“رويترز”: مستثمرو السعودية قلقون من ركود محتمل في اقتصادها

 

الرياض – خليج 24| قالت وكالة “رويترز” للأنباء إن مؤشر الأسهم في المملكة العربية السعودية سجل أكبر انخفاض له خلال الشهرين الماضيين.

وذكرت الوكالة أن ذلك يأتي وسط قلق المستثمرين من أن مزيدًا من الارتفاع بأسعار الفائدة لقمع التضخم المرتفع منذ عقود قد يدفع اقتصاد الخليج للركود.

وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية إن عملاق النفط السعودي “أرامكو” تصاعدت أرباحه في التدفق النقدي خلال النصف الأول من 2022.

وذكرت الصحيفة أن الشركة النفطية وزعت أرباحًا بنسبة 3.1 % فقط، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بأقرانها من الشركات.

وأشارت إلى أنه سيستمر معظم المستثمرين الأجانب يبتعدون عن أسهم أرامكو المدرجة في الرياض.

كما قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” البريطانية إن أسهم شركة النفط السعودية العملاقة “أرامكو” باتت من الدرجة الثانية لدى المستثمرين حول العالم.

وذكرت الصحيفة في تقرير أن معظم القيمة التي تزيد عن 100 دولار لسعر البرميل تذهب إلى الحكومة السعودية.

وأشارت إلى أنه يشعر المستثمرون بأن مصالحهم تأتي في المرتبة الثانية بعد مصالح الدولة التي تمتلك أغلبية أسهم الشركة.

فيما قال موقع “أويل برايس” الأمريكي إن خطط ولي عهد السعودية محمد ابن سلمان لبيع أسهم أرامكو بقيمة 50 مليار دولار ستخلق مشكلات.

وأوضح الموقع أن هذه المشكلات تشبه بالضبط المشاكل التي واجهتها الشركة في الاكتتاب الأول.

وأشار إلى أن أرامكو ستكون أمام عقبة عدم الشفافية بشأن بطاقتها الإنتاجية ودورها كمصدر تمويل للحكومة السعودية فقط.

مشكلات أرامكو

وقال الموقع الأمريكي إن ابن سلمان لم يحقق أيًا من أهدافه في الاكتتاب الأول لأسهم أرامكو؛ إذ لم يبع 5 % من الشركة.

ونبه إلى أنه لم يتم تقدير قيمة الشركة عند 2 تريليون دولار، ولم تدرج بأي بورصة دولية.

وأوضح الموقع أن الاكتتاب لم يكن ذا جدوى كبيرة للمستثمرين وباتت هناك مخاوف لدى المستثمرين الدوليين.

انهيار أرامكو

وقال إن المستثمرون الدوليون متخوفون من استمرار استخدام السعودية لأرامكو كأداة ومصدر تمويل لمشاريع ابن سلمان التي لا علاقة لها بأعمالها الأساسية بإنتاج النفط.

وبين الموقع أن رغبة ابن سلمان ببيع أسهم أرامكو مجددًا هو حاجة السعودية إلى المال، ولحفظ ماء الوجه بعد التداعيات السلبية من سمعة الاكتتاب الأول.

وذكر أن مبلغ الـ 50 مليار دولار غير كافية لتغطية 9 أشهر من توزيعات الأرباح لمساهمي أرامكو السابقين.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن السعودية حولت أسهما تابعة لشركتها العملاقة في مجال النفط “أرامكو” بقيمة 80 مليار دولار إلى صندوق الثروة السيادي.

وذكرت الصحيفة في تقرير أن حكومة ولي عهد السعودية محمد بن سلمان يحاول توسيع مصادر دخلها والحصول دفعات مالية لتمويل خططها المتعطلة.

وقالت إن الاستثمار الأجنبي في السعودية منخفض بشكل كبير، وتقلص بعض الشركات عملياتها أو تأخر خطط التوسع الموعودة.

شركة ارامكو ويكبيديا

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المستثمرين الأجانب حذرين بشأن خططهم في المملكة.

ونبهت إلى أنه “ليس من الواضح ما إذا كانت أي من الشركات الدولية ستتوسع في المملكة”.

وأوضحت الصحيفة أن بعض المسؤولين شككوا باستراتيجية صندوق الاستثمارات.

وعزت ذلك لسجله الاستثماري المختلط على الصعيد الدولي وصراعاته لجذب رؤوس أموال أجنبية كبيرة للمساعدة بتمويل المشاريع المحلية.

وسجلت البورصة السعودية هبوطًا بأسرع وتيرة منذ قرابة شهرين ونصف.

جاء ذلك عقب نقل ابن سلمان 4% من أسهم شركة النفط “أرامكو” إلى صندوق الثروة السيادي.

وهبط المؤشر الرئيسي لها 1.95% بواقع 12029 نقطة، وتدنى سهم أرامكو 0.67% إلى 37.05 ريال.

ويعد هذا الانخفاض هو ثاني أكبر وتيرة تراجع له منذ 28 نوفمبر 2021، بعد قرار ابن سلمان بشأن أرامكو.

يذكر أن الحكومة السعودية أعلنت أن ابن سلمان قرر نقل 4 بالمئة من أسهم أرامكو إلى صندوق الثروة السيادي بالمملكة.

وقال ابن سلمان إن المملكة لا تزال المساهم الأكبر في أرامكو عقب عملية النقل.

وأشار إلى أنها تمتلك أكثر من 94 بالمئة من إجمالي أسهمها.

فيما أكدت في بيان أن القرار لن يكون هناك تأثير على أعمال الشركة، أو استراتيجيتها، أو سياستها لتوزيع الأرباح، أو منظومة حوكمتها.

وبينت أن النقل عملية خاصة بين الدولة والصندوق، والشركة ليست طرفا فيها، ولم تدخل في أي اتفاقيات بخصوصها.

وأشارت أرامكو إلى أنه “لا يترتب علينا أي مدفوعات أو عوائد ناجمة عن عملية النقل”.

وتدنت أسهم تكوين 5.1 بالمئة، ومعادن 1.6 بالمئة، وكيمانول 3.2 بالمئة، وبتروكيم 2.9 بالمئة، وسابك 2.3 بالمئة.

كما تراجع سهم الراجحي 1.2 بالمئة، وبنك الرياض 2.9 بالمئة. وبلغت قيمة التداولات 7.6 مليار ريال، والكمية المتداولة 225.2 مليون سهم.

بيع أصول أرامكو

يذكر أن وثيقة مصرفية عن خسارة فادحة تكبدتها أرامكو” عقب بيع جزء من حصتها في شبكة خطوط أنابيب النفط.

ونشرت وكالة “رويترز” أن مجموعة من المستثمرين باعوا حصة في شبكة خطوط أنابيب النفط استحوذوا عليها في الشركة.

وأشارت إلى أنهم قد باعوا 2.5 مليار دولار من السندات، وهو أقل بكثير من المبلغ المطلوب في أرامكو.

وقالت الوكالة إن “الصفقات الاستثمارية تزداد صعوبة في ضوء ظروف السوق”.

ووصف موقع “سيكنغ ألفا” المتخصص في البحوث الاستثمارية “أرامكو” بأنها “مجرد هالة نفطية وخاضعة لأهواء السعودية”.

وقال الموقع في تقرير إن أرامكو حظيت طوال عقود بتضخيم لا يُصدّق، رغم أن الوقائع على الأرض لا تطابق تلك الحقيقة لنحوٍ ما.

وتعتبر “أرامكو” هي الشركة الأكبر عالميًا بإنتاج النفط، وتبلغ القيمة السوقية للشركة نحو تريليوني دولار.

وتمثل سوق أعمال النفط الخام لرئيس منظمة أوبك السعودية وعديد الأهداف المالية.

وتنتج أرامكو 10 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام، و13٪ من إجمالي النفط الخام المستهلك عالميًا.

ومع ذلك، فإنها تلعب دورًا أكبر بكثير في الأسواق بسبب قدرتها التصديرية.

وتتوقع الشركة تعافيًا بطيئًا وثابتًا للطلب على النفط الخام مع تقلبات.

عدد مساهمي ارامكو

وقال إن ذلك يسلط الضوء على كفاح الشركة المستمر لتوليد تدفق نقدي حر عند المستويات التي تحتاجها لتوليد عوائد محتملة للمساهمين على تقييمها.

وذكر أن الخطر الرئيسي الآخر لأرامكو هو سيطرة الحكومة، فالشركة مملوكة بشكل أساسي (95٪) للدولة.

وبين أنها تدفع غالبية إيراداتها من الضرائب الحكومية، رغم أنها الحكومة تجني أيضًا غالبية الأموال المتبقية من خلال توزيعات الأرباح.

وأوضح أن السعودية لا تحظى بشعبية على المستوى الغربي عقب تورطها بقتل الصحفي جمال خاشقجي.

وقال إن “هذه السيطرة الحكومية وحقيقة أن الشركة تعمل كذراع الإيرادات للحكومة السعودية يمثلان مخاطرة كبيرة”.

وأشار الموقع إلى أن الخطر الآخر الذي قد يواجه الشركة هو أن السعودية يمكن أن تُخفّض ضرائب الدخل.

وذكر أن ذلك يؤدي إلى زيادة التدفق النقدي وإدراج الطلب المتزايد على الأسهم في الولايات المتحدة.

وتعمل أرامكو بأكبر محفظة من أي شركة نفط خام من “أرامكو”.

وتحتفظ الشركة بإنتاج أكثر من 10 ملايين برميل يوميًا من إنتاج خام منخفض التكلفة بشكل لا يصدق.

وتتأثر هوامش الربح المرتفعة للبرميل بالضرائب المرتفعة من السعودية.

ويعني ذلك أن التدفق النقدي السريع لها يصل لنطاق 4-5٪.

كما تتأثر الشركة بأهواء الدولة السعودية، وسياسات أوبك والتخفيضات الإلزامية للإمدادات.

وقال إنه وفي سوق عالمي قد يكون فيه النفط أقل شعبية بعد عقود من الآن؛ فإن له مردود قدره 25 عامًا من التدفق النقدي.

وأشار إلى أنه يسلط الضوء على تكلفة الشركة.

وبين أن هذا كله يقود إلى القول إن أرامكو مستثمر ليس قويًا كما يُشار إليه في أسواق الطاقة.

 

إقرأ أيضا| “Oil Price” يكشف المستور: نقل أسهم أرامكو سيخلق مشكلات وسيضر بمساهميها

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.