تنظيم السعودية بطولة تنس نسائية دولية يثير انقساما وسط اتهامات التبييض الرياضية

أثارت إقامة بطولة التنس النسائية الكبرى لهذا العام في السعودية انقساماً في الرأي، حيث يقول النقاد إن ذلك يهدد بالتغطية على سجل حقوق الإنسان في السعودية، بينما يرى آخرون أن الرياضة يمكن أن تكون وسيلة للتغيير.

تدعو ناشطات حقوق المرأة اللاعبات لاستخدام منصاتهن للضغط على الحكومة السعودية للإفراج عن السجناء السياسيين. ففي الوقت الذي يتألق فيه أفضل لاعبات التنس في العالم على ملاعب الرياض ضمن الحدث الأبرز، تقبع مدربة اللياقة الشابة مناهل العتيبي في السجن بالسعودية.

وقد حُكم على العتيبي بالسجن 11 عامًا في محاكمة سرية في يناير بتهم تتعلق بالإرهاب بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تدافع عن حقوق المرأة.

وتقسم البطولة النهائية لرابطة لاعبات التنس المحترفات (WTA) هذا الأسبوع في السعودية، وهي أول بطولة احترافية نسائية تُقام في الخليج كجزء من صفقة لمدة ثلاث سنوات.

ويشير بعض النقاد إلى أن قوانين الوصاية على المرأة لا تزال سارية في السعودية، وأن المثلية غير قانونية وقد تكون عقوبتها الموت.
أعربت الناشطة لينا الهذلول، شقيقة لجين الهذلول التي ناضلت ضد حظر قيادة النساء وقضت 1001 يوم في السجن، عن رغبتها في أن يكون الرياضيون “صوت الناس الذين تم إسكاتهم”.
فيما ترى الناشطة لينا العتيبي، المقيمة في اسكتلندا، أن مشاركة اللاعبات تُستخدم كغطاء “لغسل السمعة” السعودي في الرياضة، وتفضّل أن يرفضن المشاركة، أو على الأقل، أن يتحدثن عن انتهاكات حقوق الإنسان هناك.

وقالت البطلة العالمية آريانا سابالينكا، إنها تأمل في إلهام الجيل الشاب من اللاعبات السعوديات. بينما أكدت كوكو جوف، اللاعبة الأمريكية، على أهمية وجود برنامج حقيقي للتغيير.

وفي حين أن بعض اللاعبات يعبرن عن حذرهن تجاه القضايا الحقوقية في السعودية، تقول بعض الشخصيات، مثل تريسي هولمز من جامعة كانبيرا، إن التركيز على “غسل السمعة” يجب أن يُوجَّه كذلك للغرب عند الحديث عن حقوق الإنسان.

من جانبه، دافع الرئيس التنفيذي لـ WTA، بورشيا آرتشر، عن القرار قائلاً إن المنظمة غالبًا ما تلعب في بلدان ذات قيم وأنظمة مختلفة.

وأضافت بورشيا آرتشر، الرئيس التنفيذي لرابطة لاعبات التنس المحترفات (WTA)، أن المنظمة غالباً ما تقيم بطولاتها في بيئات ودول تختلف في عاداتها وثقافتها ونظمها القيمية عن تلك الموجودة في الولايات المتحدة، سواء على المستوى الشخصي أو المؤسساتي.

وقالت: “نحن ندرك أن هناك اختلافات في القيم بين بلد وآخر، لكننا نسعى لجعل الرياضة وسيلة للتواصل والانفتاح.”

من جهة أخرى، يرى النقاد أن هذا التوجه قد يكون محاولة للتغاضي عن قضايا حقوق الإنسان في السعودية، وأن استضافة بطولات رياضية كبيرة تساهم في تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة دون أن تشهد تغييرات حقيقية في مجال حقوق الإنسان.

وأكدت مينكي ووردن، مديرة المبادرات العالمية في هيومن رايتس ووتش، أن رابطة لاعبات التنس المحترفات (WTA) قد أهدرت فرصة للضغط على السعودية من أجل تحسين حقوق النساء قبل استضافة البطولة هناك.

كما أشارت ووردن إلى أن عدم مراعاة الظروف الحقوقية في السعودية “لا يعكس احترامًا حقيقيًا لحقوق المرأة”، مضيفة أن الرابطة لم تقم بواجبها بشكل كافٍ للتحقق من أوضاع حقوق الإنسان في البلد قبل تنظيم البطولة.

وقد وجهت انتقادات للرابطة من ناشطات وناشطين في حقوق الإنسان، الذين دعوا إلى مزيد من المسؤولية والمساءلة في القرارات المتعلقة بتنظيم الأحداث الرياضية في بلدان ذات سجلات حقوقية مثيرة للجدل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.