أعلن المكتب الإعلامي للرئاسة اللبنانية يوم السبت أن الرئيس اللبناني المنتخب حديثاً، جوزيف عون، سيزور المملكة العربية السعودية بدعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقد وجه الأمير محمد بن سلمان دعوة للرئيس عون خلال مكالمة هاتفية، وفقاً للمكتب الإعلامي للرئاسة على منصة “إكس”. ولم يُحدد بعد موعد الزيارة.
وكان البرلمان اللبناني قد انتخب جوزيف عون رئيساً للجمهورية يوم الخميس، ليضع حداً لأكثر من عامين من الجمود السياسي بسبب الانقسامات العميقة في البلاد. وتحتاج لبنان إلى مساعدات دولية لمساعدتها في إعادة بناء ما دمرته الحرب بين إسرائيل وحزب الله، التي أسفرت عن مقتل نحو 4,000 شخص وألحقت أضراراً كبيرة بالحزب المدعوم من إيران.
وتعتبر المملكة العربية السعودية أكبر مزود للمساعدات المالية للبنان، حيث تعود العلاقات بين البلدين إلى الثمانينيات. ولكن، تدهورت العلاقات في السنوات الأخيرة بسبب النفوذ الكبير الذي يمارسه حزب الله على السياسة اللبنانية، حيث طالبت الرياض بإجراء إصلاحات في العملية السياسية.
وقد ضعف حزب الله بفعل صراعه مع إسرائيل، حيث قُتل أمينه العام حسن نصر الله وعدد من قادته وتعرضت بنية الحزب التحتية لأضرار جسيمة. وبذلك، اتخذت الرياض دوراً قوياً في دعم عملية لتوجيه لبنان بعيداً عن قبضة حزب الله.
وفي نوفمبر الماضي، توصلت إسرائيل وحزب الله إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، تلتزم إسرائيل بموجبه بسحب قواتها من جنوب لبنان في غضون 60 يوماً. وقد أشار في حينه إلى أن الاتفاق يتضمن انتخاب رئيس لبناني خلال هذه المدة، التي تنتهي في 26 يناير الجاري.
وقد استمرت المناقشات الحاسمة التي أدت إلى انتخاب الرئيس عون أياماً هذا الأسبوع، وشملت تدخلات من المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين، والمبعوث الفرنسي جان-إيف لودريان، والأمير السعودي يزيد بن محمد.
وقال مصدر سياسي إن “القوى الخارجية كانت تأمل في التوصل إلى اتفاق لبناني صرف، ولكن النواب اللبنانيين فشلوا في انتخاب رئيس لمدة عامين، مما استدعى التدخل الخارجي”. وأضاف المصدر أن “القوى الخارجية تدخلت مباشرة من خلال مبعوثين وامتلكت أدوات ضغط متعددة، مثل المساعدات والعقوبات وملف إعادة الإعمار، واستخدمتها جميعاً”.
أما المهمة الأولى للرئيس الجديد فهي تعيين رئيس للوزراء، حيث من المقرر أن يبدأ استشاراته يوم الاثنين المقبل مع جميع الكتل السياسية في البرلمان، بالإضافة إلى النواب المستقلين “للتوصل إلى تسمية رئيس للحكومة”، كما أفاد مكتبه يوم الجمعة.
وقد تعهد الرئيس عون بالعمل على اختيار رئيس حكومة “شريك وليس خصماً” في أقرب وقت ممكن. وأشار إلى أهمية اختيار رئيس حكومة يحظى بثقة المجتمع الدولي ويستطيع تنفيذ الإصلاحات العاجلة لإعادة إطلاق الاقتصاد اللبناني.
تجدر الإشارة إلى أن عملية اختيار رئيس الحكومة وتشكيل الحكومة في لبنان غالباً ما تكون طويلة ومعقدة، إذ يجب على الرئيس أن يحصل على موافقة أغلبية النواب قبل أن يتمكن من تسمية رئيس للحكومة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70162