موسكو- خليج 24| أكد تقرير إخباري أن الشروط “الصعبة” التي تضعها المملكة العربية السعودية دفعت بدولة لبنان إلى المجهول.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية في تقرير إخباري لها عن مصادر لبنان قولها إن الشروط السعودية ترتبط بوضعية حزب الله وسلاحه.
كما ترتبط الشروط السعودية بمشاركة تنظيم حزب الله الشيعي في الحكومة اللبنانية المقبلة.
لكن المصادر أكدت أن “المعادلة السعودية تجاه لبنان تراها الأطراف الدولية صعبة التحقق”.
ولفتت إلى أنها تأتي “في ظل التركيبة الحالية في لبنان ووصول الوضع لحافة الانهيار”.
واتجهت الأنظار مجددا بحذر نحو بيروت عقب اعتذار رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري المدعومة من السعودية عن تشكيل الحكومة.
وأثارت الخطوة ردود فعل على المستوى الداخلي والخارجي، وسط تخوفات من انهيار الوضع بشكل نهائي عقب اشتعال الداخل اللبناني.
أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن خيبة أملها من تخلي رجل السعودية في لبنان سعد الحريري عن مهمة تشكيل الحكومة ودفع البلاد نحو المجهول.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة في لبنان “تطور آخر مخيب لآمال الشعب”.
وحذر من أن اقتصاد لبنان في حالة سقوط حر، والحكومة الحالية لا تقدم الخدمات الأساسية بطريقة موثوقة.
وشدد أنه على “القادة في لبنان أن يضعوا الخلافات الحزبية جانباً وأن يشكلوا حكومة تخدم الشعب”.
ونبه إلى أن شعب لبنان غارق في أزمة سياسية واقتصادية خانقة.
لكن بلينكن شدد على من “الأهمية بمكان أن يتم تشكيل حكومة ملتزمة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات ذات الأولوية بصورة فورية”.
كما أكد على وجوب أن “تبدأ الحكومة في التحضير للانتخابات البرلمانية لعام 2022”.
أيضا شدد وزير الخارجية الأمريكي على وجوب إجراؤها في موعدها وبطريقة حرة ونزيهة.
كما اتهم “الطبقة السياسية في لبنان بإهدار الأشهر التسعة الماضية”.
والخميس، كتب رئيس الحكومة المكلف في لبنان سعد الحريري عقب اعتذاره عن تشكيل الحكومة سلسلة تغريدات تتعلق بالمملكة العربية السعودية.
وكتب الحريري في تغريده على حسابه الرسمي في “تويتر” قائلا لحم كتافي من السعودية وانا انسان وفي، وعائلتي في السعودية”.
في حين كتب تغريده أخرى قائلا “المملكة العربية السعودية لم تقدم للبنان سلاح ولم تقم ب ٧ أيار”.
وأضاف الحريري “السعودية اعطت السلام للبنان ولا تريد الا الخير للبنان كما كل دول الخليج”.
لكن-بحسب رئيس الحكومة المكلف في لبنان- لديهم مشكلة مع فريق اسمه حزب الله، على حد قوله.
كما كتب في تغريده ثالثة عن السعودية قائلا “إذا كان فريق ٨ اذار حريص فعلاً على السعودية ليتوقفوا عن شتمها وتصدير الكبتاغون”.
كما دعا فريق 8 اذار للتوقف عن التدخل بالشؤون العربية واليمن و”بيمشي الحال”.
وأردف الحريري في تغريدته “ولا يجوز قولهم إن هناك مشكلة بين السعودية والحريري”.
وفي وقت سابق الخميس، قدم الحريري الذي يعد رجل المملكة العربية السعودية في بلاد الأرز اعتذاره عن تشكيل الحكومة.
وجاء اعتذار الحريري خلال زيارته قصر بعبدا ولقائه برئيس لبنان ميشيل عون.
ويوم أمس قدم الحريري إلى عون تشكيلة مكونة من 24 وزيرا لحكومة لبنان المقبلة.
وقال الحريري عقب اجتماعه القصير مع عون الذي دام 20 دقيقة فقط “كانت هناك تعديلات طلبها (رئيس الجمهورية)”.
واعتبرها الحريري أنا “تغييرات جوهرية في التشكيلة.
وأيضا-بحسب الحريري- تناقشنا بالأمور التي لها دخل بالثقة، وتسمية الآخرين والمسيحيين، وغيرهم.
وأضاف رجل السعودية في لبنان “واضح أن الموقف لم يتغير، وواضح أننا لن نتفق مع الرئيس”.
وبحسب الحريري فإنني “طرحت على الرئيس عون أن يحظى بوقت أطول للتفكير”.
لكن قال- وفق ما أضاف- إننا لن نستطيع التوافق.
لذلك قدمت اعتذاري عن تشكيل الحكومة.
في حين اختتم رئيس الحكومة المكلف في لبنان حديثه قائلا “الله يعين البلد”.
وما إن أعلن الحريري اعتذاره عن التشكيل حتى قفز سعر صرف الدولار في السوق السوداء.
وكان يصرف الدولار مقابل 19200 ليرة في حين ارتفع إلى نحو 22000 ليرة.
في المقابل، قال مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية في لبنان إن “الرئيس المكلف لم يكن مستعداً للبحث في أي تعديل”.
وأوضح أن الحريري لم يكن مستعدا للبحث بأي تعديل من أي نوع كان.
في حين اقترح على الرئيس عون أن يأخذ يوماً إضافياً واحداً للقبول بالتشكيلة المقترحة.
وأضاف “وعليه سأله الرئيس عون ما الفائدة من يوم إضافي إذا كان باب البحث مقفلاً”.
وعند هذا الحد انتهى اللقاء وغادر الرئيس الحريري معلناً اعتذاره، بحسب بيان رئاسة الجمهورية في لبنان.
ومنذ 9 أشهر تواصل الخلاف بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية ومن خلفه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
فيما لم يتمكن هؤلاء من الوصول إلى اتفاق على حكومة تخلف تلك التي كان يرأسها حسان دياب.
وكانت حكومة دياب استقالت إثر تفجير مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020.
وقبل يومين، كشفت مصادر سعودية مطلعة عن توجه إسرائيل بطلب رسمي إلى السعودية من أجل العمل لحل أزمة لبنان.
ولفتت المصادر السعودية ل”خليج 24″ إلى أن مسؤولا أمنيا إسرائيليا رفيع المستوى هاتف رئيس المخابرات خالد الحميدان وطلب منه ذلك.
وأوضحت أن الطلب الإسرائيلي جاء بالتوازي مع ضغوط أمريكية- فرنسية على السعودية للعمل على حلحلة أزمة لبنان.
ونبهت إلى أن هذه التحركات جاءت في ضوء المخاوف الإسرائيلية الشديدة من التهديد المحتمل للأزمة الاقتصادية في لبنان.
واستعرض المسؤول الأمني الإسرائيلي-بحسب المصادر- تأثيرات الأزمة الاقتصادية والسياسية بلبنان على (تل أبيب).
وحذر من أن هذه الأزمة قد تكون فرصة لإيران لتعمل كمنقذ للبنان أو لتحفيز حزب الله على تولي ما تبقى من الدولة اللبنانية علنا.
وكشفت المصادر ل”خليج 24″ عن أن رئيس المخابرات السعودية أبلغ المسؤول الإسرائيلي عن تغيير جوهري باتجاه الأزمة.
ولفتت إلى أن الحميدان أبلغه أيضا تواصل العمل مع أطراف دولية أخرى من أجل منع إيران من استغلال الأزمة في لبنان.
وتمارس الولايات المتحدة وفرنسا ضغوطا شديدة على السعودية بهدف إجبارها على حلحلة أزمة لبنان المتفاقمة.
وزادت أزمة لبنان أخيرا في ظل توقعات بانهيار الدولة بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية الذي وصلت إليه.
يأتي هذا في الوقت الذي تتعنت فيه الأطراف اللبنانية المدعومة من السعودية لأجل التوصل إلى حل.
وأوفدت الولايات المتحدة وفرنسا سفيرتيها في لبنان للرياض بهدف بحث خطوات تنفيذية غريبة لحلحلة أزمة لبنان.
وتسعى الولايات المتحدة وفرنسا إلى فرض تشكيل حكومة في لبنان قبل انهيار البلاد وذهابه إلى المجهول.
ونقلت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية عن مصادر قولها إن “الفرنسيون والأمريكيون مغتاظون من معطلي تشكيل الحكومة”.
لذلك بينت المصادر أن “الولايات المتحدة وفرنسا لا تمانعان تشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري”.
ولفتت إلى أن “الزيارة إلى السعودية ينبغي قراءتها من هذا الجانب”.
وذكرت “لو كانت ثمة رغبة في حكومة جديدة برئاسة شخصية سنية غير الحريري لكان تمّ التعبير عن هذه الرغبة بأية طريقه”.
وأضافت المصادر ذاتها “ولكان هذا الشخص البديل قد عُرف، وكلنا نعرف أنه ما في سر بلبنان”.
في حين، أكد وئام وهاب رئيس حزب “التوحيد العربي” والوزير اللبناني السابق أنه “لا يستبعد تطور موقف السعودية بإطار مساعي وقف الانهيار”.
وكتب وهاب على “تويتر”: “لا أستبعد تطورا في موقف السعودية من لبنان، في إطار مساعي وقف الانهيار”.
وأضاف “فلننتظر”.
وتتهم أطراف لبنانية السعودية بالمسؤولية عن الأوضاع التي وصلت إليها البلاد.
ويعيش بلاد الأرز على وقع أزمة سياسية تتجلى في عدم قدرة السلطات على تشكيل حكومة رغم تسمية رئيسها سعد الحريري منذ أشهر.
وهذا فجر أزمة اقتصادية بدأت بانهيار “تاريخي” لسعر الليرة.
كما انعكس على أزمات أخرى في أساسيات الحياة كالكهرباء والدواء.
يشار إلى أن لبنان يشهد أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث.
وفشل الفرقاء السياسيون في الاتفاق على خطة إنقاذ منذ اندلاع الأزمة في 2019.
ويأتي هذا مع توقف تدفقات الدولار وانتشار الاحتجاجات في البلاد على تدهور قيمة العملة المحلية في بيروت.
وخلال الأسابيع الأخيرة ارتفعت أسعار العديد من السلع الاستهلاكية مثل الحبوب إلى حوالي أربعة أمثالها.
واتهم الحريري الذي عاد مؤخرا من زيارة إلى الإمارات إن الرئيس لا يزال “يصر” على الثلث المعطل في أي حكومة جديدة.
كما أعلن الحريري أن عون أرسل له تشكيلة حكومية تتضمن توزيعا طائفيا للوزارات.
وقال إنه طلب منه إسقاط الأسماء عليها “وهذه الورقة تتضمن ثلثا معطلا لفريقه السياسي بـ18 وزير، بـ20، وبـ22”.
غير أن الحريري قال إنه أخبر عون بأنه لا يملك صلاحية تشكيل الحكومة.
وذلك “لأن الدستور يقول بوضوح أنه على رئيس الحكومة المكلف تشكيل الحكومة ووضع الأسماء” وليس رئيس الجمهورية.
لذلك أوضح أن هدفه هو العمل على تفادي انهيار لبنان وأنه يترك الحكم للشعب على تشكيلته الحكومية التي اقترحها على الرئيس عون.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=26905
التعليقات مغلقة.