سام: ترحيل الإمارات معتقلي غوانتنامو السابقين لحكومة اليمن تنصل من التزاماتها

جنيف- خليج 24| أكدت منظمة (سام) للحقوق والحريات أنها تنظر بقلق واستغراب شديدين لقرار دولة الإمارات ترحيل 18 معتقلا يمنيا سابقا ممن اعتُقلوا في سجن ” غوانتنامو”.

وأوضحت المنظمة في بيان لها أن المجموعة الأولى منهم المكونة من ستة أفراد وصلت يوم الأحد الماضي لمطار الريان بمدينة المكلا بمحافظة حضرموت.

وشددت على أن قرار سلطات الإمارات في هذا التوقيت يحمل دلالات سلبية وغير مفهومة بظل التعقيدات التي تعانيها اليمن.

إضافة إلى تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية التي لا تسمح بدمج أولئك الأشخاص.

كما أكدت أن حكومة الإمارات بذلك خالفت اتفاقها السابق الذي وقعته مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأوضحت أنه كان ينص على إعادة توطين معتقلي غوانتنامو وتحسين أوضاعهم.

وأشارت إلى أن قرار حكومة الإمارات ترحيل اليمنين يعد تنصلا من تنفيذ ما جاء في الاتفاقيات المبرمة.

أيضا يعد تجاهلا للأعراف الدولية والأخلاقية والإنسانية من قبل حكومة أبو ظبي، كما أكدت منظمة “سام” الحقوقية.

وقالت إن “توقيت هذا القرار والظروف السياسية المحيطة به، يطرح العديد من علامات الاستفهام”.

وذلك حول تبعات قرار تسليم المعتقلين السابقين، لا سيما وأن العديد من المحاميين والجهات الحقوقية مارست مؤخرًا ضغوطات كبيرة على حكومة الإمارات.

وكانت هذه الضغوطات لأجل توفير المتطلبات الإنسانية لأولئك المعتقلين.

كما طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على دولة الإمارات لمراجعة سلوكها التعسفي بحق المعتقلين السابقين.

ولفتت المنظمة الحقوقية إلى أن عملية الترحيل  تأتي من طرف حكومة الإمارات دون تنسيق مسبق مع أي من الجهات الحكومية.

أو الحقوقية والدولية أو أهالي المعتقلين، فيما لم يصدر أي بيان رسمي من قبل الحكومة اليمنية بشأن ترتيب وضع المرحليين.

وشددت على أن هذا يعد تنصلًا واضحًا وهروبًا للأمام من جانب أبو ظبي بالوفاء بالتزاماتها السابقة فيما يتعلق بالمعتقلين اليمنيين.

ولفتت “سام” إلى ما ذكره خبراء حقوقيون بالأمم المتحدة من أن عودة المعتقلين المرتقبة إلى اليمن بأنها “عودة قسرية”.

وحذروا من أن مثل هذه الانتهاكات تشكل اعتداء صارخا على القوانين الدولية.

وشدد خبراء الأمم المتحدة على أن وجهة المعتقلين ستكون إلى دولة عربية فقيرة دمرتها حرب أهلية طاحنة على مدى السنوات الست الماضية.

كما أنه ينتشر بها التعذيب والاحتجاز التعسفي بشبكات السجون السرية والرسمية التي تديرها فصائل مختلفة باليمن.

لذلك دعت المنظمة إلى ضرورة إنهاء معاناة المعتقلين السابقين في سجن غوانتنامو بشكل عاجل دون أي اشتراطات.

وأكدت وجوب تحمل سلطات الإمارات لالتزاماتها القانونية والتعاقدية مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وتنص هذه الالتزامات على دمج وتوطين أولئك اليمنيين في الإمارات أو في أي بلد يختارونه.

إضافة إلى العمل على تمكينهم من حقوقهم الأساسية التي كفلها لهم القانون الدولي عبر اتفاقياته المتعددة.

وشددت على ضرورة سماح دولة الإمارات لأولئك الأشخاص بالتنقل وممارسة حياتهم بشكل طبيعي دون أية تقيدات.

واختتمت “سام” بيانها بدعوة المجتمع الدولي لاسيما الولايات المتحدة لضرورة التحرك والضغط على أبو ظبي لتطبيق ما وقعت عليه.

وأوضحت أن على أبو ظبي الالتزام بدمج اليمنيين في المجتمع الإماراتي والعمل على ضمان تنفيذ الاتفاق بالسماح لأولئك المعتقلين.

ونوهت إلى أنه يتضمن البدء بممارسة حياتهم الطبيعة دون أية اشتراطات، والبدء بتنفيذ برنامج الدمج تحت إشراف أممي.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.