تجاوز سعر أونصة الذهب حاجز 3000 دولار للمرة الأولى، بفضل جاذبيته كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين المحيطة بتأثيرات الحرب التجارية الأمريكية والقلق الواسع النطاق بشأن صحة الاقتصاد العالمي.
وبلغ سعر الذهب، الذي يُعتبر تحوّطًا من التضخم والتقلبات الاقتصادية الأخرى، أعلى مستوى له عند 3,004.86 دولار للأوقية (الأونصة) في تداولات منتصف نهار الجمعة.
وقد ارتفع سعر الذهب بنحو 11% منذ تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير، وبأكثر من 13% منذ بداية العام. وتجاوز مستوى 2000 و2500 دولار أمريكي في مايو 2023 وأغسطس 2024، على التوالي.
وقال إيبك أوزكارديسكايا، كبير المحللين في بنك سويسكوت: “يظل الذهب وسيلة تحوط شعبية للمستثمرين الذين يبحثون عن ملاذ آمن من المياه الدولية المضطربة”.
وسجل الذهب عدة أرقام قياسية العام الماضي، بدعم من دورة خفض أسعار الفائدة التي قام بها بنك الاحتياطي الفيدرالي، والطلب على الملاذ الآمن، وعمليات الشراء القوية من جانب البنوك المركزية.
وقد جاء الارتفاع الكبير الأخير في أسعار النفط نحو نهاية شهر يناير/كانون الثاني عندما قال السيد ترامب، قبل تنصيبه، إنه سوف يفي بوعده الانتخابي بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، بينما هدد أيضا بفعل الشيء نفسه بالنسبة للسلع من الصين.
وفي نهاية المطاف، نجح في المضي قدماً في تنفيذ خطته، مما أدى إلى فرض تعريفات جمركية انتقامية من جانب الدول الثلاث، التي تعد أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة.
وأثارت الحرب التجارية مخاوف من حلقة مفرغة قد تُضعف النمو الاقتصادي. كما تُثير مخاوف من أن تعهدات ترامب بخفض الضرائب وإصلاح قوانين الهجرة قد تُضعف المالية العامة للولايات المتحدة وتُعيد إشعال التضخم، مما يدفع المستثمرين إلى اللجوء إلى أصول أكثر أمانًا مثل الذهب.
ويواصل المستثمرون مراقبة تطورات وضع التعريفات الجمركية عن كثب وتأثيرها المحتمل على الاقتصاد الأمريكي وقرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وتشمل البيانات المرتقبة طلبات إعانة البطالة ليوم الخميس وبيانات الوظائف غير الزراعية ليوم الجمعة.
وقال فيجاي فاليشا، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة سينشري فاينانشال ومقرها دبي، إنه لوحظ نقل كميات قياسية من الذهب إلى مستودعات نيويورك في الأشهر الأخيرة بسبب هذه الشكوك.
وأضاف أن هذه البيانات “قد تقدم مؤشرات على مستقبل خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي”.
وقال نايجل جرين الرئيس التنفيذي لشركة إدارة الثروات ديفير جروب إن الأصول الآمنة، بما في ذلك الذهب والسندات عالية الجودة، من المرجح أن تشهد اهتماما متزايدا لأن “المستثمرين لا يستطيعون تحمل الرضا عن الذات”.
وأضاف أن “الآن هو الوقت المناسب لإعادة تقييم محافظ الاستثمار، والتحوط ضد التقلبات، والاستفادة من ديناميكيات السوق المتغيرة”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70908