كشف تحقيق عن خفايا جماعات الضغط السرية التي تمولها دولة الإمارات العربية المتحدة في فرنسا، وتعبئة وسائل الإعلام والشركات ومراكز الفكر لتعزيز مصالحها والتأثير على السياسة الفرنسية.
وأبرز التحقيق استهداف الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات وفرنسا محاربة الإسلام السياسي، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، مع تعزيز التعاون في مختلف القطاعات مثل الدفاع والطاقة.
وتناول التحقيق الذي نشرته مجلة Orient XXI عن أسرار أنشطة اللوبي الإماراتي داخل أروقة السلطة الفرنسية، مستخدماً استراتيجية “اللوبي العنيد”.
واستعرض الآليات التي تستخدمها الإمارات للتأثير على المؤثرين وقادة الرأي وصناع القرار في فرنسا، وتشكيل القرارات والتصورات التي تتماشى مع المصالح الإماراتية في المجالات الحاسمة.
استهداف قطر والإخوان المسلمين
اللوبي الإماراتي يحرض ضد قطر والإخوان المسلمين، ويشن حملة شرسة ضد الإسلام السياسي ككل.
سلط التحقيق الضوء على كيف تهدف الإمارات إلى إقناع صناع القرار الفرنسيين بدعم التوجهات الجيوسياسية لأبو ظبي في المنطقة، والاستفادة من المساعدة الفرنسية في مختلف المجالات، بما في ذلك الصراع اليمني وصفقات الأسلحة والحركات الإقليمية.
توظيف وسائل الإعلام ومراكز الفكر
جندت الإمارات وسائل إعلام مؤثرة مثل يورونيوز ومراكز أبحاث خاصة مثل معهد بوسولا لخدمة مصالحها وتلميع صورتها وتعزيز مكانتها في فرنسا.
على سبيل المثال في عام 2017، استحوذت شركة أبوظبي للاستثمار الإعلامي على حصة 2٪ في يورونيوز ، مقدمة دعمًا ماليًا كبيرًا.
وكشف التحقيق أيضًا عن جهود الإمارات لجذب سياسيين فرنسيين، مثل السناتور ناتالي جوليه ، التي شاركت في الترويج لأجندة الإمارات في مكافحة تمويل الإرهاب.
المشاركة الإماراتية والرسائل الجيوسياسية
لا يركز اللوبي الإماراتي في فرنسا على انتقاد قطر فحسب، بل يركز أيضًا على تشكيل التصورات عن جماعة الإخوان المسلمين.
فمن خلال مجموعات الصداقة البرلمانية والتحالفات السياسية، تكتسب الرواية التي تربط قطر والإخوان المسلمين والإرهاب زخمًا بين البرلمانيين الفرنسيين. ينعكس هذا التأثير في إصدار تشريع لتعزيز مبادئ الجمهورية الفرنسية لمحاربة الانفصالية الإسلامية.
مخاوف وعواقب غير مقصودة
يثير تعزيز الإجراءات القمعية الفرنسية التي تستهدف جماعة الإخوان المسلمين على وجه التحديد مخاوف بين جمعيات حقوق الإنسان. قد تساهم مثل هذه الروايات التي تربط الإخوان المسلمين بالإرهاب في تزايد العداء تجاه المسلمين في أوروبا، وربما تزعزع استقرار المجتمعات الأوروبية على المدى الطويل.
تعكس حملة الضغط والتأثير الإماراتية السرية في فرنسا الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وأهدافهما المشتركة في مواجهة الإسلام السياسي.
فمن خلال التلاعب الإعلامي، ومشاركة مراكز الفكر، والتحالفات السياسية، تهدف الإمارات إلى تشكيل الروايات وتعزيز مصالحها الجيوسياسية.
ومع ذلك، فإن هذه الجهود تثير مخاوف بشأن العواقب المحتملة على التماسك الديني والاجتماعي في أوروبا.
وخلص التحقيق إلى أن فهم ديناميكيات حملة التأثير هذه ضروري لتقييم تأثيرها على السياسة الفرنسية والسياق الأوروبي الأوسع.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=63965