تواجه دول الخليج العربي تحديات تتعلق باستقرارها وأمنها بعد عام من الاضطرابات في الشرق الأوسط الناجمة عن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة والغزو البري للأراضي اللبنانية.
وبفعل التطورات الإقليمية واحتمال توسع الحرب فإن دول الخليج التي لطالما كانت محط اهتمام العالم بسبب مواردها النفطية واستراتيجيتها الجيوسياسية، تواجه الآن مجموعة من القضايا المعقدة التي تهدد استقرارها.
في العام الماضي، شهدت المنطقة سلسلة من الأحداث التي هزت أركانها، من الصراعات الداخلية إلى التوترات الإقليمية.
ففي سوريا، يستمر الصراع الدامي الذي أودى بحياة مئات الآلاف وشرد ملايين آخرين، وفي اليمن، يستمر النزاع بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثيين، مما أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، أما في ليبيا، لا تزال البلاد تعاني من الانقسامات الداخلية والصراع بين الفصائل المتنافسة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التوترات بين إيران والسعودية، وهما من القوى الرئيسية في المنطقة، لا تزال قائمة، هذه التوترات، التي تفاقمت بسبب البرنامج النووي الإيراني ودعم طهران للقوات المسلحة في المنطقة، تهدد بزعزعة استقرار الشرق الأوسط أكثر، كما أن التدخلات الخارجية، لا سيما من قبل الولايات المتحدة وروسيا، تزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
في ظل هذه الظروف، يتطلع الشرق الأوسط إلى عام جديد من الأمل والترقب، فالعديد من الدول في المنطقة تسعى إلى تحقيق الاستقرار والسلام، ولكن التحديات لا تزال كبيرة.
ومن بين القضايا الرئيسية التي تواجه المنطقة الأزمة السورية، فبعد سنوات من الحرب الأهلية، لا يزال الحل السياسي بعيد المنال، فالجهود الدولية، بما في ذلك مبادرات الأمم المتحدة، لم تتمكن حتى الآن من إنهاء الصراع وتحقيق السلام.
كذلك الوضع في اليمن، فعلى رغم التقدم في محادثات السلام، لا تزال هناك تحديات كبيرة أمام تحقيق الاستقرار في اليمن، بالإضافة إلى الصراع العسكري، تواجه البلاد أزمة إنسانية حادة تتطلب اهتماماً دولياً.
أيضا التوترات بين إيران والسعودية، فتلك التوترات، التي تؤثر على أمن الطاقة العالمي، تتطلب جهوداً دبلوماسية مكثفة لخفض
التصعيد ومنع نشوب صراع أوسع.
كذلك التدخلات الخارجية، إذ أن الدور الذي تلعبه الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا، في المنطقة يضيف طبقة أخرى من التعقيد، هذه التدخلات تؤثر على الديناميكيات الداخلية للدول وتهدد استقرار المنطقة.
وفي السياق كذلك الأزمة الاقتصادية، فالعديد من دول الشرق الأوسط تواجه تحديات اقتصادية كبيرة، بما في ذلك ارتفاع معدلات البطالة والتضخم، هذه الأزمات الاقتصادية يمكن أن تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
ويمكن القول إن الشرق الأوسط وخاصة دول الخليج يقف على مفترق طرق المنطقة، التي شهدت عاماً من الاضطرابات، والتي تترقب المزيد من التحديات والتطورات، الجهود الدولية والإقليمية ضرورية لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
ومع ذلك، فإن الطريق إلى الأمام لا يزال محفوفاً بالعقبات، مما يتطلب حكمة ورؤية من قبل القادة في المنطقة والمجتمع الدولي.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=68303