كشفت مصادر متعددة عن زيارة سرية قام بها وفد من المسؤولين السوريين إلى إسرائيل في أواخر أبريل الماضي، في خطوة تمثل أول تواصل مباشر بين النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع وتل أبيب، وجرت بوساطة إماراتية.
ووفقًا لمصدرين سوريين لا يرتبطان بالنظام، فقد ضم الوفد مسؤولين من محافظة القنيطرة وضابطًا أمنيًا رفيع المستوى، وأمضى عدة أيام في إسرائيل أجرى خلالها محادثات مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين.
وبحسب المصادر فقد تم التنسيق للزيارة بعيدًا عن الأضواء، بالتوازي مع زيارة علنية نادرة لمئات من رجال الدين الدروز السوريين إلى قبر النبي شعيب في شمال إسرائيل.
والقناة التي فُتحت بين الطرفين تمّت بوساطة نشطة من دولة الإمارات، وفقًا لثلاثة مصادر مطّلعة تحدثت إلى وكالة رويترز، من بينهم مصدر أمني سوري ومسؤول استخبارات إقليمي. وتشمل آلية الاتصال ممثلين أمنيين من الإمارات، وضباطًا سوريين، إضافة إلى مسؤولين سابقين في الاستخبارات الإسرائيلية.
وتركّز المحادثات حاليًا على قضايا أمنية واستخباراتية “فنية”، مثل تبادل المعلومات حول مكافحة الإرهاب، في حين استُبعدت الملفات العسكرية الحساسة من جدول الأعمال، بما في ذلك عمليات الجيش الإسرائيلي في الأراضي السورية، بحسب ما أفاد به مصدر أمني سوري.
وبحسب مصدر مطلع على تفاصيل المحادثات، فإن التواصل بدأ بعد أيام فقط من زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الإمارات في 13 أبريل، والتي مثّلت أول زيارة خارجية له منذ تولّيه السلطة عقب سقوط نظام بشار الأسد. وأشار المصدر إلى أن “القناة مرنة ولا سقف ثابتًا لها، وقد تتطور مستقبلًا إلى ملفات دبلوماسية أو سياسية أوسع”.
ويبدو أن النظام الجديد في دمشق يعيد رسم ملامح سياسته الخارجية، حيث جاء في بيان رسمي صادر في أبريل أن “سوريا لن تكون مصدر تهديد لأي طرف، بما في ذلك إسرائيل”. وتُعد هذه اللغة الجديدة تحولًا جذريًا عن خطاب النظام السابق.
وقد تزامن هذا الانفتاح مع محاولة دمشق التفاوض مع واشنطن لتخفيف العقوبات الأميركية، عبر حزمة من التزامات قدمتها، شملت مراقبة نشاط الفصائل الفلسطينية المسلحة وكبح الجماعات الخارجة عن سيطرة الدولة.
وفي خطوة أثارت ردود فعل غاضبة، اعتقلت السلطات السورية قياديين من حركة الجهاد الإسلامي، بعد أيام من إرسال الرسالة إلى واشنطن.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=71517