قالت مصادر مطلعة على مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية إن هناك خلافات مستمرة بين إسرائيل وحماس بشأن توقيت الإفراج عن الأسرى، رغم التفاؤل المحيط بالمحادثات.
حيث تواصل إسرائيل الضغط لإطلاق 30 أسير على الأقل في البداية، بينما تصر حماس على تحريرهم واحدًا تلو الآخر بمعدل كل يومين، في وقت ترفض فيه تقديم قائمة بأسماء جميع الأسرى المحتجزين في غزة.
وأكدت المصادر أن الهدنة المقترحة ستشمل “إفراجًا محدودًا” عن الأسرى، بما في ذلك الجنود الإسرائيليين النساء، مقابل إطلاق سراح فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية، وقالت إسرائيل إنها تريد إطلاق 30 من أصل 100 أسير محتجزين لدى الجماعات المسلحة في غزة.
أما حماس، فترغب في ترتيب الإفراج عن الأسرى بوتيرة أبطأ، مع تحرير واحد كل يومين، مع رفضها تقديم قائمة بأسمائهم مسبقًا. كما تطالب حماس بأن تتراجع القوات الإسرائيلية إلى حدود القطاع خلال عملية الإفراج عن الأسرى.
من جانبها، تصر إسرائيل على أن الفلسطينيين النازحين في غزة لا يمكنهم العودة إلى شمال القطاع إلا إذا وافقوا على إجراء فحص أمني من قبل قواتها العسكرية وأجهزتها الاستخباراتية.
وقال مسؤول كبير في حماس إن “التفاؤل أكبر هذه المرة مقارنة بالمفاوضات السابقة”، وأضاف: “نحن نتفاوض الآن على التفاصيل الدقيقة، بما في ذلك أسماء الأسرى والمناطق المحددة للانسحاب، وهناك جدية أكبر من قبل”، ولكن المسؤول حذر من أنه لا يتوقع التوصل إلى اتفاق سريع، مشيرًا إلى أن “الاعتقاد السائد هو أن الإسرائيليين يريدون تقديم الاتفاق كهدية لترامب قبل يومين من تنصيبه أو بعده، وليس لبيدن”.
وأكدت المصادر أن حماس وافقت على هدنة مؤقتة قد تمتد من 40 إلى 60 يومًا، مع تراجعها عن مطلب ضمانات مكتوبة من الوسطاء بخصوص استمرار المفاوضات حتى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، والاكتفاء بالضمانات الشفوية.
وقالت المصادر إنه على الرغم من الاتفاق على الهدنة المؤقتة، إلا أن حماس لا تزال مقتنعة بأن إسرائيل ستستأنف عملياتها العسكرية بعد فترة الهدنة، وأنها لا تنوي الانسحاب الكامل من القطاع، وأضافت المصادر أن “المعلومات الموثوقة تشير إلى أن إسرائيل ستحتفظ بما يزيد عن 30% من قطاع غزة، وأنها تعتزم إنشاء منطقة عازلة في شمال القطاع حيث تسببت العمليات العسكرية في تدمير شامل جعل المنطقة غير صالحة للسكن”.
واستؤنفت المفاوضات بينما استمرت الضربات الجوية الإسرائيلية على غزة، حيث استشهد أكثر من 100 فلسطيني في ضربات إسرائيلية خلال اليومين الماضيين، وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن الهجمات أسفرت عن استشهاد وإصابة العديد من الأشخاص.
كما أسفرت الضربات الجوية في مدينة غزة عن استشهاد 11 شخصًا على الأقل في هجوم استهدف منزلًا في منطقة الشجاعية، كما تم انتشال جثث ستة أشخاص في خان يونس في جنوب غزة نتيجة غارة على مركبة.
وفي الوقت نفسه، استمرت القصف على مناطق أخرى مثل المساكن في منطقة المواصي، ما أسفر عن استشهاد رجل وطفل، بينما تم العثور على جثث ثلاثة أشخاص في الأنقاض في منطقة الدرج.
وبدأت الحرب في غزة بعد هجوم شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، حيث أسفر الهجوم عن مقتل حوالي 1,200 شخص، معظمهم من المدنيين، واختطاف حوالي 250 شخصًا، وبحسب الجيش الإسرائيلي، يُعتقد أن ثلث الأسرى المحتجزين في غزة قد لقوا حتفهم.
من جانبه، أفادت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 45,500 فلسطيني قد استشهدوا جراء الهجمات الإسرائيلية على القطاع، في حين أن الجيش الإسرائيلي يقول إنه استهدف “مقاتلين” فقط، موجهًا اللوم إلى حماس بسبب قتل المدنيين بسبب استخدامهم مناطق سكنية كثيفة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70036