تقارير إسرائيلية: السعودية غاضبة من إسرائيل بسبب الهجمات في سوريا

أوردت هيئة البث الإسرائيلية أن المملكة العربية السعودية غاضبة من إسرائيل بسبب الهجمات في سوريا وأن الرياض تشعر بأن هناك محاولة لزعزعة حكم “الشرع” الجديد – الذي يحارب إيران وحزب الله اللبناني.

وقال مصدر من العائلة المالكة السعودية لقناة “كان” الإسرائيلية إن هناك غضبًا كبيرًا في أروقة الحكم السعودي تجاه إسرائيل بسبب عملياتها العسكرية في سوريا، وذلك بحسب ما أوردته قناة “كان 11” اليوم (الخميس).

وفقًا للمصدر، فإن الشعور السائد في السعودية هو أن إسرائيل تحاول تقويض حكم “الشرع” – بدلاً من دعم من يعلن صراحة أنه لن يسمح بتمركز إيران وحزب الله مجددًا، ويؤكد أنه لا يرغب في مواجهة مع إسرائيل.

وأضاف المصدر السعودي أن السلوك الإسرائيلي في سوريا غير مفهوم، خاصة في ظل وجود إمكانية كبيرة لتطور العلاقات بين إسرائيل والحكم السوري الجديد، الذي يحظى بـ”إجماع واسع في دول الخليج”.

ومنذ سقوط نظام بشار الأسد، تهاجم إسرائيل أهدافًا عسكرية في سوريا خشية أن تقع في الأيدي الخطأ وتشكل تهديدًا لإسرائيل.

وقبل نحو أسبوع، أفادت تقارير في لبنان بأن الجيش الإسرائيلي يوسّع نشاطه في الجولان السوري بهدف إقامة خط دفاعي داخل منطقة العازلة، يتضمن تحصينات، خنادق، وأبراج مراقبة.

من جهة أخرى تحدث موقع تايمز أوف إسرائيل العبرية عن تفاؤل أمريكي بشأن رغبة السعودية في المضي في مسار التطبيع مع إسرائيل.

وذكر الموقع أنه في مناسبتين خلال جلسة استماع مجلس الشيوخ لتثبيته، قال مايك هاكابي، مرشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنصب السفير لدى إسرائيل، إن إبرام اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية يُعد أولوية قصوى للإدارة الجديدة، وإن التوصل إلى اتفاق “في المتناول”.

قال هاكابي: “الرئيس ترامب في موقع فريد للبناء على ما أنجزه في ولايته الأولى، من خلال توسيع اتفاقيات أبراهام لتشمل ليس فقط السعودية، بل دول الخليج الأخرى أيضًا”. وأضاف: هذا الرئيس قد يحقق شيئًا في الشرق الأوسط بحجم كتابي.

وأعرب السفير الإسرائيلي الجديد لدى الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر، عن تفاؤل مماثل، وقال في مقابلة حديثة إن إسرائيل أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق تطبيع مع الرياض.

لكن السعودية اتخذت نبرة مختلفة تمامًا، فأكدت الشهر الماضي أنها لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية على حدود ما قبل 1967، وهو إطار يرفضه بشدة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والحكومة الحالية، إلى جانب قطاع واسع من الجمهور الإسرائيلي.

رغم ذلك، لطالما قُدِّمت التصريحات العلنية السعودية على أنها أقل صرامة مما يقال في الاجتماعات الخاصة مع المسؤولين الأمريكيين.

مع ذلك، قال محلل أمريكي بارز مطلع على شؤون الشرق الأوسط إن الحكومة الإسرائيلية الحالية “قضت فعليًا” على أي فرصة لإبرام اتفاق تطبيع.

قال براين كاتوليس، الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط (MEI)، والذي يتحدث بانتظام مع مسؤولين سعوديين وإقليميين: “الأمر لا يقترب حتى من حيز الإمكان، بالنظر إلى عودة الحرب في غزة، والتوجهات داخل الحكومة الإسرائيلية الحالية نحو الضم المحتمل وخطوات متطرفة أخرى في الضفة الغربية”.

وكانت عودة الحرب تشير إلى استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية المكثفة في قطاع غزة في 18 مارس، مما أدى إلى انهيار وقف إطلاق النار والاتفاق الذي كان قد أُبرم لتبادل الأسرى، والذي وافق عليه نتنياهو قبل شهرين.

وإلى جانب استئناف الحرب، تعمل حكومة نتنياهو على تمرير تشريعات تقيد سلطات القضاء بشكل جذري، وتمنح إعفاءات واسعة لطلاب المدارس الدينية اليهودية (اليشيفوت) من الخدمة العسكرية.

قال كاتوليس: “هناك شعور متنامٍ في الرياض بأن إسرائيل تنظر إلى الوراء وتعود إلى تفسير أكثر تحفظًا للدين، وهو ما تخلت عنه السعودية في السنوات الأخيرة”. وأوضح أن هناك في السعودية “جيلًا شابًا يرى أن بلاده تتحرك نحو القرن الحادي والعشرين”، بخلاف ما يحدث في إسرائيل.

ورأى المحلل أن إمكانية التوصل إلى اتفاق تطبيع تم تضخيمها، وأن الرياض ترى نفسها في مستوى أعلى مما عليه الإسرائيليون حاليا، بفضل اقتصادها الأكبر، وعدد سكانها، وعضويتها في مجموعة العشرين.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.