خبير معماري يسخر من تصاميم “نيوم”: أشبه بلعبة “سكويد جيم”

 

الرياض – خليج 24| سخر حساب التصميم المعماري الشهير باول رودلف من تصميم مدينة “نيوم” في المملكة العربية السعودية، واصفة إياها بأنها أشبه بلعبة “سكويد جيم”، مسلسل لعبة الحبار الشهير.

وكتب الحساب عبر “تويتر” أنه “ومع كل هذا الزجاج والمرايا المسلطة بزوايا متقابلة، ستكون هناك أشعة شمسية مميتة ترتد ذهاباً وإيابًا”.

وقال إنها “ستجعل حرارة الشارع كالفرن وعبور الجسر أشبه بلعبة سكويد جيم، مسلسل لعبة الحبّار الشهير”.

ويأتي حديث الحساب المعماري مع مساعي حثيثة للإعلام السعودي وتقارير مدفوعة في وسائل إعلام دولية لتسليط الضوء على “إيجابيات” نيوم.

وقالت منظمة “Access Now” غير الربحية للدفاع عن الحقوق الرقمية إن الديكتاتوريون في جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية يحبون بناء المدن الذكية.

وعزت المنظمة ذلك لأن هذه المدن ستدمج أحدث التقنيات لمراقبة المجتمعات.

وأشارت إلى أن ذلك ما “سيمكنهم من معرفة آراء الناس وتوجهاتهم، وبالتالي زيادة سطوتهم على البلاد”.

وذكرت المنظمة أنه يمكن للمدن الذكية مثل نيوم في السعودية والعاصمة الإدارية الجديدة في مصر أن تتحول قريبًا إلى مشاريع بائسة.

وأكدت أن “هذه في الحقيقة مدن مراقبة وتستخدم كأداة خطيرة للديكتاتوريين”.

قالت هيئة الإذاعة البريطانية إن مشروع مدينة “نيوم” المستقبلية قد لا يرى النور، مبينة أنه حال حدوث ذلك فهي مدينة ستكون مخصصة لفئة الأثرياء فقط.

وذكرت الهيئة في تقرير إن المدينة ستقوم على أنقاض مناطق تاريخية تعيش فيها قبائل منذ آلاف السنين.

وبينت أن البعض يقول إن بين خليج عدن والمنطقة الجبلية على حدود السعودية الأردن مكان جيد لبناء هكذا مدن فريدة.

فشل مدينة نيوم

وقالت إن هناك أناس يعيشون بالمنطقة، وهي مجتمع عريق له تاريخ طويل مثل الحويطات.

وترى الرياض أن المشروع الموعود سيخلق فرص عمل لم تشهد تطورًا حديثًا، لكن للآن لم يشهد سكانها أي شيء من ذلك التطور.

كما سلط تقرير لموقع “تايمز أوف إسرائيل” الإسرائيلي الضوء على مدينة نيوم الذي يدشن فيها ولي عهد السعودية محمد بن سلمان ضمن رؤية 2030.

وقالت الصحيفة إن السعوديون يعرضون المشروع على أنه مدينة المستقبل، بينما يراها المستثمرون والمحللون سرابًا صحراويًا.

وأشار إلى أن هؤلاء يقولون إن مشروع مدينة نيوم مبالغ فيه ومن غير المرجح أن ينجح.

وذكرت الصحيفة أنه تم الإعلان عنها منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولا نرى أي أموال أجنبية كبيرة تدخل.

وبينت أن مقدار الأموال التي يتعين على الحكومة إنفاقها على نيوم لا تستطيع السعودية توفيرها مع العجز الاقتصادي الكبير.

نيوم للأغنياء فقط

وكشف حساب “العهد الجديد” الشهير عن تفاصيل عملية فساد كبيرة في مدينة “نيوم” التي يدشنها ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان في المملكة.

وكتب الحساب عبر حسابه بموقع “تويتر” إن عملية تشجير قصور نيوم بها عملية فساد كبيرة.

وقال إن تكلفة الشجرة الواحدة في “نيوم” تصل إلى عشرة آلاف ريال فيما حين تكلفتها الحقيقية بين ألف إلى ألفين فقط.

وأشار الحساب إلى أن مصروف مياه سقي الأشجار، إضافة إلى رواتب موظفي تنسيق الأشجار تتجاوز ٥٠ مليون ريال شهريًا.

وقال معهد دول الخليج العربي في واشنطن (AGSIW) إن عديد الرؤى في المملكة العربية السعودية غير مكتملة أصلًا ومنها مدينة نيوم .

وتساءل المعهد في تقرير له: “هل ستكون مدينة نيوم ذات جدوى؟ وهل هناك أي قيمة يمكن اكتسابها من هذه الرؤى؟”.

وأكمل: “تبدو مواصفات مدينة نيوم حالمة جدًا، ومن الواضح أنها لن تكتمل وفقًا لما هو مخطط له”.

هل يدخل الفقراء نيوم؟

وقال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لم يُبدِ مبس التفاؤل نفسه الذي أظهره عند كشف النقاب عن رؤية 2030 قبل خمس سنوات.

وأكد المعهد أن مدينة “نيوم” ستتحوّل إلى مدينة على الورق، على غرار العديد من المشايع الضخمة الأخرى.

وذكرت أن رؤية 2030 باتت لا تستقطب الشركات الدولية بسبب حالة عدم الاستقرار المؤسسي والتقلب الحاد في تصريحات المسؤولين الفجائية والمبهمة.

وأكد المعهد أن ذلك ما يجعل تطبيقها وتنفيذها مستحيل، وأيضا اعتماد تنفيذها على العلاقات والمحاباة، مع غياب تام للشفافية.

ونبه إلى أن إسراف ابن سلمان على مشاريع ضخمة ضمن رؤية 2030 قائم على التباهي بسباق إقليمي عديم الجدوى للتنافس مع الامارات.

وأكدت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أن تحديات صعبة ومتاعب مالية تواجه ابن سلمان من أجل الاستمرار في “رؤية 2030” التي أطلقها.

وذكرت الوكالة في تقرير لها أنه رغم أن السعودية حصّلت مكاسب مالية معتبرة قدّرت بنحو من 12 مليار دولار.

وأوضحت أن السعودية حصلت على هذه المبالغ من خلال بيع حصص في خطوط أنابيب النفط.

سعر تذكرة دخول نيوم

إلا أن البلاد قد تواجه-بحسب بلومبيرغ- متاعب مالية نظرًا لعدم تمكنها من إقناع شركات استثمار عالمية لعقد شراكات.

وأشارت إلى الرياض كانت تنوي عقد شراكات أكبر مع “بلاك روك” شركة الاستثمارات الأميركية و”سوفت بنك” المصرف الاستثمارات الياباني.

ولفتت إلى ان هذه الشركات لم تستثمر أكثر من السعودية بالقدر الذي كانت تأمله الحكومة في مدينة نيوم .

إذ يفضل الأجانب- وفق بلومبيرغ- أصول الطاقة الغنية بالعائدات على السياحة والترفيه.

وعلقت الباحثة المقيمة في معهد أميركان إنتربرايز بواشنطن في حديث مع الوكالة على الأوضاع في المملكة.

وقالت “ربما كان بإمكان قطاعي الترفيه والسياحة أن يتمتعا بعام أفضل من الاستثمار الأجنبي المباشر في 2020 لولا الوباء”.

لكنها استدركت: “على الرغم من ذلك” فإن المستثمرين سيكونون مهتمين بالقطاع الأكبر والأكثر ربحية”.

وأوضحت أنه لا يزال يمثل الكثير من النفط والطاقة.

ووفق الوكالة فإنه “يُظهر بيع حصة خطوط أنابيب النفط لشركة “غلوبال إينرجي” الأسبوع الماضي التحديات التي يواجهها ولي العهد”.

وذلك في تنويع اقتصاد البلاد ضمن مشروعه “رؤية 2030”.

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.