حركة النهضة: تجسس المخابرات السعودية على الغنوشي اعتداء على تونس وسيادتها

تونس- خليج 24| علقت حركة “النهضة” التونسية على فضيحة تجسس المخابرات السعودية على رئيسها ورئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي.

واستنكرت الحركة في بيان لها أصدرته استهداف رئيسها من قبل “جهة أجنبية”، معتبرة ذلك “اعتداء على الدولة وسيادتها”.

وقالت النهضة إنها أصدرت بيانها “تبعا لما نشره موقع ميدل إيست آي بخصوص اختراق هاتف رئيس مجلس نواب الشعب ورئيس الحركة راشد الغنوشي من قبل شركة إسرائيلية، وبتكليف من دولة عربية”.

وكانت تشير الحركة إلى ما كشفه الموقع البريطاني عن تجسس المخابرات السعودية على الغنوشي.

لذلك دعت السلطات الرسمية التونسية، وعلى رأسها الرئاسة ووزارة الخارجية إلى “التحقيق في الموضوع”.

كما دعت لاتخاذ الموقف الرسمي المطلوب ضد هذا الاعتداء الخارجي.

أيضا أعربت عن “أسفها الشديد لما نسب من إقدام جهات رسمية في دولة عربية شقيقة (لم تذكرها) على هذه الأساليب”.

وأكدت النهضة أن هذه الأساليب لا تجيزها القوانين الدولية، فضلا عن كونها تمس مبدأ السيادة الوطنية.

كما عبرت النهضة عن “استغرابها من تعمد هذه الجهة لهذا العمل، في الوقت الذي يستوجب أن تقوم العلاقات بين الأشقاء العرب على الاحترام المتبادل”.

إضافة إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية، والابتعاد عن التجريح والاستهداف الشخصي.

لكن النهضة شددت على أن “هذا الاستهداف لن يزيدنا إلا تمسكا بديمقراطيتنا وثقتنا بأن تونس بكل أبنائها ستجتاز هذه المِحنة بأقل التكاليف”.

وأضافت “كما ستتغلب على كل المصاعب والتحديات بإطار الحوار والثبات على منهج الاعتدال والتعاون، والتشبث بأسس الوحدة الوطنية”.

وقبل يومين، كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن تجسس السعودية على رئيس البرلمان التونسي زعيم حركة (النهضة) راشد الغنوشي.

وأكد أن رقم هاتف الغنوشي من بين 50 ألف رقم هاتف تم العثور عليه في القائمة التي تم الوصول إليها تعرضت أصحابها للتجسس.

ومنذ أسابيع تتوالى فضائح المخابرات السعودية والإمارات بالتجسس بواسطة البرنامج الإسرائيلي “بيغاسوس”.

وحصلت منظمتي “فوربيدن ستوري” الاستقصائية و”آمنستي انترناشيونال” على قائمة الشخصيات التي تم التجسس عليها.

وفي التفاصيل، أوضح موقع “ميدل إيست آي” البريطاني أن هاتف الغنوشي اختير عام 2019 للمراقبة من قبل شخص في السعودية.

ولفت الموقع البريطاني إلى أن منظمة “فوربيدن ستوريز” أبلغت الغنوشي قبل أسبوعين أن رقم هاتفه الأساسي مدرج بقائمة أهداف “بيغاسوس”.

ونقل عن المنظمة غير الربحية قولها إن “هاتف الغنوشي اختير ب2019 للمراقبة من قبل شخص في السعودية”.

لكن الأكثر أهمية-بحسب المنظمة- لم يتضح بعد ما إذا كان “بيغاسوس” قد تم تمريره بنجاح بهاتف الغنوشي.

من جانبه، علق الغنوشي على الأمر قائلا “أشعر بالفزع من أن تكون دولة شقيقة قد استهدفت رئيس برلمان منتخب ديمقراطيا لدولة ذات سيادة”.

وشدد على “هذا غير مقبول إطلاقا وأدعو أجهزة الأمن التونسية للتحقيق في الأمر بشكل كامل”.

واعتبر تجسس السعودية عليه بأنه “هجوم آخر على برلماننا ومؤسساتنا الديمقراطية”.

لكنه أضاف “مهما حاولت الكثير من القوى المناهضة للديمقراطية إخماد تطلعات شعبنا للحرية والازدهار والاستقلال”.

واردف “تونس ستظل مصدر فخر وإلهام لجميع مؤيدي الديمقراطية في المنطقة وحول العالم”.

ولفت الموقع البريطاني إلى أنه تواصل مع كل من شركة “NSO” الإسرائيلية والسفارة السعودية بلندن، للتعليق.

لكنه أكد أنه لم يتلق ردا بعد من قبل الشركة الإسرائيلية مطورة “بيغاسوس” وسفارة الرياض.

وقبل أسبوع، أكدت السعودية دعمها للانقلاب الذي نفذه رئيس تونس قيس سعيد، حيث أوفدت وزير خارجيتها فيصل بن فرحان.

والتقى ابن فرحان خلال زيارته تونس بقيس سعيد، في ظل القرارات المتوالية منه لتعزيز سلطته وسحق المعارضة.

وقبل أسبوعين، كشفت وسائل إعلام أمريكية عن أبرز الشخصيات حول العالم التي تم التجسس عليها بواسطة برنامج “بيغاسوس” التجسسي الإسرائيلي الذي اقتنته الإمارات والسعودية.

ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أسماء جديدة وردت على قائمة تجسس برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي.

وتضم قائمة الشخصيات التي تعرضت للمراقبة والاختراق رؤساء دول حاليين ورؤساء حكومات حاليين وسابقين أيضا.

وكشفت الصحيفة عن أسماء 3 رؤساء حاليين تم التجسس عليهم بواسطة “بيغاسوس” هم الفرنسي إيمانويل ماكرون.

كما تم التجسس على الرئيس العراقي برهم صالح والرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا.

أيضا ورد اسم ملك واحد هو ملك المغرب محمد السادس تعرض للتجسس بواسطة “بيغاسوس”.

كما تشمل القائمة 3 رؤساء حكومات حاليين هم رئيس وزراء باكستان عمران خان، إضافة إلى المصري مصطفى مدبولي.

وأيضا شملت القائمة رئيس وزراء المغرب سعد الدين العثماني.

فيما ضمت القائمة 7 رؤساء حكومات سابقين استهدفهم التجسس بواسطة البرنامج الذي اشترته السعودية والإمارات.

وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء تم التجسس عليهم عندما كانوا في مناصبهم بينهم اللبناني سعد الحريري والبلجيكي تشارلز ميشيل.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.