“ذا هيل”: قرار “أوبك+” يفضح خلاف السعودية والإمارات مع واشنطن

 

الرياض – خليج 24| قالت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية إن قرار الدول المصدرة للنفط “أوبك+” بقيادة السعودية والإمارات هو تصريح واضح بأنهم لا يزالون على خلاف مع واشنطن.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن القرار دليل أنهم ينحازون فعليًا مع روسيا خاصة في ظل غزوها المستمر لأوكرانيا في شهره الثاني.

وأكدت أن دبلوماسية أمريكا تعد ذلك لبنة أخرى في الجدار الذي يتم بناؤه بين واشنطن والرياض وأبو ظبي.

خلاف السعودية والإمارات مع أمريكا

وكان تحالف “أوبك+” قرر الإبقاء على زيادة طفيفة بإنتاج من النفط بشهر مايو المقبل.

وأقر المجموعة التمسك بسياسة الإنتاج الحالية، على أن تعقد اجتماعها المقبل في 5 مايو المقبل.

وأعلنت عن زيادة العرض بمقدار 432 ألف برميل يوميا، المقرر إجراؤها في مايو القادم.

السعودية تقرر عدم رفع انتاج النفط

وقابلت المجموعة دعوات متكررة من أمريكا ووكالة الطاقة بضخ المزيد من الخام لتهدئة الأسعار التي صعدت لتقترب من أعلى مستوياتها على الإطلاق بالرفض.

وتتخوف من اضطراب الإمدادات الروسية غقب فرض واشنطن والاتحاد الأوروبي عقوبات على موسكو بعد غزوها أوكرانيا.

وتقول السعودية والإمارات إنه يتعين عدم التدخل في السياسة والتركيز على تحقيق التوازن بسوق النفط وتلبية احتياجات المستهلكين.

هل يتسع خلاف السعودية وأمريكا

وتفكر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بسحب 180 مليون برميل نفط من احتياطيات النفط الاستراتيجية.

فيما تناقش وكالة الطاقة الدولية غدا قرار بخصوص سحب جماعي من احتياطيات النفط.

 

يأتي ذلك بوقت كشفت مجلة أمريكية أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان يسعى للانتقام من بايدن باستخدام عصا رفض زيادة إنتاج النفط الخام.

وقالت مجلة فورين بوليسي في تقرير إن “الرياض ليست متعجلة بتلبية طلبات واشنطن ولندن بزيادة إنتاج النفط، وتتذرع بالتزاماتها باتفاقية (أوبك +)”.

وذكرت أن ابن سلمان يرى في ملف النفط فرصة للانتقام من بايدن بسبب ما يعد إهانات غير مبررة وموقفًا غير ودي منه.

عصا النفط

وبينت المجلة أن ولي العهد غاضب من بايدن الذي وصف السعودية بحملته الانتخابية بأنها دولة منبوذة إثر اغتيالها الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وقالت: “يعتقد السعوديون أن البيت الأبيض يتجاهل مخاوفهم بشأن إمكانية استئناف الاتفاق النووي الإيراني”.

وأشارت المجلة إلى أنه “يرفض أيضًا اتخاذ إجراءات ضد جماعة الحوثيين اليمنية بعد شنها هجمات على سفنهم ومدنهم”.

دولة منبوذة

وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن المواجهة بين بايدن وابن سلمان أكثر تعقيدًا من موضوع النفط.

وذكرت الصحيفة أن ابن سلمان يشعر بالازدراء إثر رفض بايدن التعامل معه منذ أن تولى منصبه.

وبينت أن اغتيال جمال خاشقجي والحرب على اليمن وسجن الناشطين الحقوقيين ومقاطعة قطر، كلها عوامل جعلته منبوذًا من إدارة بايدن.

عداء بايدن ابن سلمان

وأوضحت أن موقف جو بايدن المتشدد تجاه روسيا نال استحسانًا واسع النطاق لكن مع حقيقة أن أخطر صدمة نفطية منذ عقود أصبحت الآن حقيقة واقعة.

وذكرت الصحيفة أن محاولة الرئيس الأمريكي لتخفيف رد الفعل السلبي لا تزال تواجه مقاومة من الحليفين الذين يحتاجهم بشدة.

فلم يوافق الزعيم الفعلي للمملكة العربية السعودية محمد بن سلمان، ونظيره في الإمارات محمد بن زايد على مكالمة هاتفية مع أقوى رجل في الغرب.

وأوضحت أنه سيناريو لم يكن من الممكن تصوره خلال الإدارات السابقة.

ملف النفط

ونبهت إلى أن الأولوية المباشرة لبايدن هي أن يساعد كلا البلدين في ممارسة أقصى قدر من الضغط الاقتصادي على روسيا من خلال زيادة إنتاجهما النفطي.

وقالت الصحيفة إن كل عاصمة هي مورد رئيسي للنفط مع قدرة فائضة من شأنها تخفيف التأثير على المستهلكين الأمريكيين عبر أسعار الوقود.

ونوهت إلى أن ذلك قبيل انتخابات التجديد النصفي في تشرين الثاني (نوفمبر) التي تهدد سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس.

وبينت أن ذلك في ظل انخفاض العلاقات بين القوى النفطية في الشرق الأوسط وواشنطن إلى أدنى مستوياتها في العصر الحديث.

خلافات إدارة بايدن مع السعودية

وأكدت الصحيفة أن الحسابات قد تعيد ترتيب النظام الإقليمي على أساس شروط تفضل الرياض وأبو ظبي.

ولقد أوضح الزعيمان أنهما لن يقبلوا بأقل من ذلك، وأنهما مستعدان لاستخراج الثمن، وفق الغارديان.

وشددت على أن المواجهة تنطوي على ما هو أكثر بكثير من النفط.

وقالت الصحيفة: “في الرياض، يشعر ابن سلمان بالازدراء بسبب رفض بايدن التعامل معه منذ أن تولى منصبه”.

لماذا يكره بايدن ابن سلمان

وأضافت أن مقتل خاشقجي على يد مساعدي ابن سلمان، وحرب اليمن، وسجن حقوقيين ومقاطعة قطر ، كلها عوامل جعلت منه منبوذًا منها.

وذكرت أنه “تكاد الخلافات مع أبو ظبي قاسية. لقد فوجئت أمريكا تحديدا بامتناع الإمارات المتكرر عن التصويت في مجلس الأمن الأممي”.

لكن السعودية والإمارات غضبتا من إزالة إدارة بايدن للحوثيين المدعومين من إيران من قائمة الإرهاب العالمية.

وذكرت أن ذلك بينما يواصلون سلسلة مفاوضات مضنية مع إيران لاستئناف الاتفاق النووي الذي يعود إلى عهد أوباما والذي مزقه دونالد ترامب.

وقالت إن “هناك شعور قوي بكلتا العاصمتين بأن بايدن قد اقترب من المنطقة”.

وختمت: “ذلك بنظرة انتقادية عميقة لدول حليفة أمنية، وتساهل مع إيران، التي لا تزال عدوًا.

 

إقرأ أيضا| “الغارديان”: عداء بايدن وابن سلمان أكثر تعقيدًا من ملف النفط

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.