحيلة.
وقال بوحبيب إن “السعودية تملي شروطًا مستحيلة من خلال مطالبتها الحكومة اللبنانية بالحد من دور حزب الله”.
ولفت إلى أن الوساطة القطرية لحل المشكلة مع السعودية هي الأمر الوحيد المطروح حاليا.
وأضاف أنه “يعتقد أن الحوار المتبادل بين لبنان والسعودية هو السبيل الوحيد لحل الخلاف الدبلوماسي بين البلدين”.
غير أنه لفت إلى أن الرياض لم “تُجر أي اتصالات مع الحكومة اللبنانية التي تشكلت قبل أكثر من شهر”.
وحول تصريحات قرداحي، ذكر بو حبيب “نحن أمام مشكلة كبيرة، جورج قرادحي أشعل المشكلة، هو كان مثل فتيل للأزمة”.
وكشفت مصادر مطلعة لموقع “خليج 24” عن اتصالات وجهود مكثفة يجريها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد لإفشال جهود قطر حل الأزمة بين لبنان والسعودية.
وأوضحت المصادر أن ابن زايد هاتف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طالبا منه عدم التعاون مع وساطة قطر.
وقام ابن زايد بتحريض ابن سلمان على لبنان وحكومتها برئاسة نجيب ميقاتي، داعيا السعودية لمواصلة التصعيد ضد بيروت.
وحذر ولي عهد أبو ظبي ابن سلمان من أن استجابة السعودية لجهود قطر سيعطيها مزيدا من الثقل العربي.
كما أمر ابن زايد ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بالتصعيد الكبير ضد لبنان، وأيضا عدم الاستجابة لجهود قطر.
ولفتت المصادر إلى أن ابن زايد عبر لمقربين منه عن غضبه عقب إعلان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي عن وساطة قطر.
وكشفت عن أن الحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة تعهد أمامهم بإفشال الوساطة القطرية.
ونبهت إلى دعوة البحرين اليوم لرعاياها في لبنان بضرورة مغادرة لبنان فورا.
ونوهت المصادر ذاتها إلى أن القرار جاء عقب اتصال هاتفي من ابن زايد بالملك.
كما يخطط ولي عهد أبو ظبي لإرسال وفد تضامني من الإمارات إلى السعودية.
ويوم الاثنين، أعلنت الحكومة اللبنانية عن تدخل إيجابي من قبل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لمعالجة الأزمة المتفاقمة مع السعودية.
وجاء الإعلان عن ذلك ببيان رسمي أصدره مكتب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.
وقال مكتب ميقاتي في البيان إن “أمير قطر سيتدخل لمعالجة الأزمة اللبنانية الخليجية”.
وصدر البيان عقب اجتماع بين ميقاتي وأمير قطر على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الـ26 للأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن التغير المناخي في مدينة غلاسكو بإسكتلندا.
وأوضح أنه جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين لبنان وقطر.
وكشف البيان عن أن أمير قطر أكد أنه سيوفد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت قريبًا.
وذلك للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان، ولاستكمال البحث في الملفات المطروحة، ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية – الخليجية.
وجدد ميقاتي شكره لأمير قطر “على موقفه الدائم الداعم للبنان”.
ورحبت لبنان يوم بموقف قطر وعمان من الأزمة مع السعودية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=36718
التعليقات مغلقة.