اتهم رئيس وزراء قطر، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الأطراف المشاركة في محادثات وقف إطلاق النار في غزة باستغلال العملية لتحقيق مكاسب سياسية.
وقال الشيخ محمد في افتتاح منتدى الدوحة 2024 أمس السبت: “لقد شهدنا لحظات تم فيها استغلال العملية من قبل طرف أو آخر”. وأضاف أنه لم يتم رؤية الإرادة الحقيقية من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء ما يحدث في غزة، مما دفع قطر إلى اتخاذ خطوة للوراء.
وأوضح أن بسبب عدم استعداد الأطراف المختلفة للتوصل إلى اتفاق، كان من الصعب “رفع الآمال للناس الأبرياء”.
وأكدت قطر في بداية نوفمبر أنها لم تتراجع عن المشاركة في المفاوضات، عكس ما تم تداوله في بعض التقارير الإعلامية، وأوضحت وزارة الخارجية القطرية أن الجمود بين إسرائيل وحماس ناتج عن فشل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأشار رئيس الوزراء القطري إلى أن العديد من الدول التي تدعي أنها تدافع عن القانون الإنساني والمحكمة الدولية تتجاهل وتتبنى معايير مزدوجة فيما يتعلق بالحروب في فلسطين وسوريا وبقية منطقة الشرق الأوسط، ومع ذلك، شدد على أن أحد أولويات قطر هو إحضار جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات.
وفي إطار المناقشة حول “حلول النزاع في عصر جديد”، ذكر الشيخ محمد أن الإدارة الأمريكية القادمة، بقيادة الرئيس ترامب، كانت أكثر تقبلاً لمحادثات التفاوض، مما ساعد قطر في إعادة الأمور إلى المسار الصحيح
وأضاف الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن قطر تواصل سعيها لتحقيق حل شامل للأزمات الإقليمية، حيث تؤمن بأن الاستقرار في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق دون التفاعل المباشر مع جميع الأطراف المعنية، بغض النظر عن تباين المواقف السياسية أو الدينية.
وأكد على أن قطر تسعى لتحقيق توازن دقيق في تعاملها مع مختلف القوى في المنطقة، حيث تقوم بترتيب جلسات حوار بين الأطراف المتنازعة لضمان تحقيق التفاهمات التي يمكن أن تؤدي إلى حلول مستدامة.
وقال إن الدور الذي تقوم به قطر لا يتجاوز تسهيل المحادثات وإيجاد أرضية مشتركة، مشددًا على أن النجاح يتطلب استعداد الأطراف الأخرى للتفاوض بجدية ومرونة.
كما أشار إلى أن الدعم الذي تقدمه قطر لمفاوضات السلام في غزة يأتي من منطلق التزامها العميق بالقيم الإنسانية وحقوق الإنسان، معتبراً أن ما يحدث في غزة من مأساة إنسانية يستدعي تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لإنهاء المعاناة.
وفي سياق حديثه عن الوضع الفلسطيني، شدد الشيخ محمد على أن قطر تعتبر القضية الفلسطينية هي القضية المركزية في المنطقة، وأنه لا يمكن الحديث عن استقرار دائم في الشرق الأوسط دون إيجاد حل عادل وشامل للفلسطينيين.
وأوضح أن هذا الحل يجب أن يتضمن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما نوه إلى أن قطر تدعم جميع الجهود المبذولة في هذا الاتجاه، بما في ذلك المبادرات الدبلوماسية التي تسعى لتحقيق سلام دائم
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69527