تظاهر سودانيون ونشطاء أوروبيون أمام سفارة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة البلجيكية بروكسل ضد دعمها الحرب الأهلية في السودان بتمويل وتسليح قوات الدعم السريع المتمردة، وتحالفها في إسرائيل في حرب الإبادة التي تشنها على قطاع غزة.
ورفع المشاركون في التظاهرات الحاشدة العلمين السوداني والإماراتي ورددوا هتافات مناهضة لدولة الإمارات وما وصفوه دورها العدواني والتخريبي في السودان والأراضي الفلسطينية.
واحتج المتظاهرون على الإمارات على خلفية تحالفها مع إسرائيل وتوسيع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع تل أبيب بينما تواصل الأخيرة شن حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة منذ أكثر من عام.
كما ندد المتظاهرون بتوظيف الإمارات للمؤسسات المدنية في السودان بما في ذلك المستشفيات من أجل نقل الإمداد العسكري لقوات الدعم السريع.
وطالبوا بتدخل دولي حاسم وفوري ضد الإمارات وانتهاكاتها كسبيل وحيد لوقف الحرب الأهلية في السودان بما في ذلك مساءلة أبوظبي على الجرائم المرتكبة بحق المدنيين السودانيين.
والشهر الماضي ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الإمارات حولت مستشفى تابعا للهلال الأحمر إلى قاعدة عسكرية لدعم قوات الدعم السريع في الحرب الأهلية في السودان.
وحولت الإمارات مطارا تقول إنه يدعم عمل المستشفى في أمجراس بتشاد إلى قاعدة لإطلاق طائرات بدون طيار مسلحة صينية الصنع تستخدمها قوات الدعم السريع لمراقبة وتحديد أهداف العدو.
وذكر التقرير أن الإمارات العربية المتحدة أنشأت أيضا نظاما للتحكم في الطائرات بدون طيار وحظائر للطائرات بدون طيار حول المستشفى.
وفي العام الماضي، علم المسؤولون الأميركيون أن المستشفى الذي شيدته الإمارات في تشاد المجاورة بتكلفة 20 مليون دولار كان يستخدم لنقل الأسلحة إلى قوات الدعم السريع في السودان.
ومنذ ذلك الحين، أبدوا مخاوفهم من ذلك الأمر مع الإمارات، لكن تأثيرهم في تغيير سلوكها كان محدودا، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
وفي مايو/أيار الماضي، استشهد مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جو بايدن، جيك سوليفان، بمعلومات استخباراتية أمريكية حول أنشطة دولة الإمارات في مكالمة مع نظيره الإماراتي.
وجاءت دعوة سوليفان بعد أن قالت نائبة الرئيس الأمريكي هاريس إن الولايات المتحدة اعترضت على تهريب الأسلحة من جانب دولة الإمارات إلى السودان، وذلك في اجتماع عقدته في ديسمبر/كانون الأول مع رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، قدم الزعيم الإماراتي ما بدا أنه “اعتراف ضمني”، قائلاً إن الإمارات مدينة لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، لتوفيره المرتزقة الذين قاتلوا إلى جانب الإمارات في اليمن. كما أخبر هاريس أنه يعتقد أن دقلو كان حصنًا ضد الإسلاميين في المنطقة.
وتخوض قوات الدعم السريع بقيادة دقلو حربًا بالوكالة مع الجيش السوداني، والتي اجتذبت شركاء الولايات المتحدة وأعدائها.
وعلى النقيض من الصراعات السابقة التي هزت المنطقة بعد الربيع العربي عام 2011، فإن ساحة المعركة في السودان أكثر فوضوية، ويقف شركاء الولايات المتحدة المقربون ضد بعضهم البعض.
كما أصبحت السودان ساحة لحرب بالوكالة بين المملكة العربية السعودية والإمارات. ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن الرياض تقدم للجيش السوداني أموالًا لشراء طائرات بدون طيار إيرانية. ودعمت روسيا قوات الدعم السريع في البداية، ولكن وفقًا لمسؤولين، فقد غيرت الآن موقفها لدعم الجيش السوداني.
ومع ذلك، يبدو أن دعم الإمارات للسودان كان له الأثر الأكبر على ساحة المعركة، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
ونقل التقرير عن مذكرة دبلوماسية أرسلها سفير الاتحاد الأوروبي لدى السودان أشار فيها إلى أن “تسليم الإمارات للطائرات بدون طيار ومدافع الهاوتزر وقاذفات الصواريخ المتعددة وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة… ساعد [قوات الدعم السريع] في تحييد التفوق الجوي للجيش السوداني”، كما كتب إيدان أوهارا في فبراير/شباط في مذكرة سرية حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=68362