تيسير النجار.. قطرة أفاضت الكأس لتكشف المستور في سجون الإمارات

 

 

أبو ظبي – خليج 24| انضم مركز مناصرة معتقلي الإمارات لمطالبات حقوقية واسعة تدعو للوقوف بدقة على حيثيات وملابسات وفاة الصحفي الأردني تيسير النجار في سجون أبوظبي سيئة الصيت والسمعة.

ووافت النجار المنية إثر تدهور صحي على إثر تعذيب جسدي ونفسي، عقب معاناة تلاحقه حتى بعد خروجه من سجون أبوظبي.

وقال المركز في بيان إن النجار رحل في الساعة الأولى من فجر يوم الجمعة 19 فبراير 2021، عن عمر لم يتجاوز الـ45 عامًا.

وأشار إلى أن النجار توفي إثر وعكة صحية على خلفية أمراض عدة قيل إنه أصيب بها خلال فترة اعتقاله في الإمارات.

من هو تيسير النجار

وأوضح المركز أن الصحفي الأردني المثقف لم يكن الوحيد الذي دفع سنوات من عمره داخل سجون الإمارات لأراءه السياسية.

وذكر أنه سبقه بذلك عشرات، لكن قلبه المكسور لم يحتمل حجم الألم الذي عاشه داخل السجن.

وكشف المركز أن إعلان وفاة النجار كان رسميًا بتاريخ 19 فبراير 2021 لكن موته الحقيقي بدأ منذ اليوم الأول لدخوله سجون الإمارات.

وقال: “على مدار سنوات الاعتقال الثلاثة والأشهر التي تلتها، كان بحالة احتضار رسمي”.

وذكر المركز أن النجار دخل المستشفى أكثر من 30 مرة من السجن، وأجرى عدة عمليات أولها في شبكية العين وآخرها نزيفٌ في المعدة.

وبوفاة النجار وملابساتها تضاف صفحة جديدة إلى سجل الإمارات الحقوقي المتدهور، وفق المركز.

تيسير النجار ويكبيديا

وأكد أن وفاته لم تكن سوى قطرة أفاضت الكأس، لتكشف المستور وتسقط الأقنعة المزيفة عن حقيقة ما يجري داخل السجون الإماراتية.

شارك الناشط العماني معاوية الرواحي تفاصيلًا مؤثرة لمعاناة الصحفي الأردني تيسير النجار الذي توفى قبل يومين بعد فترة اعتقال في سجون الإمارات .

وأفاد الرواحي بأنه التقى النجار حين كان في سجن الوثبة بالإمارات بالقسم المعروف في “عنبر 9 من السجن سيء السمعة”.

ونشر تفاصيل تعرض النجار للسجن الانفرادي في سجون الإمارات لفترات طويلة وأشكالا متعددة.

وأشار إلى أن النجار تعرض إلى سوء المعاملة والعزل عن العالم الخارجي.

كيف توفي تيسير النجار

وتساءل الرواحي: “من الذي لم تتدهور صحته في عنبر الأوبئة والأمراض الجلدية والفيروسية، من ستبقى صحته بعنبر انتظار المشفى لأسبوع؟”.

وأكمل: “من الذي لم تتدهور صحته في سجنٍ مات فيه سجين وهو مقيد يتوسل الحراس لعلاجه؟ من الذي لم تتدهور صحته بتلك المتاهة الملعونة؟”.

وأثار خبر رحيل الصحفي الأردني النجار الذي وافته المنية فجر الجمعة بعد أن كان في سجون الإمارات لأعوام بظروف قاسية.

وبكى نشطاء خليجيون وعرب الزميل النجار الذي وصفوه بأنه “مثال للمهنية ونموذج للصحفي الخلوق”.

ووافت المنية النجار عقب وعكة صحية ألمت به في الأردن، ووجهت اتهام إلى فترة تعذيبه في سجون الإمارات.

وعانى من أمراض قلبية وأخرى أصيب بها جراء تعذيبه خلال اعتقاله في السجون الإماراتية.

انتهاكات سجون الإمارات

وكتب النجار على صفحته في “فيس بوك” قبل وفاته بثلاثة أيام ” يا لطيف … ألطف بحالي مريض جدًا”.

وأضاف “مؤسف أن يكون بقلبي كل هذا الوجع محبتي. اللهم منك الشفاء والعافية . آمين”.

وكان الراحل النجار عمل في وكالة الأنباء الرسمية الأردنية “بترا” وصحيفة “الدستور” الأردنية.

كما عمل محررًا في موقع “العرب الجديد” ومواقع عربية أخرى، إضافة إلى عضويته في نقابة الصحفيين ورابطة الكتاب الأردنيين.

والنجار أيضا عضو في رابطة الكتاب الأردنيين، وناقد وشاعر.

وكان النجار (45 عاما) قضى 4 أعوام في سجون الإمارات .

وعانى بعيد الإفراح عنه من آثار التعذيب في هذه السجون كما أكدت في عدة منشورات وتغريدات سابقة.

واعتقل النجار عام 2015 بسبب منشور على فيسبوك ينتقد فيه موقف الإمارات من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014.

وحكمت السلطات الإماراتية عليه عام 2017 بالسجن 3 سنوات بتهمة “الجرائم الالكترونية”.

غير أنها مددت حبسه لعدم قدرته على دفع الغرامة المالية الباهظة جدًا.

وأفرجت سلطات الإمارات عن الصحفي الأردني في شباط/ فبراير 2019.

كم عدد وفيات سجون الإمارات

ومما كتبه على حساباته في منصات التواصل الاجتماعي بعد الإفراج عنه “السجن ما يزال سجنا، حتى بعد خروجي منه”.

وأضاف في مارس 2019 أن السجن “يترك أثره في حركة جسدك، وفي مشهد عينيك، التي ترى المسافات القريبة فقط”.

وأردف “كنت حين أطلب الطبيب لعلاج عيوني يقومون بتأجيلي لشهر ومرات لأكثر من شهر”.

وفي استهجان للتصرفات في سجون الإمارات مع السجناء “هذه رحمة الأطباء في سجن أبو ظبي، فما بالك برحمة الجلاد؟”.

وختم منشوره “اذ لا رحمة مطلقا. والله المستعان. وللحديث بقية وصلة ؟ تبا .. وتبا .. وتبا “.

وتستخدم السلطات الإماراتية قوانين فضفاضة للحد من التعبير القانوني الذي ينتهك المعايير الدولية.

وأبرزت منظمة هيومن رايتس ووتش أن الإمارات شنّت هجومًا مستمرًا على حرية التعبير وتكوين الجمعيات منذ 2011.

وقالت إن سكان الإمارات الذين تحدثوا عن قضايا حقوق الإنسان معرضون لخطر جسيم بالاعتقال التعسفي والسجن والتعذيب.

وأضاف “يقضي الكثيرون من سكان الإمارات أحكام سجن طويلة أو غادروا البلاد تحت الضغط”.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.