سكان القنيطرة في سوريا يشعرون بالإحباط بسبب غياب التحرك لوقف تقدم إسرائيل

يعبر سكان محافظة القنيطرة في جنوب سوريا عن إحباطهم من تقدم القوات الإسرائيلية المستمر في المنطقة، ومن غياب التحرك الفعّال من السلطات السورية الجديدة والمجتمع الدولي لوقف هذا التقدم.

وفي أحد الشوارع الرئيسية في مدينة القنيطرة، كان هناك سد من التراب وأشجار النخيل المتساقطة وعواميد معدنية تبدو وكأنها كانت إشارات مرور، وفي الجهة الأخرى، كان هناك دبابة إسرائيلية تتحرك في منتصف الشارع. وكانت القوات الإسرائيلية قد دخلت المنطقة، التي تقع في منطقة عازلة تراقبها الأمم المتحدة في هضبة الجولان، بعد سقوط الرئيس بشار الأسد الشهر الماضي في سياق الحرب الأهلية المستمرة منذ 13 عامًا في سوريا.

القوات الإسرائيلية لم تقتصر على الدخول إلى هذه المنطقة فقط، بل امتدت عملياتها إلى مناطق خارج هذه المنطقة العازلة، مما أدى إلى احتجاجات من قبل السكان المحليين.

وقد أفاد السكان بأن القوات الإسرائيلية هدمت المنازل ومنعت الفلاحين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية في بعض المناطق. وفي مناسبتين على الأقل، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على المتظاهرين الذين اقتربوا منهم.

ریناتا فاستاس، إحدى سكان القنيطرة، قالت إن القوات الإسرائيلية قامت بمداهمة المباني الحكومية المحلية لكنها لم تدخل الأحياء السكنية حتى الآن.

وأضافت فاستاس أنها تخشى من أن تحاول القوات الإسرائيلية التوسع أكثر أو الاستيلاء على المنطقة بشكل دائم، وأشارت إلى أن إسرائيل لا تزال تسيطر على هضبة الجولان التي احتلتها من سوريا في حرب عام 1967 ومن ثم ضمتها، وهو ما تعتبره المجتمع الدولي، باستثناء الولايات المتحدة، منطقة محتلة.

أما المسؤولون الجدد في سوريا، فلم يظهروا اهتمامًا كبيرًا في مواجهة إسرائيل، حيث يركزون على بناء المؤسسات الوطنية والجيش الجديد، كما يسعون لإزالة العقوبات الغربية. وقد أعرب أحمد الشرع، زعيم “هيئة تحرير الشام” السابق ورئيس الحكومة السورية الحالية، عن عدم رغبة سوريا في الدخول في نزاع عسكري مع إسرائيل.

وفي قرية رافيد داخل المنطقة العازلة، أفاد السكان بأن الجيش الإسرائيلي هدم منزلين مدنيين وأشجار الزيتون إضافة إلى موقع سابق للجيش السوري.

أما في قرية دواية، خارج المنطقة العازلة، فقد تم إطلاق النار على متظاهرين من قبل الجيش الإسرائيلي بعد أن خرجوا احتجاجًا على التوغل الإسرائيلي في المنطقة، مما أسفر عن إصابة العديد من المتظاهرين.

وعبّر عادل صبحي العلي، أحد المسؤولين الدينيين المحليين، عن شعورهم بالغضب قائلاً: “عندما رأينا الدبابات الإسرائيلية تتحرك في أراضينا، شعرنا أن الاحتلال قد عاد”.

وأضاف أن ما يجري في القنيطرة يتطلب ضغوطًا دولية على إسرائيل للالتزام بما تم الاتفاق عليه في اتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974، بما في ذلك إعادة الجولان إلى سوريا، لكن العلي اعترف بأن سوريا في الوقت الراهن لا تملك القوة للقيام بذلك، مؤكدًا أن بلاده “تحتاج إلى بناء الدولة أولاً”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.