تباينت ردود فعل إيران على الهجمات الإسرائيلية، حيث قدم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ردًا متوازنًا، في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية في إيران، مؤكدًا أن الهجوم لا يجب أن يُبالغ فيه أو يُقلل من شأنه.
جاء هذا التصريح في وقت حساس حيث استشهد أربعة جنود إيرانيين في هذه الغارات، مما زاد من حدة التوتر بين إيران وإسرائيل.
وقال خامنئي إن “السلطات هي المسؤولة عن تحديد كيفية إيصال قوة وإرادة الشعب الإيراني إلى النظام الإسرائيلي”، هذه العبارة تشير إلى أن القيادة الإيرانية تسعى إلى توجيه ردود فعلها بطريقة مدروسة، دون الانزلاق إلى تصعيد غير محسوب.
كما أن الرئيس الإيراني، مسعود بيزشكیان، أضاف أن إيران ستعطي “ردًا مناسبًا” على الهجوم، مؤكدًا على أن طهران لا تسعى للحرب.
وفي سياق متصل، ذكرت إسرائيل أنها استهدفت مواقع عسكرية في عدة مناطق من إيران كرد فعل على الهجمات الإيرانية المتكررة، بما في ذلك إطلاق ما يقرب من 200 صاروخ باليستي نحو إسرائيل في الأول من أكتوبر.
وقد أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن الضربات قد أضعفت أنظمة الدفاع الجوي والإنتاج الصاروخي الإيرانية بشكل كبير.
ورغم التصريحات الإسرائيلية، فإن المصادر الرسمية الإيرانية قد قللت من تأثير الهجوم، مشيرة إلى أن معظم الصواريخ تم اعتراضها وأن الأضرار التي لحقت بأنظمة الدفاع كانت محدودة.
في هذا السياق، قالت وسائل الإعلام الإيرانية إن الحياة اليومية استمرت بشكل طبيعي، مما يُظهر رغبة الحكومة في طمأنة الشعب الإيراني.
وفي الوقت نفسه، حذرت الدول الغربية إيران من الرد، مشددة على أهمية كسر حلقة التصعيد بين البلدين، حيث يُخشى أن يؤدي أي رد إيراني إلى تصعيد النزاع وتحويله إلى حرب شاملة في المنطقة.
في هذا الإطار، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إنه تم تلقي إشارات عن الهجوم المتوقع قبل ساعات من حدوثه، مما يدل على درجة من الاستعداد.
وتستمر الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران في لبنان، وكذلك بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.
وفي الآونة الأخيرة، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل العديد من الأشخاص في لبنان وغزة، مما زاد من التوترات في المنطقة.
وقد استشهد ثمانية أشخاص في غارة على مدينة صيدا اللبنانية، بينما سقط شهداء في غزة خلال هجمات على مراكز إيواء.
ومن جهة أخرى، اقترح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقف إطلاق النار لمدة يومين في غزة، يتضمن تبادل أربعة رهائن إسرائيليين مع عدد من الأسرى الفلسطينيين، ومع ذلك، أكد مسؤول كبير في حماس أن شروطهم لوقف إطلاق النار لم تتغير، حيث يطالبون بانسحاب كامل من غزة وضمانات بشأن صفقة تبادل الأسرى.
وتشير التطورات الأخيرة إلى وضع معقد للغاية في الشرق الأوسط، حيث تتداخل المصالح الإقليمية والدولية بشكل متزايد، بينما تحاول إيران بناء استراتيجياتها العسكرية والدبلوماسية، تبقى التوترات مع إسرائيل في حالة احتدام.
إن أي رد إيراني على الهجوم الإسرائيلي قد يكون له تداعيات واسعة على الاستقرار الإقليمي، مما يستدعي الوعي والاحتراس من جميع الأطراف المعنية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=68704