توفي رضيع خامس في قطاع غزة خلال أسبوع نتيجة انخفاض درجات الحرارة، حسبما أفادت مصادر طبية اليوم الأحد.
الرضيع جُمعة البطران البالغة من العمر 20 يومًا، توفي في خيمة بمنطقة دير البلح وسط القطاع، بينما حال شقيقها التوأم علي في تدهور مستمر.
وكان أربعة أطفال آخرين، تتراوح أعمارهم بين 4 و21 يومًا، قد توفوا نتيجة البرد الشديد في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقال والد جُمعة، يحيى البطران، إن العائلة نزحت عدة مرات، وكان الوالدان مع التوأم يعيشان في خيمة بعد أن ولد الأطفال في نفس الشهر الذي استشهد فيه عمهم وأبناء عمهم في الهجمات الإسرائيلية.
وأضاف البطران: “سمّيت أحد الأولاد جُمعة على اسم عمه الشهيد، والآخر علي على اسم أحد أبناء عمومته الشهيدين”.
وكان الأطفال قد وُلدوا قبل أوانهم في الشهر الثامن من الحمل، وقال الأب: “خرجوا من المستشفى وكأنهم لحم أحمر، لم يكن لدي مال لشراء ملابس أو بطانيات لهم، أين هي المنظمات التي يجب أن تهتم بأطفالنا؟”.
ومنذ الهجوم الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، نزح أكثر من 90٪ من سكان القطاع، ويعيش العديد منهم في خيام أو في العراء وسط درجات حرارة تصل إلى 11 درجة مئوية ليلاً، دون الحصول على بطانيات أو ملابس شتوية كافية، وفي الوقت نفسه، تواصل الهجمات الإسرائيلية على معسكرات اللاجئين وما تبقى من المباني في القطاع.
وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 14,500 طفل قد استشهدوا جراء الغارات الإسرائيلية، بينما أصيب الآلاف في الحرب المستمرة منذ 14 شهرًا، الذي اندلع بعد هجوم شنته حركة حماس على الأراضي الفلسطينية المحتلة أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واختطاف 250 آخرين إلى غزة.
وأعرب إدوار بيغبدير، مدير اليونيسف الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن قلقه قائلاً: “تُظهر هذه الوفيات القابلة للتجنب الوضع المأساوي الذي يواجهه الأطفال والأسر في غزة”، محذرًا من أن انخفاض درجات الحرارة في الأيام المقبلة قد يهدد المزيد من الأرواح.
وفي سياق متصل، استهدفت القوات الإسرائيلية مستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة، الذي يُعد واحدًا من آخر مركزين طبيين يعملان في المحافظة. وتظهر الصور التي تم تداولها الأضرار التي لحقت بالطابق العلوي في المستشفى، حيث كانت توجد أقسام الأشعة،وكان المستشفى قد تعرض لهجوم سابق في أكتوبر من العام الماضي، أسفر عن استشهاد 500 مدني.
كما تعرض مستشفى كمال عدوان في شمال غزة لهجوم إسرائيلي أدى إلى تعطيله، بعد حصار قاسٍ وقصفه وتدمير جزء منه، مما أدى إلى إخلاء المستشفى من المرضى والعاملين واحتجاز مدير المستشفى مع 240 آخرين، من بينهم عشرات الجرحى والمرضى، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها فقدت الاتصال مع مدير المستشفى، الدكتور حسام أبو صافية، وأكدت أن إغلاق المستشفى يضع أكثر من 75,000 شخص في شمال غزة في خطر.
وقد أسفرت غارة إسرائيلية أخرى على مستشفى الوفاء في مدينة غزة عن استشهاد سبعة أشخاص. وبذلك ارتفع عدد الشهداء في غزة اليوم الأحد إلى 13 شخصًا، وفقًا لمصادر طبية”.
ومنذ بداية الهجوم الإسرائيلي في أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 45,484 شخصًا في غزة، وأصيب أكثر من 108,000 آخرين، بينما لا يزال الآلاف تحت الأنقاض أو في عداد المفقودين، مع عجز فرق الإنقاذ إليهم.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69909