حلفاء ترامب يحذرون من تهديد أمني إيراني بسبب صفقة جزر شاغوس

يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعوات من كبار الجمهوريين لعرقلة اتفاق السير كير ستارمر بشأن جزر شاغوس، وسط مخاوف من أنه قد يسهل على إيران التجسس على الجيش الأمريكي.

وبحسب صحيفة التليغراف، فقد حثَّ حلفاء مقربون الرئيس الأمريكي على إرسال الصفقة “إلى آلة التقطيع للأبد” قبل أول مكالمة هاتفية للبيت الأبيض مع السير كير ستارمر هذا الأسبوع.

يأتي ذلك بعدما فتحت موريشيوس محادثات مع طهران بشأن استضافة فروع لجامعات إيرانية، وهو ما يخشى خبراء الأمن من إمكانية استخدامه للتجسس على القاعدة العسكرية في دييغو غارسيا.

وسبق اتهام إيران باستخدام برامج التبادل الأكاديمي لنشر جواسيس في ألمانيا والسويد والولايات المتحدة.

وسيُضيف ذلك إلى التوقعات المتزايدة بأن الرئيس ترامب سيستخدم حق النقض ضد الصفقة، في خطوة ستكون مهينة لرئيس الوزراء.

وفي مقال كتبه في صحيفة “التلغراف”، قال السيناتور عن ولاية لويزيانا جون كينيدي إنه قلق من محاولات إيران “تعميق علاقاتها” مع موريشيوس، معتبرًا أن التخلي عن جزر شاغوس يهدد أمن كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وكتب السيناتور: “إذا كانت موريشيوس تعمّق صداقاتها مع الصين وإيران، فكيف نتوقع أن تمنع جواسيس خصومنا من الاقتراب من قاعدتنا؟ من الصعب تصديق أن الصين وإيران لا تحاولان جذب موريشيوس إلى محورهما بعيدًا عن الغرب”.

وفي انتقاد لاذع للسير كير، أضاف: “الأصدقاء لا يبرمون صفقات من وراء ظهور بعضهم البعض، خاصة عندما يكون أمننا المشترك على المحك”.

من جهته، قدَّم جيم ريش، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الجمهوري، إشارة واضحة إلى أن الرئيس سيمنع الصفقة.

وقال “ما زلتُ قلقًا بشدة بشأن هذه الصفقة. لحسن الحظ، أعلم أن الرئيس ترامب يدرك أن الصين تمثّل تهديدًا هائلًا لأمريكا، وهو يعلم أنه لحماية أمننا القومي، حان الوقت الآن لدعم وجود أمريكي وحليف قوي في المحيطين الهندي والهادئ. هذه الصفقة ستكون خطوة في الاتجاه الخاطئ”.

بالإضافة إلى كونه حليفًا للرئيس ترامب، يُعد السيناتور جيم ريش واحدًا من أقرب الشخصيات الجمهورية إلى ديفيد لامي، وزير الخارجية. وتُعتبر مداخلته ضربة كبيرة لرئاسة الوزراء؛ لأنها توحي بفشل محاولات حزب العمال لإقناع الجمهوريين بدعم صفقة شاغوس.

ويُفهم أن كبار أعضاء فريق الرئيس ترامب، بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو ورجل الأعمال إيلون ماسك، يعارضون الاتفاق سرًا.

من جهته كشف السيناتور جون كينيدي — وهو جمهوري ذو نفوذ — عن حجم الغضب من محاولات السير كير التعجيل بإتمام الاتفاق قبل حفل التنصيب. ولم توافق رئاسة الوزراء على تعليق الصفقة ومنح الرئيس ترامب فرصة التعبير عن رأيه فيها إلا بعد تدخلٍ من فريق ترامب في الأيام التي سبقت أدائه اليمين.

وقال كينيدي إن الرئيس، الذي تحدّث معه حول الصفقة، سيضع مصالح أمريكا قبل أي اعتبار لإحراج رئاسة الوزراء.

وأردف: “المملكة المتحدة حليفتنا، وموريشيوس صديقة لنا، لكن هذا الأمر يتعلق بالأمن القومي للولايات المتحدة. أي شخص يتوقع من إدارة ترامب أن تضع حساسية النشطاء في الأمم المتحدة فوق المصالح الفضلى لأمريكا وحلفائنا يكتب شيكًا بلا رصيد. سيكون كل من شعب تشاغوس وأمريكا وبريطانيا أكثر أمنًا إذا انتهى المطاف بهذه الصفقة مع موريشيوس في آلة التقطيع للأبد”.

وبموجب الاتفاق المقترح، ستتخلى المملكة المتحدة عن سيطرتها على جزر شاغوس — وهي أرخبيل استراتيجي في المحيط الهندي — لصالح موريشيوس.

وتشمل المجموعة النائية جزيرة دييغو غارسيا، التي تضم قاعدة عسكرية أمريكية، والتي ستستأجرها بريطانيا بعد ذلك لمدة 100 عام بتكلفة تبلغ 9 مليارات جنيه إسترليني.

وحذّر المنتقدون مرارًا وتكرارًا من أن هذا الاتفاق سيقوّض أمن بريطانيا والولايات المتحدة، مشيرين إلى علاقات موريشيوس المتزايدة مع كلٍّ من الصين والآن إيران. في المقابل، يجادل وزراء في حكومة العمال بأن التخلي عن الجزر هو السبيل الوحيد للالتزام بالقانون الدولي وضمان الأمن المستقبلي لقاعدة دييغو غارسيا.

وفي عام 2021، أصدرت محكمة العدل الدولية رأيًا استشاريًا برفض سيادة المملكة المتحدة على الجزر ودعت إلى تسليمها لموريشيوس.

وتؤكد مصادر في أروقة البيت الأبيض وجود توقع واسع بأن الرئيس سيستخدم حق النقض ضد الاتفاق في أقرب وقت هذا الأسبوع. وقال شخص مقرب من الجمهوريين إنه، بناءً على محادثات حديثة مع مسؤولي ترامب، لديهم “ثقة كبيرة في أنه سيتم حظر الاتفاق”.

فيما أشار شخص آخر إلى وجود شعور بـ”الخيانة” لدى المحيطين بالرئيس، بسبب محاولة السير كير تمرير الاتفاق بسرعة بينما كان جو بايدن لا يزال في البيت الأبيض. وأكد المصدر وجود “دهشة وحيرة تامتين” إزاء تصرّف المملكة المتحدة، مع قناعة قوية بأن الاتفاق سيتفكك تمامًا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.