تقرير “خليج 24”: السيسي يوجه صفعة إلى الإمارات .. عبر من هذه المرة؟

القاهرة- خليج 24| وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صفعة إلى الإمارات العربية المتحدة، وذلك عقب تصاعد الخلافات بين الجانبين بعدد من الملفات.

وهنأ السيسي رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ورئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة على نيل الحكومة الجديدة ثقة البرلمان.

الأكثر أهمية أن السيسي أكد في التهنئة على ضرورة البناء على هذه الخطوات الإيجابية.

وأوضح أن ذلك يكون من خلال العمل على دفع مسار التسوية السياسية والإبقاء على مناخ الحوار الليبي – الليبي.

وفي رسالة شديدة إلى الإمارات، أكد السيسي في رسالة التهنئة على ضرورة الحد “من التدخلات الخارجية في هذا الإطار”.

وشدد السيسي للدبيبة في اتصال هاتفي أن حصول حكومته على ثقة النواب يمثل خطوة تاريخية هامة في طريق تسوية الأزمة الليبية.

من جانبه، أعرب المنفي عن تقديره لتهنئة السيسي والجهود المصرية الصادقة لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية في ليبيا”.

ولفت إلى أنها تأتي في إطار خصوصية العلاقات التاريخية المشتركة بين مصر وليبيا حكومة وشعبا.

وأكد المنفي “حرص السلطة التنفيذية الليبية الجديدة على مواصلة تعزيز علاقات الأخوة بين مصر وليبيا وترسيخ قواعدها”.

وبين أن ذلك بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، ويضمن للشعبين الشقيقين الخير والنماء والتقدم.

وتأتي تطورات الموقف المصري من الأوضاع الجارية في ليبيا في انقلاب واضح لتوجهات القاهرة تجاه طرابلس.

والأسبوع الماضي، أكدت مصادر دبلوماسية سودانية أن زيارة السيسي إلى العاصمة الخرطوم رسالة تحدي إلى كل من إثيوبيا ومن يقف في خلفها وهي الإمارات.

وأكدت المصادر ل”خليج 24″ وجود رؤية مشتركة بأن قيام إثيوبيا بتخطي حدودها في تصرفاتها بملف سد النهضة لم يكن ليتم لولا دعم الإمارات.

ولفتت إلى ان السيسي ورئيس مجلس السيادة في السودان عبد الفتاح البرهان بحثا ملف سد النهضة.

وشددا –بحسب المصادر- على ضرورة تصعيد التحرك ضد إثيوبيا والإمارات، بسبب الأضرار الاستراتيجية على الخرطوم والقاهرة من تصرفات أديس أبابا.

وبينت أن السيسي أبلغ البرهان غضبه الشديد من علاقة الإمارات “المشبوهة” مع إثيوبيا وسعيها لتدمير مصر والسودان.

وأكد السيسي للبرهان- وفق المصادر- على أن مصر ستغير موقفها بشكل أكبر تجاه الإمارات خلال المرحلة المقبلة في العديد من الملفات.

ونبهت إلى أن من أبرز هذه الملفات ملف ليبيا، الذي تحاول الإمارات الضغط بقوة لعودة الاشتباكات المسلحة والفوضى بهذه البلاد.

وذكرت المصادر ذاتها أن الخرطوم ستقوم بخطوات تصعيدية تجاه الإمارات، لكن رفضت المصادر الكشف عنها.

غير أنها لمحت إلى تغير في الموقف السوداني من الملف الليبي، حيث كانت الخرطوم تتماهى مع موقف الإمارات بليبيا.

وقالت إن “إثيوبيا تتصرف وكأنه لا رادع لها في إفريقيا، ونحن ومصر نفاوضها لسنوات دون الوصول إلى حل”.

وأكدت أن إثيوبيا تقوم بالمفاوضات من أجل المفاوضات ليس أكثر وذلك من أجل كسب الوقت والمضي قدما في عملية البناء وملء السد بصورة أحادية.

واستنكرت عدم وضع أديس أبابا أي اعتبار للسودان ومصر، واصفا ما تقوم ب”عربدة سياسية”.

غير أن المصادر أكدت أن الخرطوم والقاهرة لن تقبلا بأن تكون تحت رحمة إثيوبيا التي تقف الإمارات في خلفها.

وشددت على أنه لولا وقوف الإمارات مع إثيوبيا لما تجرأت الأخيرة على القيام بخطواتها.

وزار الرئيس المصري السودان أمس السبت في أول زيارة له في الأعوام الأخيرة للخرطوم.

وأكد السيسي، خلال مؤتمر صحفي جمعه مع البرهان رفض البلدين سياسة الأمر الواقع بشأن ملف سد النهضة الإثيوبي.

وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم وعادل يراعي مصالح دول المصب (مصر والسودان) قبل موسم الفيضان المقبل بيونيو 2021.

وقال إن المباحثات المصرية السودانية اليوم أكدت على حتمية العودة إلى مفاوضات جادة وفعالة.

ونبه على ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن سد النهضة يراعي مصالح الدول الثلاث – مصر وإثيوبيا والسودان.

وألمح الرئيس المصري إلى رفض البلدين نهج فرض سياسة الأمر الواقع بشأن ملف سد النهضة ومحاولة السيطرة على النيل الأزرق.

وبين السيسي أن اتجاه إثيوبيا لتنفيذ المرحلة الثانية من ملء وتشغيل سد النهضة خلال موسم الفيضان المقبل يهدد بإلحاق أضرار جسيمة بدولتي المصب.

وتحدثت وسائل إعلام مصرية أن السيسي بدأ تحركا جادا على خلفية التطورات الأخيرة مع إثيوبيا المتعلقة بسد النهضة.

وأكدت وجود غضب كبير لدى القيادة المصرية من وقوف دولة الإمارات بجانب إثيوبيا في هذا الملف.

ولم يتوقف دعم الإمارات لإثيوبيا فمن الاستثمارات الاقتصادية إلى الجانب السياسي حتى دعمها عسكريًا بحربها الداخلية.

وللإمارات استثمارات بـ90 مشروعًا منها 33 عاملا و23 قيد الإنجاز بقطاعات متنوعة.

وبحسب وسائل إعلام إماراتية حظيت 36 شركة إماراتية على التراخيص اللازمة للعمل في إثيوبيا.

وتؤكد تقارير غربية أن موقف أبو ظبي الداعم لأديس أبابا لا يتناسب مع طبيعة وعمق العلاقة المصرية الإماراتية.

وتقول إن الإمارات يحتم عليها الوقوف إلى جانب مصر.

وأشارت إلى أن السودان أيضًا الذي اقترب من الإمارات عقب الإطاحة بنظام عمر البشير.

وتدعم الإمارات الحكومة الإثيوبية بمواجهة جبهة تحرير شعب تيغراي “الانفصالية”، وفق توصيف الحكومة بأديس أبابا.

وتقول الإمارات إن موقفها يأتي من منطلق “الحرص على أمن واستقرار إثيوبيا “.

وتبذل أبو ظبي منذ وصول آبي أحمد إلى السلطة في إثيوبيا في 27 مارس 2018، جهودا كبيرة للمحافظة على نفوذها السياسي.

وسعت إلى تعزيز السلطة الفيدرالية على حساب جبهة تيغراي المعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع الصين وجذورها الماركسية.

وعززت الإمارات من دورها في الصراع الإثيوبي إلى جانب الحكومة في أديس أبابا.

وكان ذلك بدعم مباشر أو عبر إريتريا التي فتحت أراضيها لإقامة قواعد إماراتية، واستثمارات ضخمة بموانئها.

كما شملت توظيف جغرافية البلد لصالح امتداد النفوذ الإقليمي للإمارات بالقرن الافريقي، وتقديم الدعم اللوجستي عبر البحر الأحمر للقوات الحليفة لها في اليمن.

جبهة تحرير شعب تيغراي اتهمت الإمارات بقصف قواتها بطائرات مسيرة انطلاقا من قواعد لها في إريتريا.

وقالت إن ذلك دفعها للرد على قواعد ومعسكرات تابعة للحكومة الإريترية بصواريخ متوسطة المدى.

ويذكر أن الإمارات دأبت على توسيع دورها في القرن الأفريقي؛ وتوسع مع قوى خليجية أخرى علاقاتها في المنطقة.

وكثفت حضورها مؤخرًا بمناطق مطلة على البحر الأحمر وخليج عدن بنشاط عسكري واقتصادي بتلك المنطقة الحيوية.

وتخلل ذلك اتهامات بتقديم الدعم العسكري للحكومة في إثيوبيا واستخدام قاعدتها العسكرية بإريتريا المجاورة بذلك.

وجاءت الاتهامات متزامنة مع استضافة السودان مناورات عسكرية مشتركة مع مصر.

وتبدو هذه رسائل تحمل في طياتها تهديد “بردع” أديس أبابا.

يذكر أن اتهامات عديدة توجه إلى الإمارات بممارسة دور “مشبوه” في القرن الأفريقي الذي يعتبر بمثابة امتداد للعمق الاستراتيجي لمصر.

وقال مراقبون إن اندفاع أبو ظبي لمزيد من النفوذ الكبير لمحاربة خصومها الإقليميين -الدوحة وأنقرة- في المنطقة.

وأشاروا إلى أن ذلك ساهم باندلاع الأزمة الخليجية والحصار على قطر في يونيو/حزيران 2017.

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.