نيويورك – خليج 24| قال موقع “ذا هيل” الأمريكي إن الحل الرئيسي لاستمرار صفقات النفط التي تعتمد عليها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية هو التلويح بخيار مبيعات الأسلحة إلى السعودية.
وذكر الموقع الواسع الانتشار في تقرير أن الاعتماد نتج عنه إبرام كل رئيس أمريكي صفقات هادئة مع السعودية، للحفاظ على التدفق من الرياض.
وبين أن سياسة واشنطن كانت تقوم على “الأسلحة الأمريكية متطورة بمليارات الدولارات للمملكة سنة بعد سنة”.
وقال الموقع: “مؤخرًا يصارع الأمريكان مع قصص قتل السعوديين المدنيين الأبرياء باليمن بأسلحة هجومية دقيقة أمريكية الصنع”.
وضرب مثلًا بأنه في عام 2018، أصابت قنبلة من صنع شركة لوكهيد مارتن حافلة مدرسية يمنية، ما أسفر عن مقتل 40 طفلًا.
ووصف “ذا هيل” قرار السعودية خفض الإنتاج بأنه ليس خبرًا جيدًا للأمريكيين المتجهين لضخ الغاز.
واستدرك بأنها بشرى سارة لروسيا بكفاحها لتمويل حربها في أوكرانيا وإضعاف عزيمة أنصار كييف.
وقالت قناة NBC الأمريكية إن إدارة الرئيس جو بايدن تناقش إبطاء المساعدات العسكرية إلى المملكة العربية السعودية، بما فيها شحنات صواريخ باتريوت.
ونقلت القناة مسؤولان أمريكيان ومصدر مطلع على المناقشات إن القرار الجديد يأتي لمعاقبة المملكة على قيادة قرار “أوبك” بخفض إنتاج النفط.
وأشارت إلى أنها وضعت على الطاولة خيار استبعاد السعوديين من تدريبات الدفاع الجوي وارتباطات عسكرية مقبلة كالاجتماعات أو المؤتمرات الإقليمية.
وأظهر استطلاع رأي جديد أجرته مؤسسة EGF الأمريكية بأن غالبية الجمهوريين والديمقراطيين يعارضون مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى السعودية بنسبة 69%.
وعارض 34.6 % بشدة في الاستطلاع، بيع الأسلحة الأمريكية إلى السعودية، فيما عارض 34.4 % إلى حدٍ ما.
وبحسب النتائج، فإن نسبة الجمهوريين الذي يعارضون مبيعات الأسلحة إلى السعودية بلغت 28% يعارضون لحدٍ ما و34 % يعارضون بشدة.
فيما بلغت نسبة الديمقراطيين الذي يعارضون مبيعات الأسلحة إلى المملكة 38 % يعارضون إلى حدٍ ما و37 % يعارضون بشدة.
ونشرت مجلة “فورين أوفير” الأمريكية مقالًا مهمًا بعنوان “السعوديون بحاجة للتحقق من الواقع” يشير لتأثيرات محتملة لقطع الإمدادات العسكرية الأمريكية عن السعودية، كعقوبة لخفضها إنتاج النفط.
وذكرت المجلة واسعة الانتشار أن المملكة تحتاج إلى الأسلحة الأمريكية أكثر مما تحتاج أمريكا إلى النفط السعودي.
وبينت أن كل جهود نظام السعودية لتلميع صورته أمام الغرب انهارت عقب وقوف الرياض الأخير مع موسكو.
وأشارت إلى أن السعودية لا تزال بعهد محمد بن سلمان دولة بترول استبدادية ترتكب انتهاكات حقوق الإنسان، وتستمر بالقمع القاس وتعذيب المنتقدين.
وقف بيع أمريكا الأسلحة إلى السعودية
وأوضحت المجلة الشهيرة أن علاقة السعودية وأمريكا ليست تحالفاً تقنياً، لأنهما لم يوقعوا معاهدة أو اتفاق دفاع مشترك.
وقالت: “لذا يجب وقف عمليات نقل أنظمة الأسلحة الحساسة، مثل منظومة ثاد وباتريوت، حتى يتم إعادة تقييم العلاقة بالكامل”.
وأضافت: “إذا ضاعفت الرياض من موقفها الخاطئ مع موسكو؛ فيجب أن تكون واشنطن مستعدة للتخلي عن بيع الأسلحة للمملكة بشكل دائم.
ونبهت المجلة إلى أن “مثل هذا الإجراء من شأنه أن يُضعِف الدفاعات السعودية بشكل كبير”.
أمريكا تعاقب السعودية
وأكدت أنه وبدون مساعدة أمريكا بصيانة سلاح الجو السعودي؛ سيتوقف أسطول طائرات المملكة بأكمله خلال أشهر.
وأشارت إلى أن أنظمة الأسلحة الأمريكية بشكل عام غير قابلة للتبديل مع الأنظمة الأجنبية الأخرى.
وبينت المجلة أنه لن تستطيع #السعودية تعويض توقف بيع الأسلحة الأمريكية من خلال الصين أو روسيا.
وذكرت أن المملكة تعتمد بنسبة 79% على الأسلحة الأمريكية العادية، و100% من أسلحتها المتقدمة عالية الجودة هي أمريكية أيضاً.
وشددت المجلة على أن السعودية ستستغرق عقودًا للانتقال من الطائرات الأمريكية والبريطانية لنظيرتها الروسية أو الصينية.
انهيار الجيش السعودي
ونوهت إلى أن الأمر نفسه ينطبق على الدبابات والاتصالات وغيرها من المعدات عالية التقنية.
وقالت إنه يجب ألا يظن قادة السعودية أن بإمكانهم حشر أمريكا بالزاوية، أو إجبارها على قبول شروطهم الخاصة.
وختمت المجلة الأمريكية: “بشراكة لا تفعل شيئاً يذكر لتعزيز المصالح الأمريكية، إذ لا يمكن لأمريكا أن تستمر في تحمل التهور السعودي”.
وقالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية إن مجلس الشيوخ من كلا الحزبين لن يدعم بيع أسلحة إضافية للسعودية، عقب خفضها إنتاج النفط.
ونقلت عن عضو لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس السيناتور كريس كونز: “أعتقد أنه من غير المرجح أن ندعم أي مبيعات أسلحة إضافية إلى السعودية”.
وقال: “أعتقد أن الإدارة ومجلس الشيوخ سيتخذان إجراءات، وأحد أكثرها احتمالًا هو وقف أي مبيعات للأسلحة في المستقبل”.
وذكر مركز دراسات CSIS الأمريكي إن قرار خفض إنتاج النفط سيخلق ردة فعل عنيف كبير في واشنطن ضد أوبك.
وبين أن ذلك يأتي مع إعادة تقييم العلاقة الأمريكية السعودية.
وذكر المركز أن البيت الأبيض يتشاور مع الكونجرس بشأن أدوات وسلطات إضافية لتقليل سيطرة أوبك على أسعار الطاقة.
وبين أن خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا خطوة محفوفة بالمخاطر ستؤدي لارتفاع أسعاره ثم تفاقم المشاكل الاقتصادية العالمية.
وأشار المركز إلى أنه سينتج عنها تنفير الدول المستوردة للنفط، مع تدهور العلاقات الأمريكية السعودية.
وقال الباحث الأمريكي Jon Alterman إن قرار أوبك يُقرأ على أنه تحدٍ لأمريكا، لذا سيتعين على البيت الأبيض الرد لأسباب سياسية ودبلوماسية.
ورجح أن يسمح بايدن للكونجرس بأخذ زمام المبادرة في انتقاد السعودية.
ونشرت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية مقالاً بعنوان: “أخيرًا بوتين وجد صديقًا حقيقيًا في السعودية”، بإشارة لخفض ولي عهدها محمد بن سلمان إنتاج النفط.
وقالت الوكالة إنه “إذا كان السعوديون يريدون علاقة قائمة على التعاملات الاقتصادية الصارمة؛ فلن تصبح العلاقة تكافلية بعد الآن”.
وأشارت إلى أنه ستتعامل أمريكا مع السعودية بشكل روتيني، وستقلل من مستوى العلاقات الدبلوماسية بشكل كبير.
وأكدت “بلومبرغ” أنه يجب على الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يضرب السعودية في المكان الذي يؤلمها حقًا.
ونبهت إلى أن البيت الأبيض يفكر بخطواته التالية بعد خفض أوبك+ إنتاج النفط.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن إدارة بايدن تحث النواب الديمقراطيون الغاضبون في الكونجرس؛ على الانتقام من السعودية.
وذكرت أن المملكة تُعرّض الاقتصاد العالمي ومبيعاتها المستقبلية للخطر، بهدف مساعدة بوتين في تمويل حربه غير القانونية.
وقال خبير الطاقة Javier Blas إن قرار السعودية سيتحول لهزيمة ذاتية، إذ سيؤدي ارتفاع أسعار النفط لاستمرار البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة.
وأشار إلى أن ذلك سيضر بالاقتصاد العالمي، ويؤثر سلبياً في الطلب على النفط.
فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن قرار منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك+” والتي تترأسها السعودية خاطئ وقصير النظر.
ورد جان بيبر على سؤال صحفي: “هل السعودية شريك يمكن الوثوق به؟” بقولها: “من الواضح لنا الآن أن أوبك+ عبر قرارها اليوم؛ تصطف مع روسيا”.
وقال معهد CATO الأمريكي للدراسات إن السعودية ستدفع الثمن إذا تحرك أفراد العائلة المالكة نحو روسيا والصين، ما سينتج عنه غضب واسع بالولايات المتحدة.
وذكر المعهد في تقرير أن التوترات بين السعودية وأمريكا ستزداد وفي نهاية المطاف يعرف أفراد العائلة المالكة أنهم يحتاجون واشنطن أكثر بكثير مما تحتاجهم.
وأشار إلى أن السعودية والإمارات ليسا دولتين طبيعيتين، فهما حليفين سلطويين.
ونبه المعهد إلى أن الرياض حصدت تصنيف 7 من 100، مما يجعلها واحدة من أكثر عشرة دول قمعية في العالم.
وكشفت صحيفة أمريكية عن تهديد ابن سلمان بتوطيد علاقات الرياض بروسيا والصين كسبيل لمعاقبة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن ابن سلمان غاضب من مواقف بايدن تجاه الرياض الذي انتقد منذ وصولها للسلطة انتهاكاتها.
وأشارت إلى أن إدارة بايدن قلصت دعمها لحرب السعودية على اليمن، وهمش ابن سلمان لدرجة أنه لم يقابله شخصيًا بعد.
وأوضحت أنها فرضت عقوبات على سعوديين شاركوا بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 بقنصلية بلاده بإسطنبول.
لكن -بحسب الصحيفة- لم يجر فرض أي عقوبات مباشرة على ولي العهد.
اطلاق سراح المعتقلين السياسيين
ونقلت عن مسؤولين سعوديين قولهم إن ابن سلمان ومستشاريه ووالده الملك سلمان التقوا العام الماضي بقصر على شاطئ البحر.
وأشارت إلى أن الاجتماع ناقش عقوبات جديدة محتملة من بايدن وكيف يمكن للمملكة أن تسبقهم.
وبينت الصحيفة أن المجموعة بحثت إطلاق سراح المزيد من السجناء السياسيين لاسترضاء بايدن.
استرضاء بايدن
لكن ابن سلمان قال بدلًا من ذلك إن على السعودية أن تهدد بتوطيد تحالفاتها مع روسيا والصين.
ولاحقا، أفرجت السعودية عن أبرز المعتقلات السياسيين، لجين الهذلول بفبراير 2021 وعديد الأشخاص الآخرين بأعقابها.
وقالت الصحيفة إنه ليس واضحا ما إذا كان ابن سلمان هدد واشنطن بالتحرك نحو الصين وروسيا.
تهديد ابن سلمان
لكن السعودية بذات الوقت اقتربت بسرعة من الصين بـ2021، ما عمق العلاقات عسكريا وثقافيا واقتصاديا.
وتسبب ذلك بتوتر العلاقات السعودية الأمريكية إثر انزعاج السعوديين من فشل ضمان أمريكا لأمنها بمواجهة ضربات الحوثيين.
وقالت صحيفة “واشنطن تايم” إن الاستقلال في مجال الطاقة هو خيار بايدن الوحيد للخروج من المأزق الحالي الذي تفاقم مع غزو روسيا لأوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن ذلك يتأتى من خلال تقليل الاعتماد على الديكتاتوريين المستبدين، وعدم استبدال طاغية روسيا بطاغية آخر في السعودية أو فنزويلا.
يتزامن ذلك مع كشف صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية النقاب عن أن بايدن يمتلك سلاحًا حاسمًا في معركتها “السرية” مع السعودية.
وقالت الصحيفة في تقرير إن أمريكا يجب أن تتذكر بأن السعودية هي الشريك الأصغر في هذه الشراكة، قد تسبب الصداع لأمريكا.
وأشارت إلى أن هذا لا يمكن مقارنته بالضرر الذي يمكن أن تلحقه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسعودية في حال استخدام أسلحتها الحاسمة.
وذكرت الصحيفة أن ذلك من خلال سحب تكنولوجيا حقول النفط الغربية والتمويل والغطاء الدبلوماسي.
فيما قالت مؤسسة “كارنيجي للسلام الدولي إن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لديه غرور كبير جدًا.
ونبهت إلى أنه شعر بإهانة شخصية إثر حديث الرئيس جو بايدن عنه.
تهور ابن سلمان
وذكرت المؤسسة أن ابن سلمان المتهور يرى في أزمة النفط عقب غزو روسيا لأوكرانيا ويعتقد هو وقت رد الإهانة.
وأشارت إلى أن ولي عهد السعودية تشعر بأن مخاوفها الأمنية تتعرض للتجاهل في الولايات المتحدة.
وسعت المملكة لنيل مساعدة واشنطن لمواجهة الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.
لكن بايدن اتخذ قرارا بوقف دعم العمليات الهجومية التي تقودها السعودية في اليمن.
وبحسب المؤسسة، فإن “بن سلمان” بات محبطا على نحو غير مسبوق من الولايات المتحدة.
وذكرت أن واشنطن ترفض تزويده بالأسلحة التي يريدها، ولا ترد عندما تتعرض المملكة للهجوم.
وأكدت أن عدم زيادة إنتاج النفط يحافظ على الأسعار مرتفعة ما سيدر أموالا كثيرة لخزائن المملكة.
بايدن يهين ابن سلمان
وكشفت مجلة أمريكية أن ابن سلمان يسعى للانتقام من الرئيس الأمريكي جو بايدن باستخدام عصا رفض زيادة إنتاج النفط الخام.
وقالت مجلة فورين بوليسي إن “الرياض ليست متعجلة بتلبية طلبات واشنطن ولندن بزيادة إنتاج النفط، وتتذرع بالتزاماتها باتفاقية (أوبك +)”.
وذكرت أن ابن سلمان يرى في ملف النفط فرصة للانتقام من بايدن بسبب ما يعد إهانات غير مبررة وموقفًا غير ودي منه.
عصا النفط
وبينت المجلة أن ولي العهد غاضب من بايدن الذي وصف السعودية بحملته الانتخابية بأنها دولة منبوذة.
وذلك على إثر اغتيالها الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقالت: “يعتقد السعوديون أن البيت الأبيض يتجاهل مخاوفهم بشأن إمكانية استئناف الاتفاق النووي الإيراني”.
وأشارت المجلة إلى أنه “يرفض أيضًا اتخاذ إجراءات ضد جماعة الحوثيين اليمنية بعد شنها هجمات على سفنهم ومدنهم”.
إقرأ أيضا| “الغارديان”: عداء بايدن وابن سلمان أكثر تعقيدًا من ملف النفط
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=54635
التعليقات مغلقة.